الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

أمك چاية أهي خلاص زي ما كنت عاوز.. كل يلا عشان تاخد العلاچ
قفز الصغير عمار بسعادة وهو يقول في طفولية 
_ هيييييه .. أنا هروح استنى أمي قدام الباب
لم يمهل نفسه اللحظة ليستمع لرد أبيه حيث اندفع ركضا للخارج يقصد الطابق الأرضي لينتظر أمه عند الباب كما قال للتو.
انتهى معاذ من طعامه وأخذ دوائه وبتلك اللحظات كانت فريال قد وصلت وعانقت ابنها الصغير بحرارة الذي كان يستقبلها في فرحة غامرة بعودتها لمنزلهم ثم صعدت معه للأعلى حيث غرفتهم وحين دخلت رأت البسمة تعلو وجه ابنها فاسرعت نحو وجلست بجواره تضمه لصدرها 
_ مالك ياحبيبي!
سمعت صوت جلال الذي هتف بجدية 
_ دور برد شديد والدكتور علقله محلول في العيادة وكتبله على علاچ وحقن 
انقبض قلبها وقالت بقلق وهي توبخ ابنها 
_ بتدخل تستحمي طبعا يامعاذ وتطلع تنام على المروحة عشان إكده تعبت.. بتعمل زي أبوك!!
تطلع لأبيه وقال ببراءة زاما شفتيه 
_ بس أبويا مبيتعبش!
ضحك جلال بخفة أما هي فردت بحزم على ابنها 
_ أنت صغير ومناعتك ضعيفة ومتستحملش هتقارن روحك بأبوك
رد معاذ في أسف ووجه عابس 
_ مش هعمل إكده تاني ياما أنا آسف 
لانت حدة نظراتها وابتسمت لصغيرها بحنو ثم مالت عليه وقبلته برفق من وجنته وجبهته بينما جلال فتوقف عندما صدح صوت رنين هاتفه وغادر الغرفة ليجيب على المتصل وتركها مع أولادها وهي تهتم بابنهم المړيض.
بعد مرور خمسة عشر دقيقة تقريبا توقفت هي وغادرت غرفة أولادها متجهة لغرفتها لكي تجلب مقياس الحرارة وتطمئن على حرارته.. فتحت الباب ودخلت ثم راحت تبحث بالأدراج عنه لم تجده بعد لحظات وجدت باب الحمام ينفتح ويظهر جلال الذي انتهى للتو من حمامه الدافيء 
_ الترمومتر وين
أشار على الخزانة دون أن يتحدث فاتجهت نحوها وفتحتها ثم راحت تبحث داخلها بيدها لم تجده كانت على وشك أن تتحدث بأنها لا تجده لكنها رأته بالأعلى فرفعت ذراعها وحاولت التقاطه لم تستطع فتنفست بقوة في الأخير والتفتت تجاهه تقول في رقة غير مقصودة منها 
_ مش لاحقاه ياچلال تعالى هاته 
طالت نظرته له ثم اقترب بعد لحظات ووقف خلفها مباشرة يمد ذراعه للأعلى لكي يلتقطه ثم جذبه واخفض ذراعه للأسفل وتطلع إليها.. شعر بأن حصونه كلها أنهارت في لحظة عندما اقتربت منه وباتت شبه بين ذراعيه التهبت مشاعر الشوق والحب في صدره ولم يعد يشعر بوجود أي ڠضب منها في تلك اللحظة هو فقط يريد أن ينعم معها ببعض لحظاتهم الخاصة لكي يروى روحه المتعطشة لها أما هي فقالت بتوتر بسيط وهي تتطلع بجسده 
_ البس هدومك هتتعب كيف ولدك
لم يجيبها وبقى يتأملها بشوق وغرام لا تنكر أنها اشتاقت لنظرات العشق من عيناه وحين رأتهم الآن شعرت بأن الثلوج التي بينهم ربما بدأت في الذوبان.. فابتسمت له بحب وهمست في خجل 
_ چلال!
_ فريالي!
_ ياما الحقي معاذ بيكح چامد قوي 
انتفضت وابتعدت عنه بسرعة ثم هرولت مسرعة للخارج متجهة لغرفة ابنها لكي تطمئن عليه بينما هو فمسح على وجهه متأففا بخنق وللحظة ظهر شبح ابتسامته على شفتيه يشعر نفسه مغيب وكأنه ليس بوعيه وحين يعود لوعيه سيندم على ما فعله لم يشغل نفسه بالتفكير كثيرا وارتدي ملابسه بسرعة ثم اسرع نحو غرفة أولاده ليطمئن على ابنه.
عاد عمران للمنزل وقاد خطواته للطابق الثاني حيث غرفته.. صعد الدرج بهدوء ثم سار بالدرهة الطويلة المؤدية لغرفته وحين وصل فتح الباب ودخل ثم أغلقه خلفه.. نزع عباءته البنية عنه والقى نظرة على الغرفة الفارغة فضيق عيناه وهتف مناديا عليها 
_ آسيا!
لم يحصل على رد منها فعاد ينده عليها مجددا لكن بصوت أشد قوة ولم يجد أجابة أيضا فاقترب من الحمام ووقف أمامه ثم مال بأذنه يستمع لأي صوت قادم يؤكد له أنها بالداخل لكن لم يسمع.
كانت هي قد انتهت من حمامها وتهم بارتداء ملابسها وتلف جسدها بمنشفة بيضاء عريضة وكانت شاردة الذهن للدرجة التي لم تجعلها تتمكن من سماعه وهو ينده عليها لكن فجأة انفتح الباب وحين رأته ضمت ذراعيها لصدرها وهي تصرخ بزعر.
طالعها بصمت لكنها استشاطت وصړخت به منفعلة 
_أنت قاصد تعملها.. دي مش أول مرة 
قال بصوت أجش 
_ بنده عليكي مبترديش لو كنتي رديتي مكنتش هدخل
صاحت بعصبية وهي تحاول إخفاء جسدها عن أنظاره 
_ يعني هكون روحت وين هو أنا بطلع من السچن ده.. اطلع برا ياعمران 
صر على أسنانه بغيظ يحاول تمالك أعصابه بينما هي فلم تتوقف حيث صړخت بصوت مرتفع في ڠضب 
_ اطلع برا 
اندفع نحوها كالثور الهائج وكتم على فمها بيده وهو ېصرخ 
_ أنا قولت إيه الصبح 
انتفضت وابعدت يده عن فمها هاتفة باستياء 
_ متقربش مني قولتلك مليون مرة 
_لو أنا مبقربش منك فده بمزاچي لكن أنا لو عاوز حاچة هاخدها.. وده حقي
ارتشعت بين يديه وحاولت التملص من قبضته بقلق بعد عباراته الأخيرة لكنه احكم قبضته وقربها أكثر وهمس بمكر وهو يرفع يده متعمدا للمنشفة ينوي نزعها عنها لكي يثيرها چنونها 
_إيه رأيك!
حين شعرت بيده انتفضت ودفعته بعيدا عنها بكل قوتها صاړخة 
_متقربش ياعمران تاني أوعاك
لم يكترث لها وعاد يقترب بخطواته مجددا لكنها اسرعت وفرت هاربة للخارج.. وقفت بجوار طرف الفراش وتابعته وهو مازال يتقدم بنظرات متحدية وحادة.. خشيته حقا بتلك اللحظة وصدقت أنه قد ينفذ ما كان يخبرها به بالداخل لكنه لم يكن ليفعل هو فقط يريد الاڼتقام منها.
انحنت ودست يدها أسفل الفراش تمسك بالسلاح ثم أخرجته ووجهته صوبه وهي تحذره 
_ متقربش
تصلب مكانه پصدمة عندما رأى السلاح بيدها ليصيح بها بصوت مرعب 
_ چبتي السلاح ده منين!!!
ردت عليه بصوت خائڤ ومضطرب 
_ ملكش صالح ومتقربش مني وإلا هعملها 
توقف ورفع كفيه متمتما بهدوء مزيف ليهدأ من روعها ويجعلها تتركه من يدها 
_طيب مش هقرب منك نزلي السلاح ده مش لعب عيال الخزنة مليانة رصاص
اضطربت عندما سمعته يقول أنه ممتليء بالړصاص.. رغم أنها لا تنوي قټله حقا ولن تكن تفعلها هي فقط تهدده لكي يبتعد عنها إلا أنها توترت بشدة بينما هو فكان يثبت نظره على عيناها حتى لا يجعلها تنتبه أنه يقترب منها ببطء 
........ نهاية الفصل .........

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات