رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع عشر بقلم ندى محمود توفيق
يصبح بها سوى ضوء ذهبي هاديء وعندما استدارت له وجدته يمسك بجهاز التحكم الخاص بالمكيف الكهربائي وقام بتشغيله ثم تركه على سطح الكومود الصغير المجاور له وتسطح بجسده على الفراش مغمضا عيناه فبقت هي مكانها تتمعنه وتتمعن الأجواء الهادئة من حولها وبالأخير زفرت بسأم وجلست فوق مقعدها العريض ترفع قدميها ايضا لتجلس بوضيعة اقرب لوضعية الجنين فوق المقعد وعيناها عالقة على الفراغ بشرود ولم تمر سوى دقائق قصيرة حتى انتابها النعاس بسبب الأجواء المريحة للأعصاب فأغلقت عيناها ببطء غارقة في سبات عميق.
ثم انتصب في وقفته بعدما تركها وأكمل بانزعاج
_ أنا اللي چبته لنفسي معرفش إيه اللي خلاني أوافق من الأساس
ثم جذب الغطاء ودثرها به والتقط جهاز التحكم الخاص بالمكيف ليخفض درجة البرودة قليلا ويعود للفراش من جديد يتمدد فوقه على الجانب الآخر منه ويغلق عيناه محاولا النوم للمرة الثانية .
بتمام الساعة السابعة مساءا......
كانت فريال في طريق عودتها للمنزل بعدما انتهت من شراء بعض مستلزماتها الشخصية ومرت من أمام منزل زوجها بالصدفة كانت ستكمل طريقها بطبيعية لكنها تسمرت حين رأته يخرج من المنزل وهو يرتدي جلبابه الأسود المفضل لديها وفوقه عباءته البنية مما زاده وقار وهيبة للحظة ابتسمت بحب وشوق لكن اختفت ابتسامتها وحل محلها التعجب عندما رأت أمه تخرج خلفه ومن ثم تبعها الجد حمزة وعمه منصور وتوجهوا جميعهم نحو سيارته يستقلوا بها فتساءلت بحيرة بينها وبين نفسها إلى أين يذهبون ياترى وفجأة وجدته ينظر لها قبل أن يستقل هو بمقعده المخصص للقيادة لوهلة لمعت عيناها بأمل وابتسمت لكن نظرته الجافة وملامح وجهه الخالية من المشاعر التي جسدها بمهارة فقط لكي يؤلمها كما فعلت اطفأت بريق الأمل في عيناها وظهر العبوس واليأس فوق معالمها لتظل متسمرة مكانها تتابعه وهو يصعد بسيارته وينطلق بها.
_ مالك يافريال إيه حصلك
انتشلت ذراعها من قبضة أمها وقالت بصوت مبحوح
_ مليش ياما همليني لحالي
_ بت يافريال
كانت تسرع في خطاها نحو غرفتها وهي تتمالك نفسها بصعوبة حتى لا ټنهار بمنتصف الطريق وفور دخولها لغرفتها أغلقت الباب خلفها وألقت بجسدها فوق الفراش تخرج كل ما تحمله نفسها من مرارة وألم وشوق.. بكت پعنف كأنها آخر مرة كان صوت نحيبها مرتفع