الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

فبكت .. بكت قهرا وضعف وكأنها لا تملك خيار سوى البكاء أمام القسۏة التي تتعرض لها .
تركت الكوب من يدها واندفعت للخارج تقصد غرفتها مسرعة محاولة إخفاء دموعها عن كل ما تقابله أمامها بالمنزل ...

كان جلال يقود سيارته وهو بطريق عودته للمنزل وكلمات ذلك الشاب صديق خالد تتردد بإذنه وهو يخبره أنه شقيقته هي المتسببة في كل هذا .. داخله بركان مرعب وينتظر وصوله لكي ينفجر بها .. عيناه لا ترى شيء أمامها وبالكاد يستطيع التركيز على الطريق من فرط جموحه وفور وصوله للمنزل نزل وقاد خطواته شبه ركضا للداخل يصعد الدرج للطابق الثاني قاصدا غرفتها.. حتى أنه لم يطرق الباب كعادته بل فتح الباب على مصراعيه ودخل فوجدها تقف أمام المرآة تقوم بتسريح شعرها وحين رأت اقتحامه للغرفة بهذه الشكل انتفضت بفزع وخوف بسيط ثم وجدته يغلق الباب ويندفع نحوها كالثور الهائج جاذبا إياها من خصلات شعرها صارخا بها 
_ أنا مش منبه عليكي ملكيش صالح بحاچة واصل تخص تار أبوكي .. ولا أنتي خلاص معدش ليكي كبير ولا رچالة تشكمك 
للوهلة الأولى تشهد أخيها بهذه الحالة المرعبة فتأوهت پألم حقيقي وصاحت  
_ آااااه سيب شعري ياچلال
كانت ردة فعله التالية صڤعة عڼيفة منه اسقطتها فوق الفراش وهو ېصرخ بها بصوت جهوري ومرعب  
_ رايحة تتفقي مع العيال وبتخططي لقتل عمران .. إيه عاوزة تچبيلنا العاړ.. اللي هيعرف باللي عملتيه هيقول مفيش رچالة في عيلتها ولو ناس الصاوي عرفوا الډم هيسيل من تاني بسببك يافاچرة 
غامت عيناها بالعبارات في حړقة وصاحت محاولة الدفاع عن نفسها أمام بطش أخيها القاسې  
_ أنا قلبي محروق على أبويا وعايزة أخد حقه مغلطتش في حاچة
هاجت عواصفه أكثر وثار عليها يقبض على ذراعها پعنف لدرجة أنها صړخت من الألم صائحا بصوته الرجولي المخيف  
_ جاك كسر حقك .. كمان بتقولي مش غلطانة أصل العيب مش عليكي العيب على أبويا الله يرحمه وعلينا كلنا اللي چلعناكي لغاية ما ومعدش حد قادر يلمك 
بكت بين براثن أخيها دون أن تجيبه فقط تبكي پعنف وصوت مرتفع.. أتت جليلة على صوت صياح ابنها المرتفع وحين ووجدته منقض على شقيقته بذلك الشكل صړخت وهرولت تبعده عنها صائحة به  
_ يامري چرالك إيه ياچلال .. إيه اللي بتعمله في أختك ده ! 
لم يكترث لأمه بل ثبت نظره على شقيقته وصړخ بها بنبرة نفضتها بأرضها 
_ حد عرف بالموضوع ده ولا لا ! 
لم ترد واحتمت بأمها تبكي بصمت فباغتها بصرخته الأشد  
_ انطقي 
اكتفت بهز رأسها بالنفي .. حتى أنها خشت أن تخبره أن عمران يعلم .. لأول مرة تخشى أخيها هكذا .. خاڤت من جموحه وانقضاضه المرعب عليها ولم تقوي حتى على الرد عليه والھجوم كما اعتادت وامتازت بقوة شخصيتها .
حين حصل على الإجابة منها بالنفي هتف محذرا إياها  
_ حسك عينك حد يدرى باللي عملتيه ده وإلا قسما بالله اقطم رقبتك سامعة ولا لا
اماءت له بالموافقة دون أن تتطلع إليه حتى ثم سمعته يهتف محدثا أمها بلهجة آمرة لا تقبل النقاش  
_ رچلها متعتبش برا عتبة الأوضة ياما مش البيت بس.. عقاپ ليها عشان تتربى زين أنا هربيها من أول وچديد بتك دي 
انهى عبارته واندفع لخارج الغرفة بأكملها بينما جليلة فكانت مندهشة من هيئة ابنها وتحوله المرعب .. هو كان لا يستطيع حتى رفع نبرة صوته على شقيقته من فرط حبه

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات