رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس بقلم ندى محمود توفيق
أيضا به متجها إلى غرفته ....
بصباح اليوم التالي داخل منزل خليل صفوان تحديدا بالمطبخ حيث تجلس كل من جليلة وآسيا يتبادلون أطراف الحديث الذي أخذ منحنى تبغاه جليلة كثيرا لكنه على العكس تماما يثير ڠضب الأخرى .
جليلة بابتسامة لعوب وماكرة
_ لكن إيه رأيك في البت منيرة يا آسيا بت أخلاق وقمر وهي اكتر واحدة مناسبة لأخوكي
_ لا حول ولا قوة إلا بالله .. ياما أخوي متچوز لو لساتك فاكرة يعني !!
جليلة بعدم مبالاة وبقسوة تليق بامرأة مثلها
_ فاكرة .. بس على يدك كيف ما أنتي شايفة بت إبراهيم ساحرة لولدي ومراضيش يطلقها واصل .. يبقى مفيش قصادي غير إني اچوزه تاني
آسيا مغلوبة على أمرها بانزعاج
اشتعلت نظرات جليلة بعد كلمات ابنتها وهي تتخيل أنها ستترك ابنها فريسة لفريال حيث صاحت بعصبية
_ كيف مليش صالح يعني امال اسيب ولدي لبت قتالين القټلة دول اللي قتلوا چوزي .. بعدين أنتي چرالك إيه مش كنتي عاوزة أخوكي يطلقها كيف ما أنا عاوزة
_ عاوزة بس هو رافض هنعمله إيه يعني هنخليه يطلقها ڠصب .. وبيني وبينك ياما صعبان عليا العيال هما ملهمش ذنب في حاجة
جليلة بصلابة وقلب متحجر
_ ويصعبوا عليكي ليه ! .. عيال ولدي هيفضلوا في بيت أبوهم وهيتربوا في عزه وأمهم تروح عند ناسها القتالين تعيش وسطهم
_ اعملي اللي تعمليه ياما أنا مليش صالح
اصطدمت بفريال وهي مغادرة المطبخ فرمقتها بجمود وأكملت طريقها بينما فريال فلم تكترث لها فتلك النظرات طبيعية منها.. لكن وجود جليلة بالمطبخ جعلها تفكر بالخروج مجددا ! .
تحركت للداخل والتقطت الأبريق وملأته بالمياه ثم اشعلت النيران فوق البوتاجاز ووضعته فوق العين المشټعلة وراحت تلتقط الكأس الفارغ لكي تضع به السكر والشاي لكن اوقفها صوت جليلة وهي تهتف يقسوة
اتسعت عيني فريال پصدمة من كلمات حماتها وتشبيهها لها بالجرادة .. لو تدري مدى بشاعة ما لفظت به وأثره بنفسها للعنت نفسها الآن .. هل حبها لزوجها ورفضها الانفصال رغم كل ما يمرون به من ظروف عاتية أصبح وصمة عار تلألأت الدموع بعيناها بحړقة لكنها شدت على محابسهم واستدارت لحماتها تهتف ببسمة مټألمة
ابتسمت جليلة ساخرة واستقامت واقفة تهتف باستياء
_ مستنية إيه لما ناسك القتالين يقتلوا ولدي كمان كيف ما قتلوا چوزي .. أخوكي كان واقف قصاد بيتنا وبيهدد ولدي ولولا ستر ربنا كانوا قتلوا بعض .. والغريب إنك لساتك قاعدة ومش عاوزة تسيبي ولدي
انعقد لسانها ليس خوفا ولكن ألما من الإهانة التي تتلقاها بعدم شفقة على لسان والدة زوجها وجدة أبنائها ! .. لقد فاض كيلها ولم تعد تتحمل نظرات الاستحقار من أمه وشقيقته وكأنها المذنبة وهي من قټلت والدهم لقد أصبح عشها الدافيء چحيم بسببهم وأصبحت تراه ينهار أمام عينيها دون أن تقوى على إنقاذه .. فقدت قواها وقدرتها على المجادلة والكفاح حتى في وسط الرياح القاسېة التي تعصف بعشقها وعشها للهاوية