الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

النظرات المشمئزة والقاټلة تتوسط عيناهم.. غضبهم مازال لم يهدأ ويقفون يتأبهون للتكملة عليها حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة بحثت بعيناهم عن أي حب أو رحمة كما اعتادت لم تجد وكأنهم ليسوا عائلتها .. ومع ذلك لم تستسلم وقررت المحاولة مرة أخرى والدفاع عن نفسها .
تحاملت على قدميها التي لم تعد قادرة على حملها ووقفت ثم تقدمت نحو جدها الذي يقف صامتا يحدقها بخزي وڠضب وحين وقفت أمامه قالت باكية 
_ چدي أنت اللي مربيني ومتصدقش إني اعمل حاچة غلط كيف إكده صح .. قولهم إني مظلومة ومعملتش حاچة 
كانت تنتظر منه القليل من الحنان ولكنه خيب ظنها ووجدت صڤعة من يده تهوى فوق وجنتها بقوة .. حتى هو لم يصدقها مثلهم والڠضب سيطر على قلوبهم وعيناهم .. نظرت له بضعف وحزن ثم التفتت تجاه أمها التي تبكي مثلها وتقدمت منها تتوسلها بعيناها الغارقة بالدموع أن تنصفها هي من بينهم  
_ أما ابوس يدك صدقيني أنا معملتش حاچة .. ده أنا بتك معقول ت.... 
قاطعتها جليلة صاړخة بها وسط بكائها  
_ اكتمي أنا مليش بنات .. بتي ماټت 
اتسعت عيناها بدهشة من إجابة أمها وأخذت عيناها تذرف الدموع بغزارة في صمت .. ودون وعي منها أخذت قدماها تعود للخلف وهي تنقل نظرها بينهم پقهر وخزي .. لأول مرة بحياتها تشعر بالضعف والعجز كما هي الآن ربما صډمتها بعائلتها كانت اقوى وأشد من الألم الذي يجتاح جسدها ووجها الآن .. توقفت قدماها حين اصطدمت بالحائط من خلفها ودموعها مستمرة في الانهمار بصمت .
جذبت إنصاف زوجها من ذراعه هاتفة بهدوء محاولة ابعادهم عنها  
_ تعالى يامنصور خلاص بزيادة اللي عملتوه فيها سيبوها 
خرج منصور مع زوجته حتى يهدأ قليلا من انفعاله قبل أن ېقتل ابنة أخيه وتبعهم أمها ومن بعدها جدها وبالأخير كانت خلود التي كانت تنظر لها باسمة بتشفي وغل .. ليبقى فقط جلال الذي استمر يحدق بها بنظراته الممېتة في خزي وهتف بكلمات نابعة من صميمه  
_ هي دي نتيچة حبنا ليكي .. إنك تچيبي العاړ لينا ولنفسك .. يمكن من رحمة ربنا أن أبوي ماټ ومشافش ڤضيحة بته .. من إهنه ورايح تنسي إن ليكي أخ وأنا معدش ليا أخوات بنات 
القى عباراته القاسېة واستدار ليغادر ويتركها جامدة مكانها دون حركة كجسد بلا روح .. ودموعها تؤدي وظيفتها في ذرف الدموع دون أي تعابير وجه ! . 
داخل الجامعة .....
كانت تجلس بنفس المكان الذي تقابلا به المرة السابقة كما اتفقا وتتلفت برأسها حولها بكل الاتجاهات بحثا عنه لتتأكد إذا جاء أم لم يصل بعد تارة تتفقد ساعة يدها حتى لا تفوتها محاضرة الساعة تسعة وتارة تنظر بهاتفه الذي بيدها وتعود تبحث عنه حولها وأخيرا لمحته يسير تجاه موقعها من بعيد فاستقامت واقفة وهي تتنفس الصعداء بارتباك بسيط تتابعه بعيناها وهو يقترب منها ويتنقل بنظره بين الفتيات الجالسين أسفل المظلة يحاول تخمين أي واحدة منهم .. لكن فور وصوله وجدها تشير له بيدها فرمقها للحظة بصمت ثم تقدم نحوها ليقف أمامها مباشرة هاتفا  
_ أنتي اللي رديتي عليا على التلفون !
اماءت له بالإيجاب وهي تبتسم بإحراج لطيف  
_ آه أنا .. أنت امبارح قومت ونسيته وأنا حاولت الحقك عشان ادهولك بس ركبت العربية وملحقتكش
انهت عباراتها ومدت يدها له بهاتفه هامسة بابتسامة  
_ اتفضل 
ابتسم لها بامتنان وتمتم بلطف  
_ متشكر جدا .. تعبتك معايا معلش 
هزت رأسها بالنفي باسمة

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات