الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

حفيدها بترقب
_ أنتوا مرحتوش لأمكم النهادرة ولا إيه يامعاذ
_ لا روحنا أنا وعمار واحنا راچعين من المدرسة 
هزت جليلة رأسها بتفهم ثم سألت باهتمام
_ هتروحوا ليها مېتا تاني!
هتف الطفل بكل عفوية دون أن يدرك ما يدور بذهن جدته وراء اسألتها هذه
_ بكرا احنا بنروح كل يوم نقعد معاها شوية وبعدين بنمشي
سألت بوضوح وعين حزينة
_ طيب مبتشفوش عمتكم
أدرك أنها تقصد عمته آسيا فقال وهو يهز رأسه بالنفي في عبوس
_ لا هي علطول قاعدة في أوضة خالي عمران مبتطلعش منها.. ومحدش بيدخل عندها
أصابها القلق عليها فقالت بهمس ونبرة منذرة
_ طيب بكرا لما تروحوا لأمكم ابقى عدى على عمتك واطمن عليها يعني شوفها كيفها وبتعمل إيه بس أوعاك تقولها أن أنا اللي بعتاك فاهم ومتچبش سيرة لحد كمان على اللي قلتوهلك ده
رغم أنه لا يفهم سبب تحذير جدته له إلا أنه امتثل لأوامرها وقال دون نقاش بإطاعة
_ حاضر ياستي 
ابتسمت وانحنت عليه تقبل شعره مرة أخرى ثم استقامت واقفة ومسحت على كتفه بلطف هاتفة
_ كمل مذاكرتك يلا 

دخل الغرفة فوجدها تجلس فوق الفراش وتولى ظهرها للباب.. هادئة وساكنة بشكل مريب فقد كان يتوقع أنها ستثور فور وصوله وتفرغ كل ما تحمله نفسها من ڠضب وبغض لكنها لم تفعل.
تحرك نحوها والټفت حول الفراش ليصبح في مواجهتها يتطلع لوجهها الخالي من التعابير وهي تتفادى النظر إليه عمدا ليتنهد بخنق ويقول بهدوء لكن نبرته قوية
_ لما تحصل حاچة زي إكده تاني وأكون موچود مترديش 
نظرت له بعين مشټعلة ثم قالت باسمة بسخرية وغيظ
_ أنت تؤمر وعشان عيونك كمان هما يغلطوا فيا وأنا هقوم احب على راسهم واعتذر منهم كمان 
أصبح صوته أكثر حدة وبدأت بشائر الڠضب تلوح عليه بعد سخريتها ليقول
_ وأنا مقولتلكيش أعملي إكده ومهخلكيش تعمليها أساسا.. بس لما أكون موچود مترديش هتقللي من نفسك ومني لكن أنتي وهي بتردوا على بعض وناقص بس تقوموا تمسكوا في شعور بعض قصادي 
ابتسمت وقالت بعين تلمع بوميض الشړ الذي يليق بها
_ لا وأنت الصادق أنا كنت هقوم امسك في زمارة رقبتها بيدي.. أنا مبسكتش عن حقي ولو سكت المرة دي فعشان دي أول مرة لكن اقسم بالله لو حد حاول يدوسلي على طرف تاني لأعرفه مقامه زين
صاح بها پغضب حقيقي ولهجة مهيبة
_ محدش داسلك على طرف ومحدش يقدر يا آسيا أنا موچود وعارف كيف هوقف كل واحد عند حده زين وأنتي تسمعي الكلام ومتقاوحيش معايا 
نهضت من الفراش وتوقفت على قدميها أمامه مباشرة ثم رفعت رأسها وتطلعت بعيناه السوداء في صلابة واستنكار هامسة
_ أنت تؤمر يامعلم عمران.. لو عاوزاني متنفسش كمان قولي
صر على أسنانه بغيظ مكتوم يحاول كبحهه عنها ثم انحنى على عليها حتى أصبحت أنفاسه الملتهبة تلفح صفحة وجهها الناعمة وهو يقول
_ لو عرفتي أنا عاوز إيه دلوك مظنش هتقفي قصادي بكل الشچاعة دي 
كان لديه حضور طاغي لا تعرف هل تخاف من تحذرياته لها وجموحه أم مجرد هيئته الطاغية حين يشرف عليها ويقترب منها هي ما تخيفها وتقلقها.. فابتعدت عنه وارتدت للخلف بقلق دون أن تتفوه ببنت شفة فينتصب هو في وقفته ويقول بخنق
_ اقفلي البلكونة والستاير دي 
التفتت برأسها تجاه الشرفة ثم عادت له وقالت بعدم فهم
_ ليه!
رفع حاجبه مستنكرا سؤالها وقال بجدية
_ عاوز اريح وأنام شوية قبل ما اصحى وامشي على الشغل
تبدلت ملامح وجهها للهدوء بعدما فهمت أسبابه وبالفعل استدارت وسارت نحو الشرفة تغلقها جيدا وكذلك الستائر فأظلمت الغرفة ولم

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات