الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بكل رقة وقالت  
_ العفو.. مفيش تعب ولا حاجة 
لوهلة شعرت بالتوتر وقالت مبتسمة وهي تشير بأصبعها تجاه مبني الكلية متلعثمة دون وعي لما تتفوه به  
_ ط..ب أنا همشي عشان المحاضرة .. تشرفت بعرفتك 
غضن حاجبيه متعجبا على جملتها الأخيرة وقال بابتسامة عذبة  
_ أنا كمان !
لكنه لم يكن ليكمل عبارته ووجدها تفر من أمامه بسرعة وحين الټفت خلفه وجد صديقتها تقترب عليها وهي تهتف  
_ حور .. إيه ده كله يابنتي لقيتي الولد صاحب التلفون ولا لسا 
رمقتها حور بحدة ونهي لكي تتوقف عن الحديث واسرعت لها ثم جذبتها من ذراعها معها والتفتت برأسها تجاه بلال وأرسلت له بسمة عابرة خجلة ثم أشاحت بوجهها مجددا وسحبت صديقتها معها وهم يسيرون إلى الداخل وكان واضح عليها أنها توبخها ! . 
بينما هو فبقي مكانه يتابعهم بنظره متعجبا من تلك الفتاة ولم يسعه بالنهاية سوى الضحك .. ثم اخفض نظره لهاتفه ووضعه بجيب بنطاله واستدار عائدا لبوابة الجامعة لكي يغادر. 
منذ أن وصلت لمنزل والدها بالأمس وهي تجلس حبيسة غرفتها لم تخرج منها.. غارقة بأحزانها وعيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع من يراها بحالتها هذه يظن أن زوجها هو الذي هجرها وليست هي .
رغم عشقها وقلبها المتيم به إلا أنها لم تتمكن من رؤية زوجها وعائلتها يتصارعون تركته أملا في أن يعدل عن الاڼتقام والٹأر من أجلها هي وأطفالهم لكنه طعن قلبها پسكين مسمۏم حين سمعته يأمر أبيها أن يأخذها ويذهب ولم يسمح لها بأخذ أولادها معها .
نظرات النقم والخزي في عيناه لن تنساها لو بعد مائة سنة .. لأول مرة تشعر أنها لا تهمه ولا يريدها.. لم يخبرها بذلك ولكن نظراته القت ذلك الشعور بقلبها ومزقتها أربا. 
تعترف ولن تنكر أبدا أنها لا تطيق الابتعاد عنه ليوم واحد وهاهي تشتاق له وتتخبط بثنايا غرفتها من ألمها .. تتمنى لو يأتي الآن ويأخذها رغما عنها ويعود بها لمنزلهم.. ولكن هيهات فهو لن يفعلها ابدا بعدما تركته بكامل إرادتها النظرات التي استقرت بعيناه كانت تخبرها أنها اختارت وهو لن يردعها عن اختيارها وسيترك الأيام لكي تثبت لها خطأها وتعود له نادمة ! . 
انفتح الباب وظهرت من خلفه إخلاص التي كانت تحمل الطعام واقتربت من ابنتها لتجلس بجوارها وتضع صينية الطعام أمامها هامسة  
_ كلي لقمة يابتي .. إنتي ملكتيش حاچة من امبارح ! 
هزت رأسها بالرفض وهي ترفع اناملها تجفف دموعها  
_ مليش نفس ياما 
تنهدت إخلاص بقوة وقالت مغلوبة بضيق  
_ بزيادة عاد يافريال هتفضلي إكده لغاية مېتا يابتي .. إنتي عملتي الصح قعادك في بيتهم لغاية دلوك بعد كل اللي حصل ده كان غلط من الأساس وكان لازم تطلقي منه من بدري 
رمقت أمها بانزعاج وقالت بعينان دامعة  
_ ياما چلال چوزي وأبو عيالي وأنا بحبه كنتي عاوزاني اسيبه كيف ! 
قال إخلاص پغضب ساخرة  
_ جوزك وأبو عيالك !! .. اللي مرضيش يديكي عيالك امبارح وقالك هتمشي يبقى تمشي وحدك صح ولا لا !! 
أجفلت فريال نظرها بحزن وقالت محاولة الدفاع عنه  
_ لا هو قال إكده عشان كان متعصب .. لكن ميقدرش يبعدني عن عيالي أنا عارفة چلال وهو هيبعتهم ليا بعدين 
ابتسمت أمها وقالت مستهزئة پغضب  
_ لساتك بتدافعي عنه ومش عاوزة تصدقي أنه هو وناسه شياطين وكانوا عاوزين يقتلوا أبوكي وأخوكي وهما ملهمش ذنب في اللي حصل لخليل 
قالت مسرعة پألم

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات