الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

شيء واضح كقرص الشمس في منتصف النهار لكنه رغم ذلك لا يستوعب ويحاول تكذيب ما يجول بذهنه في تلك اللحظة فطرح سؤالا قد يبدو سخيفا بالنسبة لها  
_ بتعملي إيه ! 
ردت بثبات انفعالي مزيف رغم دموعها المحتجزة بعينيها  
_ بلم هدومي ورايحة بيت أبوي 
طرح سؤالا للمرة الثانية لكن لم يكن بنفس هدوء النبرة السابقة بل أصبحت أكثر غلظة  
_ وده ليه عاد إن شاء الله ! 
استمرت في ملأ الحقيبة بملابسها هاتفة بجفاء متصنع  
_ عشان معدش ينفع نكمل ياچلال خلاص .. من وقت قتل عمي خليل وبداية المشاكل والتار واحنا كان چوازنا خلص بس احنا اللي كنا بنحاول في حاچة مفيش منها فايدة 
رغم ذهوله من كلماتها وألم قلبه إلا أنه بدا أمامها جامدا وساكنا لا يصدر عنه أي ردة فعل لتكمل هي بعجز وحزن  
_ مش هستحمل أشوف عيالي شايفين أبوهم وچدهم وخالهم بيقتلوا في بعض .. ولا أنا بقيت مستحملة معاملة أمك واختك ليا كأني أنا اللي قټلته .. مع أن لا أنا ولا أبويا ولا ناسي ليهم يد في قتل أبوك .. أنا مهقدرش على فراق أبويا وأخويا عشان إكده الفراق لينا احنا احسن 
خرج صوته مريبا من فرط قوته  
_ وأنتي لما تسيبيني التار هيخلص إكده ومحدش ھيموت ! 
جاهدت في منع دموعها من السقوط وقالت بحړقة  
_ بس مش هبقى بين نارين معرفاش اختار مين .. أنا قولتلك ياچلال لو عملت حاچة لأخوي مش هسامحك .. معدش ينفع نكمل خلصت ياچلال صدقني 
مسح على وجهه وهي يتأفف محاولا السيطرة على غضبه ثم هتف بلهجة مخيفة  
_ فضي الشنطة دي واعقلي .. عشان رچلك مش هتعتب برا البيت 
قالت باصرار وشجاعة  
_ مش هفضي حاچة قولتلك همشي واروح بيت أبوي 
انفلتت منه صړخة مرعبة نفضتها بأرضها وهو يأمرها  
_ قولت مش هتطلعي يافريال و كلامي مش هتنيه ولا اعيده 
كان كلامه واضح أنه لن يسمح لها بالمغادرة .. رغم كل ما تفعله وما قالته مازال يرفض التخلي عنها لكنها عزمت القرار للأسف وانتهى .
سقطت دمعة حارة من عيناها فور رحيله.. قلبها ېتمزق اربا على فراقهم ويعز عليها التخلي عنه لكنه القرار الأنسب لهم .. انحنت على الفراش والتقطتت هاتفها تجري اتصال بوالدها لكي يأتي ويأخذها . 

عيناها عالقة على السماء تتأملها بسكون وعقلها يستعيد ذكرياتها مع والدها قبل ۏفاته .. كانت تحاول كبح دموعها من السقوط بصعوبة ونجحت في ذلك هي ترفض الضعف حتى لو كان بينها وبين نفسها اعتادت أن تظهر القوة لا الضعف .. هي ليست ضعيفة لكنها عاجزة أمام بطش أخيها وعائلتها . 
سمعت صوت الباب ينفتح فالتفتت برأسها للخلف تنظر للدخيل فتجده خلود التي كانت تحمل صينية الطعام فوق

انت في الصفحة 5 من 10 صفحات