رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل العاشر بقلم رضوي جاويش
قالي إنه لولاك مكنش فكر إنه يتجوزني .. يبقى دي جميلة عمري ما انسهالك وخصوصي إنك عارفة إزاي كنت عايشة تحت رحمة أبو العيال..
ابتسمت حورية في امتنان لحماد فما خلف يوما توقعاتها ..كان وسيظل ذاك الرجل الأصيل الذي اختارت وكان فضل الله عليها كبيرا يوم أن اهتدت إليه وهدي إليها ..
انحنت صفية تجلس على كرسي منخفض حتى تستطيع تدليك اقدام حورية هاتفة لها في أريحية والله يا ست حورية ..انا مكنتش عايزة من الدنيا الا الستر وإني أربي عيالي بالحلال .. وعشان النية صدق ربنا وقعني فيكم ..
أكدت صفية في نبرة تحمل صدق العالم لحد ما اموت يا ست .. أنا فقيرة اه.. لكن بنت أصول وأعرف أحفظ المعروف واصون الجميل ومعضش فاليد اللي اتمدت لي ولو على رقبتي ..
ابتسمت حورية هاتفة بلهجة العالم ببواطن الأمور كله بيبان ..كله مسيره فلحظة يظهر ويبان يا صفية.. ياللاه ..انا عايزة أخرج ..
خرج من الغرفة ليجد صفية قد رتبت الحمام وفي سبيلها لشقتها .. كانت تعتقد أنه بالداخل مع حورية فاتجهت صوب الشقة التي ما أن دفعت بابها حتى شهقت في صدمة وحماد يحملها للداخل مغلقا الباب خلفه لترتفع قهقهاتها لأفعاله التي ما ظنت أنها قد تصدر منه يوما ..لكن هاهو يظهر لها وجها آخر رائع ككل أوجهه التي باتت تعشق ..
وقفت أمام مرآة الحمام تنزع عنها غطاء رأسها ..تتطلع إلى شحوب وجهها وكفيها الزرقاء من أثر العلاج الكيميائي ..
وضعت حجابها جانبا ومدت كفها لشعرها الحريري الذي كان أجمل ما تملك ..وبدأت في تخليل أصابعها بين خصلاته في محبة .. لتتساقط الجدائل في تتابع ..كان من الأفضل لها أن تتخلص منه كليا حتى لا تستشعر مرارة الفقد كما يحدث الآن لكنها لم تشأ ذلك ..كانت كمن يعطي نفسه درسا في التحمل والجلد .. درس قاس..
سألت نفسها واجابتها بالمرآة في ايماءة من رأسها الذي بدأ يتخلص من تاجه ..سالت دموعها ..لم تكن دموع حزن بقدر ما كانت دموع محبة ..فلقد علمتها هذه المحڼة أن تحب نفسها بحق وأن تدرك أن لا شئ أغلى عند الإنسان من ذاته .. وأن تحب