الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل الثاني والعشرون بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

زمان بقى إنتي انسحبتي والمسحوب مغلوب اما لو عرفت إنك مهملتيش دارك هت ۏلع وشوفي بقى هتحس إن ك سر ضلعها مع ك سر نفسها من اللي عملتيه فيها وهتقضيها نكد على أبو السلاطين لحد مايزهق من وشها البوم ويطردها طردة الكلاب وساعتها تقعدي وتحطي رجل على رجل وتاخدي تارك منيه وانتي قاعدة في بيتك ست الدار .
زاغت عيناي زينب وشعرت بمدى غبائها ثم تمتمت
_ أه ياللي تنشكي يابت سلطان ده إنتي عليكي مكر حريم يودي اللومان اتعلمتيه فين دى يابت انطقي .
ضحكت بشدة على كلام والدتها ثم قالت من بين ضحكاتها 
_ هو المكر بيتعلموه يا زوبة ! دي طبيعة والست مننا في الخديعة مع عدوها لازم تبقى ضليعة 
واسترسلت حديثها وهي تخلع حجابها
_ أني هقعد بقى وياكي اهنه ونفوتوا مالنا وحالنا وبيتنا لوجد تبرطع فيه بلا سلطان بلا ۏجع راس والله بيت جدي هادي وجميل ومريح .
استطاعت استفزازها ثم ض ربتها على فخذها آمرة إياها 
_ قومي يابت فزي لمي لي الهدوم اللي جوة دي هنروحوا بيتنا وهقعد على قلبها لحد ما أفشفش لها ضلوعها كلياتهم لحد ما خليها تقول حقي برقبتي .
_ طب ليه يازوبة اني ارتحت اهنه لهوا بيت جدي خلينا شوي اهنه وهي تهيص شوي هناك .
_ الله الوكيل يازفتة إنتي لو ماقمتي لاهطين عيشتك قومي يابت مهديهاش فرصة بت المركوب دي تنتصر علي وهقلعها من البيت وأخلي بوكي يقول حقي برقبتي .
أرسلت رحمة رسالة لعمران أن يأتي إليهم كي يأخذهم فابتسم لتلك الصغيرة الماكرة فقد فعلتها بحق دون عناء 
ثم دخلت غرفة النوم وعبئت الملابس في الحقيبة وأتى عمران إليهم ولامها على ما فعلت ثم أخذهم في سيارته وأوصلهم إلى المنزل وانتهت تلك الليلة العصيبة.
أتى صباح يوم الجمعة وذاك اليوم أجازة منة الله من المكتب وفي ذاك اليوم تحبذ الخروج إلى ذاك الكافيه المعتاد التى ترتاح به 
فثمة عدد من المقاهي التي لا تزال عالقة في تلابيب الذاكرة وكان الأدب يعيش فيها في فترات زمنية كانت تعج بالمناظرات والنقاشات وتتلاقى فيها الأفكار وتولد القصائد والمقالات والأغاني والكتب 
ما يميز المقهى الذي تجلس به ويكسبه صبغة ثقافية فريدة أنه كان مأوى الفنانين التشكيليين الذين كانوا يرسمون فيه لوحاتهم المستوحاة من حي الحسين وخان الخليلي وقس على ذلك مجموعة أخرى من المقاهي في القاهرة دمشق بيروت وبغداد التي اشتهرت بدورها الثقافي في تنوير المجتمعات وولادة الأدب والفن 
كما أنه يوجد فيها جميع الطوائف من الناس على اختلاف طبيعتهم وحالاتهم الخاصة 
وكانت تلك المقهى التى تجلس بها تريح قلبها وعقلها ومعتادة على الجلوس بها فصاحبها العم عبد ربه مولع بالأدب العربي وقد افتتحها خصيصا لأن تكون ملتقى الأدباء وأصحاب المواهب 
كان الراديو مشټعلا على تلك الأغنية المفضلة لديهم لسيد مكاوي 
أوقاتي بتحلو بتحلو معاك وحياتي تكمل برضاك  
وبحس بروحي بوجودي
من اول ما بكون وياك
ويا روحي ساعه ما القاك
مش بس اوقاتي بتحلو
دي العيشه والناس والجو
والدنيا الدنيا بتضحكلي معاك
من كتر حلاوه الايام
ونعيمي وسعدي بلياليك
مش بحسب فات منهم كم
ولا بقدر افكر غير فيكوالليل وياك يساوي زمان
واليوم وياك يساوي زمان
واكتر يزمان من ميه بكره
ده الليل بلقاك انوار وامان
حتى ولو كان من قمره
كانت منة الله تمسك تلك الرواية ومنغمسة بقرائتها وكعادتها صورت فيديو لها وهي تحتسي القهوة وبيدها الكتاب وصورت أجواء القهوة مع تلك الأغنية ثم شاركت الفيديو على صفحتها عبر تطبيق الانستجرام وهي تدون فوق الفيديو 
ثمة أشياء هادئة وبسيطة نفعلها في أوقات فراغنا بعد أن ننهي عباداتنا ترزقنا السکينة وراحة البال الآن من مقهى العم عبد ربه حفظه الله لنا وأطال في عمره 
ثم أشارت بتاج مقهى الأدباء
في نفس الوقت كان جاسر يمسك الهاتف يتصفحه بإهمال فذاك يوم أجازته ويفضل أن لايعمل فيه كي يشحن طاقة إيجابية تجعله متحفزا طوال الأسبوع 
ثم أتى أمامه الفيديو التي شيرته منةالله وتلقائيا ابتسم وأعاد الفيديو مرارا وتكرارا 
لقد أدخل ذاك الفيديو السرور على قلبه فلم يجلس في تلك الأجواء ولا مرة طيلة عمره 
فأجواء تلك القهوة تشبه رائحة زمان وحتى الأغنية التي سمعها في الفيديو لم يسمعها منذ وقت طويل وفجأة وجد حاله يهاتفها وما إن آتاه الرد حتى شاغبها 
_ دي إنتي طلعتي صاحبة مزاج عالي اهه مقهى الأدباء وقهوة وسيد مكاوي وبتقرأي روايات طب ما تسأل ياعم علينا وشوفنا اكده بنقضي اليوم الكئيب الممل دي كيف وخدينا معاكي نروقوا إحنا كمان .
ضحكت بخفة على مشاغبته وقالت 
_أصل أني لازم كل جمعة من كل أسبوع بعد ما أفطر اصلي الضهر وأقرأ سورة الكهف وأخلص الورد القرآني بتاعي واخلص أذكاري وبعدين ألبس عبايتي الكلاسيكية اللي تليق بجو المقهى وأجيب رواية مفضلة وآجي اهنه أني وأخويا مدحت هو بيقعد في ركن الرسم والفنون التشكيلية وأني أقعد في ركن الأدباء أقرأ روايتي لحد ماأحس اني خلاص تعبت ياخدني يعزمني على الغدا وبعدين أروح هلكانة نوم بحب اليوم دي باختلافه وأجوائه قووي وبحس اهنه بالراحة .
تعلق قلبه بالروتين الخاص بها فهي رقيقة حتى في حياتها فليست كباقي الفتيات تحب الخروج في الأماكن التي يصحبها الضوضاء والشغب شعر بأنه يريد أن يشاركها تلك الأجواء الكلاسيكية التي تبعث في الروح الرقي ثم قام من مكانه مردفا لها 
_ طب بقول لك ايه يامنون خليكي جدعة اكده وابعتي اللوكيشن واني طيران وهكون عندك أصلي حبييت قووي مقهى عمي عبده .
أنصتت له بتركيز وما أن علمت بقدومه دق قلبها داخلها وفورا ارسلت له اللوكيشن 
ثم أغلقت ذاك الكتاب وجلست تفكر في ذاك الجاسر الذي اقتحم عالمها برجولته المفرطة 
وهي تحدث حالها 
_ أمن الممكن أن يراني أحدهم يوما ما وأنا بظلامي ذاك ويأتي الي طالبا قربي ويدخلني عالمه 
العالم الذي قرأت عنه كثيرا وكثيرا وسرحت بخيالي أميالا وبلادا ووديانا 
أمن الممكن أن ذاك الجاسر احب ألواني القاتمة وحياتي المنعزلة عن ذاك الكون الصاخب ويأتي معي إلى عالم الانغلاق الذي أعيشه ولكن فلأترك أموري يدبرها خالقي كيفما يقدر لي 
وعادت إلى تلك الرواية التي تقرؤها وانغمست فيها بشدة وصل جاسر إلى المقهى وبحث عنها وجدها تجلس في ركن هادئ يليق بها ساقته قدماه إليها وقف خلفها يتطلع إلى تلك الصفحة التي تقرؤها وهي تائهة في عالمها دقق النظر ووجدها تقرأ 
_ أقسى ما كتب نزار قباني عندما قال 
أخاف أن أحبك جدا فأفقدك ثم أتألم  
وأخاف أيضا أن لا أحبك فتضيع فرصة الحب فأندم أخبرني كيف أحبك بلا ألم 
وكيف لا أحبك بدون ندم 
حقا تلك الكلمات التى كانت تقرؤها تلك المنة تمعن تلك الكلمات وتفهمها بقلبه وليس بعقله 
ثم فاق على صوتها تردد له 
_ سيباك تخلص كلمات عمنا نزار قباني وترمي السلام يامتر اتفضل المكان فاضي .
اتسعت عيناه بذهول كيف عرفت بوجوده ولكن لم يريد أن يسألها ذاك السؤال كي

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات