السبت 30 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

بعتذر منكم جدا على التأخير حصلت معايا ظروف للأسف واتأخرت في تنزيل البارت 
قراءة ممتعة مقدما وفي انتظار رأيكم كالعادة 
ميثاق الحړب والغفران
_ الفصل الخامس عشر_
انتصبت في وقفتها وسحبت يدها من أسفل الفراش بسرعة ثم استدرات له بوجه مڤزوع وحين رأته يتطلعها بنظرة الثاقب ينتظر منها إجابة بالأخص بعدما رأى حالتها المريبة ازدردت هي ريقها بتوتر وقالت بثبات مزيف 

_ كنت بعدل ملاية السرير 
رغم أنه لم يقتنع بما فيه الكفاية إلا أنه قرر تجاهل ذلك الشعور ولم يعقب عليها ثم دخل وأغلق الباب جيدا ليقترب من الفراش ويضع يده في جيب جلبابه ليخرج هاتفه ومفاتيح سيارته ومحفظته الصغيرة ثم وضعهم فوق طاولة الإدراج المجاورة للفراش وكانت هي تتابعه بصمت تفكر فيما تريد أن تخبره به لكن التردد يستحوذها ورغم أنها تتوقع ردة فعله وإجابته ماذا ستكون إلا أنها رغبت في التجربة حيث قالت له بصوت هاديء 
_ أنا عاوزة اروح الصيدلية أچيب كام حاچة 
الټفت لها برأسه ورمقها بقوة للحظات قبل أن يسأل بصلابة 
_ حچات إيه دي!
لم تجيب وبقت تحدقه بصمت دون رد فتنهد هو وقال بحزم 
_ قولي اللي عايزاه وهچبهولك 
هزت رأسها بالرفض وهمست في صوت منخفض يغلفه الخجل دون أن تنظر له 
_ لا مش هينفع دي حچات لازم أچيبها أنا بنفسي 
فهم ما تلمح إليه عندما رأى خجلها ونظراتها الزائغة فمسح على وجهه متأففا وقال مغلوبا 
_ طيب روحي البسي يلا 
لم تكن تتوقع أن يوافق على خروجها من الأساس وعندما سمعته يتفوه بتلك العبارة طالعته ببعض الدهشة وهمت بالإستدارة لترتدي ملابسها وحجابها لكنها توقفت ونظرت له تسأله بترقب 
_ أنت هتيچي معاي 
رفع حاجبه يستنكر سؤالها ليقول بصوت غليظ 
_ أمال هتنزلي وحدك في نص الليالي دلوك
لوت فمها بيأس واستدارت لتتجه نحو الخزانة تخرج عباءة سوداء وفضفاضة ثم سارت نحو الحمام وتوارت داخله لدقائق معدودة ثم خرجت بعدما ارتدت ملابسها ووقفت أمام المرآة تلف حجابها بدقة وعند انتهائها تلفتت حولها بالغرفة لم تجده لكن استقرت عيناها بالشرفة فرأته يقف بها لتقول بنبرة مرتفعة بعض الشيء 
_ أنا خلصت
انتبه لصوتها فتحرك وخرج من الشرفة ثم تقدم هو قبلها للخارج وتبعته بخطواتها الهادئة وهي شاردة الذهن تفكر فيما تنوي فعله رغم أن هناك صوت يحاول ردعها وېصرخ عليها لا تفعلي ستكونين الخاسرة لكن شوقها وروحها المتخبطة تسعى لرؤية نعيمها حتى لو لمجرد دقائق قصيرة.
رغم أن خطواته كانت اسرع منها لكنها كانت تحاول السير على خطاه وعيناها تتجول حولها تتمعن بكل شيء كأنها قضت سنوات دون أن ترى النور.. وعند وصولهم أمام الصيدلية توقف هو أمام الباب ودخلت هي لتشتري ما تريده وبعد انتهائها وهي تنتظر الطبيب الصيدلي أن ينتهي من الحساب تذكرت أنها لا تملك المال فاتسعت عيناها پصدمة ولم تلبث للحظة أخرى لكي تفكر فيما ستفعله فوجدته ينضم ويقف بجوارها ثم يخرج المال من جيبه ويدفع الحساب كاملا.. شعرت بالخنق فلو كانت تذكرت أنها لا تملك المال كانت وجدت حجة أخرى للخروج.
حملت الكيس بيدها وسارت للخارج تتبعه في خطواته لكنها توقفت عندما أصبحوا بالمنتصف بين الشارع الذي يؤدي لمنزل زوجها والشارع الذي سيقودها لمنزل والدها وقالت بخفوت 
_ عمران
توقف والټفت لها متعجبا فاقتربت هي ووقفت أمامه تهتف بنبرة صوت غريبة 
_في كام حاچة نسيتهم في بيت أبوي عاوزة اروح اچيبهم 
رفع حاجبه وقال بقوة 
_ تروحي تچبيهم كيف يعني!!
ردت بصوت مكتوم ومختلف عليها 
_ أنا معايا المفتاح ومحدش هيكون صاحي دلوك كلهم نايمين هدخل اچيب حاچتي من أوضتي وهطلع طوالي
طالت نظرته الحادة لها ليقول في الأخير بغلظة 
_ يبقى أنتي من الأول كان في نيتك تطلعي عشان تروحي مش تشتري حچات كيف ما قولتي
التزمت الصمت كرد بالإيجاب على عبارته وكان هو سيجيبها بالرفض فهذا ليس الوقت المناسب لتذهب لمنزل أبيها بعدما حدث وقد تحدث مشكلة إذا رآها أحد لكن النظرة الضائعة التي بعيناها ومعالم وجهها الذابلة حتى روحها المهشمة أحس بها أشفق عليها لأول مرة ووجد نفسه يشير لها بيده على طريق منزل والدها باستسلام لمعت عيناها وتراقص قلبها فرحا لموافقته لكنها أخفت ذلك الشعور ورسمت الجمود فوق معالم وجهها إلا أن تصرفها التلقائي عندما سبقته بخطواتها كشف حماسها وفرحتها.
وصلا أمام الباب ووقفت ترفع رأسها للأعلى تلقى نظرة مريرة على المنزل ثم دست يدها في حقيبتها الصغيرة وأخرجت المفتاح لتضعه في قفل باب المنزل بحذر وتفتحه بكل بطء.. دفعت الباب بيدها وتسمرت دون أن تتمكن من عبر عتبة الباب بقدمها ومر من أمام عيناها شريط مأساتها الأخيرة وهي تغادر بحقيبة ملابسها دون أن يودعها أحد منهم بنظراته حتى تلألأت العبرات في عيناها وخشت أن ټنهار أمامه باكية فأسرعت وخطت أولى خطواتها للداخل لكن أوقفها بنبرته الحازمة وهو يأمرها بنظرة تعلم عواقبها جيدا 
_ متتأخريش 
لم تعترض ولم تبدي أي رد فعل معاكس بل هزت رأسها له بالموافقة في إطاعة كاملة ودخلت ثم أغلقت الباب ليبتعد هو ويقف على مسافة بعيدة قليلا ينتظرها.
كان الصمت المخيف يهيمن على المنزل بأكمله وبعض الأجزاء كانت مظلمة والاضواء مغلقة فقادت هي خطواتها المتريثة نحو الدرج تصعد درجاته ببطء وعيناها غارقة بالدموع حتى أن دموعها توالت في الانهمار قبل وصولها لغرفتها.
فتحت باب غرفتها ودخلت ثم أغلقت الباب خلفها وتصلبت مكانها عندما استقرت عيناها على بقعة صغيرة بإحدى الإركان وتذكرت كيف كانت تلوذ إليها هربا من بطش عمها وشقيقها وهم يعاقبوها كالمذنبين توسلت لهم وهي تصرخ بعجز لكن صوتها لم يصل لآذانهم التي أصمها الڠضب.. تتذكر كل كلمة وكل فعل وعيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع بغزارة حتى أن تلك العبرات تحولت لنحيب قوي وهي تبكي بصوت مرتفع بعدما چثت على الأرض وانخرطت بنوبة بكائها العڼيفة التي دامت لدقائق ثم استجمعت نفسها بصعوبة وحاولت الوقوف على قدميها من جديد لتتحرك نحو خزانتها وتفتحها ثم تبدأ بأخذ اشيائها الخاصة ومنهم من كان يعود لوالدها وأهداهم لها كذكري ثم التفتت فرأت صورتها التي تجمعها مع أبيها فوق الفراش اقتربت وجذبتها هي الأخرى ثم غادرت الغرفة بعد انتهائها وقبل أن تقود خطواتها للدرج لتغادر توقفت وهي تتلفت حولها على غرفة كل من أمها وشقيقها ترددت كثيرا لكنها استمعت لصوت قلبها بالأخير واقتربت من غرفة أمها أولا تفتح الباب وتلقى نظرة من الخارج دون أن تدخل فوجدتها نائمة في فراشها بسبات عميق فقذفت بذهنها عباراتها الأخيرة أنا مليش بنات.. بتي ماټت ياكش ربنا ياخد ويريحني منك هيتجوزك وياخدك وتنسينا واصل .
امتلأت عيناها بالعبرات في ألم ومرارة لكنها أظهرت رباطة جأش وأغلقت الباب مجددا ثم غيرت وجهتها تجاه غرفة شقيقها وحين فتحت الباب لم تجده لكنها سمعت صوت المياه بالحمام فأغلقت الباب بسرعة خشية من أن يراها وتحركت بعدها للدرج تقصد باب المنزل لتغادر قبل أن يراها أحد لكن بتلك اللحظات

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات