رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع بقلم ندى محمود توفيق
شيء واضح كقرص الشمس في منتصف النهار لكنه رغم ذلك لا يستوعب ويحاول تكذيب ما يجول بذهنه في تلك اللحظة فطرح سؤالا قد يبدو سخيفا بالنسبة لها
_ بتعملي إيه !
ردت بثبات انفعالي مزيف رغم دموعها المحتجزة بعينيها
_ بلم هدومي ورايحة بيت أبوي
طرح سؤالا للمرة الثانية لكن لم يكن بنفس هدوء النبرة السابقة بل أصبحت أكثر غلظة
استمرت في ملأ الحقيبة بملابسها هاتفة بجفاء متصنع
_ عشان معدش ينفع نكمل ياچلال خلاص .. من وقت قتل عمي خليل وبداية المشاكل والتار واحنا كان چوازنا خلص بس احنا اللي كنا بنحاول في حاچة مفيش منها فايدة
رغم ذهوله من كلماتها وألم قلبه إلا أنه بدا أمامها جامدا وساكنا لا يصدر عنه أي ردة فعل لتكمل هي بعجز وحزن
خرج صوته مريبا من فرط قوته
_ وأنتي لما تسيبيني التار هيخلص إكده ومحدش ھيموت !
_ بس مش هبقى بين نارين معرفاش اختار مين .. أنا قولتلك ياچلال لو عملت حاچة لأخوي مش هسامحك .. معدش ينفع نكمل خلصت ياچلال صدقني
مسح على وجهه وهي يتأفف محاولا السيطرة على غضبه ثم هتف بلهجة مخيفة
_ فضي الشنطة دي واعقلي .. عشان رچلك مش هتعتب برا البيت
_ مش هفضي حاچة قولتلك همشي واروح بيت أبوي
انفلتت منه صړخة مرعبة نفضتها بأرضها وهو يأمرها
_ قولت مش هتطلعي يافريال و كلامي مش هتنيه ولا اعيده
كان كلامه واضح أنه لن يسمح لها بالمغادرة .. رغم كل ما تفعله وما قالته مازال يرفض التخلي عنها لكنها عزمت القرار للأسف وانتهى .
عيناها عالقة على السماء تتأملها بسكون وعقلها يستعيد ذكرياتها مع والدها قبل ۏفاته .. كانت تحاول كبح دموعها من السقوط بصعوبة ونجحت في ذلك هي ترفض الضعف حتى لو كان بينها وبين نفسها اعتادت أن تظهر القوة لا الضعف .. هي ليست ضعيفة لكنها عاجزة أمام بطش أخيها وعائلتها .
سمعت صوت الباب ينفتح فالتفتت برأسها للخلف تنظر للدخيل فتجده خلود التي كانت تحمل صينية الطعام فوق