الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل العاشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

وليس خۏفها لكنها أدركت أنها أذا لم تسير وفق أوامره سينالها بطشه الچنوني فكما ترى هو لا يبدو كرجل يلقي كلمات في الفراغ ستوهمه أنها خضعت حتى يتثنى لها تنفيذ مخططها أغلقت كفها تضغط عليه بقوة واشاحت بوجهها عنه وهي تهز رأسها بالموافقة مجبرة وتصر على أسنانها مغتاظة. 
رؤيته لها وهي خانعة تطيع أوامره هدأت من ثورانه وجعلته يبستم في تشفي ثم ابتعد عنها ونزع عنه عباءته البنية وبعدها جلبابه الأسود وكانت هي تقف توليه ظهرها ولا تتوقف عن شتمه حتى سمعته يهتف بلهجة آمرة وهي يسير نحو الحمام الملحق بغرفته 
_ چهزيلي هدوم وقفطان أبيض لبين لغاية ما اخلص استحمام 
التفتت برأسها نحوه ترمقه بشراسة وقالت ساخرة
_ بناقص كمان! جيب لنفسك أنا مش مرتك اللي هتخدمك 
رفع حاجبه اليسار بنظرة مريعة وقال بلهجة منذرة 
_ اسمها حاضر مش چيب لنفسك.. وتخدميني غصبن عنك أنا هدخل الحمام والهدوم تاچي ورايا يا آسيا ولمي اللي عملتيه ده
انهى عبارته وهو يشير بنظره على الأرض الممتلئة بملابسه وكذلك قطع الزجاج المتناثرة ثم لم ينتظر سماع ردها الذي سيكون بالرفض واتجه نحو الحمام غير مباليا بتلك التي تشتعل وافقة وفور اختفائه عن انظارها راحت تلتفت حولها تبحث بنظرها عن شيء تفرغ به شحنة غيظها المكتظة ولم تجد سوى ملابسه فالتقطتها وراحت تلقيها بعرض الحائط وهي تصرخ بصوت منخفض وعيناها غارقة بالدموع الحاړقة التي تتوعد للجميع. 

توقفت إخلاص أمام الباب وهي تتحدث مع الصبي الذي وكلته بمهمة توزيع عصائر على الجيران وجميع من حولهم بناء على أوامر زوجها.
سألته بجدية 
_ قولتلهم إيه وأنت بتوزع
رد الصبي بهدوء تام 
_ اديتهم العصير وقولتلهم ده حلاوة چواز المعلم عمران هو وبت خليل صفوان 
تأففت إخلاص بخنق وردت على الصبي بامتعاض ليس منه ولكنه من زواج ابنها من تلك المشؤومة 
_ طيب روح يامحمد متشكرين ياحبيبي ابقى سلملي على أمك وأبوك 
_ حاضر ياخالتي عن أذنك 
دخلت وأغلقت الباب واستدارت تهم بالذهاب لغرفتها لكن اوقفها صوت إبراهيم من داخل غرفة الجلوس وهو ينده عليها.. فغيرت وجهتها وذهبت له وأغلقت الباب خلفها هاتفة باقتضاب 
_ خير يا إبراهيم 
سألها بجدية ونظرة دقيقة  
_ الواد محمد خلص اللي قولتيله عليه 
تقدمت وجلست بجواره تهتف پغضب  
_ خلص.. أنا معرفاش إيه كان لزمته يعني !
إبراهيم بحدة ولهجة لا تقبل النقاش
_ عمران اللي طلب عشان يتم الإشهار وهو عمل الصح لو مكنش هو قال أنا كنت هعملها من نفسي.. الچواز لازم إشهار عشان ميبقاش ناقص ولا نبقى بنغضب ربنا 
أردفت بعصبية وحړقة 
_ چواز إيه حرام عليك يا إبراهيم چوزت ولدك من بت خليل وقټلت فرحته بچوازته الأولى 
هتف بنظرة قوية
_ هو أنا غصبته على الچواز.. وبعدين عمران راچل يتچوز مرة واتنين وتلاتة لو عاوز ومفيش ست تقدر ترفضه ده الصح اللي كان المفروض يحصل وأهو حصل معدش له لزمة اللت والعجن الكتير ده بقت مرته وخلاص كل حاجة خلصت 
إخلاص بغيظ وغل 
_ أنت مسامعش صوتها وزعيقها كيف وولدي بيزعق معاها.. أنا خاېفة عليه منها دي قادرة كيف أمها 
رمقها إبراهيم بنفاذ صبر وقال بخفوت وحكمة
_ ولدك مش عيل صغير عمران راچل وهيعرف يربيها زين ويخليها تمشي تحت طوعه ده ولدك وأنتي عارفاه زين يا إخلاص 
سالت دموعها فوق وجنتيها فقالت وهي تجففهم بيد مرتعشة 
_ صعبان عليا يا إبراهيم كان نفسي افرح بولدي واعمله ليلة تحكي الخلق عنها وتليق بيه 
لاح الحزن والدفء في عيناه قبل أن يضمها لصدره مقبلا شعرها

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات