رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع عشر بقلم ندى محمود توفيق
للطابق الأرضي ورأت الجميع ملتف حول طاولة الطعام يتناولون طعامهم بسكون دون أي محادثات جانبية بينهم.. لكنهم توقفوا عن الأكل فور رؤيتهم لها وهي تتبع عمران في خطواته كانت أعينهم ثاقبة تخترقها بصمت بينما هي فكانت تتطلعهم بكل تيه وقوة حتى وصلت أمام الطاولة ورأت عمران وهو يسحب مقعده ويجلس لكنها بقت واقفة ترمقهم بنظرات تملأها النقم.
_ بلال عامل إيه دلوك
تنهد إبراهيم وقال بخنق
_ نايم سيبناه يرتاح شوية
أماء رأسه بتفهم فأكمل إبراهيم بجدية وڠضب
_ بعد الوكل نبقى نتكلم في الموضوع ده ياعمران
عمران بموافقة وهدوء وهو يمضع الطعام الذي بفهمه
_ ماشي يابوي
ابتلع الطعام ثم الټفت بجواره تجاهها فوجدها ساكنة لا تمد يديها للطعام أمامها فمال عليها وهمس بالقرب من أذنها بلهجة آمرة
رمقته بامتعاض وقالت هامسة
_ مش عاوزة
استقرت في سوداويته نظرة غاضبة فزفرت هي بخنق ونظرت لصحن الطعام الذي أمامها وبدأت تأكل بعدم رغبة فقط تنفيذ لأوامره حتى لا ينالها بطشه حين يختليا بغرفتهم.
خرج صوت عفاف وهي تنظر لآسيا بمكر هاتفة
_ ألا صحيح هي الحچة چليلة مچاتش تطمن على بتها لغاية دلوك ليه
رفعت آسيا نظرها وطالعت عفاف بشراسة فهذا ما كانت تخشاه وها هي تعبث بزمام هدوءها المزيف وكأنها لم تكتفي فتابعت باسمة
حاولت كبح نفسها عن الرد والصمت لكنها فشلت لتقول لها وهي تبتسم ببرود
_ يمكن عشان محدش منهم رچله بتعتب بيت إبراهيم الصاوي مثلا
اتسعت ابتسامتها وقالت بتشفي وخبث
_ بس أنتي رچلك عتبته أهو وقاعدة وسطينا وكمان متچوزة واد إبراهيم الصاوي
احتقن وجه آسيا بالډماء وأصبحت عيناها حمراء من فرط الڠضب أما إخلاص فكانت تتابع ما يحدث وهي مبتسمة بسعادة وتشفي في زوجة أبنها.. لكن عفاف لم تكتفي والقت بورقتها الرابحة الأخيرة وهي تقول بسخرية ضاحكة
منعها من استرسال حديثها صوت عمران المخيف فهو كان يتابع ما يحدث منذ البداية بصمت وينتظر من زوجة أبيه أن تتوقف احتراما لوجوده لكنها تابعت غير متكرثة
_ مش بزيادة ولا إيه يامرت أبوي.. المفروض تعملي حساب لوچودي
دارت آسيا بنظراتها عليهم كلهم وهي تتوعد لهم كانت تشتعل من الداخل ولو بقت أكثر من ذلك ستحترق وتحرقهم معها فهبت واقفة من مقعدها واستدارت تتجه للدرج قاصدة غرفتها بالأعلى.
_ مشاكلنا مع ناس خليل صفوان في كفة وچوازي من آسيا في كفة تاني.. هي دلوك مرتي واللي هيقلل منها كأنه بيقلل مني أنا وخصوصا لو قصادي.. ياريت اللي حصل ده ميتكررش تاني عشان المرة الچاية