الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل السادس بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

ماكنة فمصنع يا أمجد لا كان بيتعمل لي صيانة لمشاعري ولا حرص على رغباتي ولما المكنة باظت لا مندفعش فلوس نصلحها نجري نشتري الجديدة بتمن التصليح عشان القديمة كانت أصلا رخيصة بس أهو قامت باللي عليها وجه وقت طلوعها ع المعاش  
هتف متعجبا أنت ليه بتفسري الموضوع كده ! أنا بس المصاريف بتاعت العلاج مش هقدر عليها وباباك معاه وهو لوحده ويقدر  
هتفت أمل باسمة في سخرية وهو أنا على ذمة مين ! ومسؤولة من مين ! مش منك ! ده أنت حتى معرضتش تعالجني ولو ضاقت معاك تلجأ لبابا لا ده أنت من أولها عايزه يشيل تكاليف العلاج يعني لما كنت بصحتي كنت تمام ما أنا قايمة باللي عليا لراحتك والمحافظة على بيتك ولما تعبت خلاص أمل هاتبقى جاية عليا بخسارة أبوها يعالج وتفضل تخدم فيا وتحافظ برضو على بيتي لحد آخر نفس ما هي دي شروط الست الصالحة اللي الست الوالدة محفظهالك لكن هي عملت إيه لما جوز أختك رفض يشتري غسالة أطباق لأختك ! مرضتش ترجعهاله إلا لما اشتراها كهدية صلح وطالما يقدر يريح بنتي ميجيش ليه ده كان منطق الست الوالدة لكن مع أمل تظهر نظريات الست الأصيلة والمضحية 
هتف أمجد زافرا بحنق بلاش نجيب سيرة ماما فكلامنا لو سمحتي  
قهقهت أمل هاتفة ومن امتى ده حصل أصلا ! ما أمل كانت دائما بتقول حاضر وطيب رغم إني عارفة إن كل اللي بيتقال لي دي تعليمات ماما ده أنت فالاساس هنا وبتكرر كلام ماما اللي بعتتك النهاردة عشان يبقى عداك العيب قبل ما تفكر تجوزك بنت طنط فلان أو علان ما أنا هبقى واحدة ناشز في نظرك طبعا ولازم تجيب لها ضرة عشان تكسرها 
هتف في حدة هاما بالمغادرة واضح إن مفيش فايدة فالكلام معاك وأنا كده فعلا عداني العيب  
هتفت به أمل في اشفاق عارف يا أمجد ! 
عاد لمقعده من جديد متطلعا إليها متوقعا تراجعها عن قرارها لتستطرد بنفس النبرة المشفقة أنت بجد صعبان عليا قوي رغم إنك كنت دايما بتحاول تظهر إنك راجل فاهم فالدين لكن عمرك ما عرفت توصل لروحه عمرك ما اتعاملت معايا على أساس إني السكن عشان كده عمر ما كان بينا مودة ورحمة للأسف أنت اتعاملت معايا بنفس الطريقة اللي شايف إنك تستحقها لما بتبص فمراية نفسك  
نظر إليها وكأنها تتحدث بالأحجية أو أصابها مس لتستطرد في ثبات كل راجل بيعامل مراته زي ما بيعامل نفسه لو متجسدة قدامه مش ربنا اللي قال خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها أنا نفسك اللي اتجسدت قدامك وعاملتني زي ما أنت شايف نفسك تستحق كل راجل نجح فحياته ده لأنه عرف قيمة نفسه فعامل مراته بما يستحق فبقى أنجح الناس بدعمها للأسف يا أمجد معرفتش لا تحب نفسك ولا تقدرها عشان كده معرفتش تحبني ولا تقدرني يا خسارة  
ساد الصمت بينهما لينهض دون أن يعقب بكلمة مأخوذا بأثر كلماتها على نفسه استوقفته هاتفة في حزم أمجد!  
توقف قبل أن يبلغ عتبة الباب لكنه لم يلتفت فاستطردت في هدوء لو سمحت ورقتي توصلني فأقرب وقت 
لم يعقب على طلبها لا قبولا ولا رفضا بل اندفع مغادرا كأنما سيئات أعماله تلاحقه محاولا منها الهرب ولكن أين المفر ! 
تنهدت في راحة فقد أنهت مهامها وحان وقت راحتها الفعلية فتحت حاسوبها وتطلعت إلى صفحته واكملت ما بدأته تفرغ
مكنونات نفسها على تلك الصفحات كلما آن لها ذلك  
الحسړة مرارة بالروح لا يدركها إلا صاحبها علقم تتجرعه في صمت عاجز لا قدرة لك على البوح فقد تواطأت كل الظروف ضدك  
حسرة على قرار أخذ وأخر ليته لم يؤخذ وبين هذا وذاك ضريبة اختيارنا الخاطئ يكون تلك الخيبات والتحسر بأنين مخڼوق يؤكد على هزيمتنا أمام اوجاعنا بجدارة 
يتبع

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات