الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الثالث بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

يا شيرين .. بنت حلال والله .. ده انا كنت هعدي عليك.. 
هتفت شيرين مبتسمة ابتسامة لم تصل لعينيها الظاهر فعلا القلوب عند بعضها لأن أنا كمان كنت عايزاك فحاجة ضرورية .. 
جلست أمل جوارها هاتفة في مرح مصطنع تحاول اختلاقه لما رأته من اضطراب غير معتاد بسلوك جارتها خبر ايه يا شرشر!..ايه .. جالك عريس ورفضاه كالعادة وعايزاني أقف معاكي عشان طنط متزعلش زي كل مرة !.. 
هتفت شيرين في توتر ملحوظ مش بالظبط .. بس أصل الموضوع ده كنت مخبياه عليك من فترة ومبقتش قادرة أخبيه أكتر من كده.. 
هتفت أمل معتدلة في قلق إيه يا بنتي فيه إيه !.. انطقي بقى وترتيني وأنا مش ناقصة .. 
تلجلجت شيرين للحظة وأخيرا هتفت في سرعة الصراحة ..جوزك مش سايبني فحالي ..فالطلعة والنازلة تلقيح كلام ومعاكسة وآخر المتمة الباشا ك..كان عايز ..عايز يتجوزتي..بس أنا.. 
قاطعتها أمل هاتفة في هدوء أنا عندي کانسر.. 
تطلعت شيرين إليها في عدم تصديق لتستطرد أمل بابتسامة تحمل ۏجع الدنيا أيوه .. أنا رحت للدكتور زي ما نصحتيني كتير ..رحت من ورا الأخ اللي عامل لي روميو واللي كل ما أقوله عايزة اطمن على نفسي يقولي ده دلع ستات ..كنت جاية لك أوصيكي على سليم .. 
شهقت شيرين في ندم باكية وأنا جيت زودتها عليك ..يا ريتني ما اتكلمت 
ربتت أمل على كتفها لتهدئتها لكنها نهضت مندفعة تحتضن أمل في جزع حقيقي متقلقيش ..هاتخفي وتبقي زي الفل ..هتخفي وتربي ابنك وتشوفيه عريس كمان .. 
وابتعدت عنها للحظة ناظرة إليها من بين دموعها هاتفة في مرح وأنا وأنت هنعمل حموات على عروسته ونطلع عينها ..ولا أقولك أنت طيبة سيببلي أنا المهمة دي .. 
اتسعت ابتسامة أمل لتعاود شيرين احتضانها من جديد غير مدركة أنها لم تبك خېانة زوجها لأنها كانت على علم بها ..فقد كانت خېانة جسدها أشد وطأة على نفسها .. ولأنها رغم محاولة إنكارها التي كانت تعلم بعدم جدواها الا أنها كانت تستشعر ذلك جيدا .. كانت ترى نظراته المنصبة على جارتها إذا ما جمعتهم الصدفة على الدرج صعودا أو هبوطا محاولا إظهار عكس ما يبطن فلم يكن يخف عليها أن سبب هجوم أمجد الغير مبرر على شيرين في كل مرة تأتي على ذكرها ما هو إلا نوع من أنواع التستر على مشاعره نحوها.. 
هي امرأة ..ولها قرون استشعار خاصة تدرك بها جيدا إذا ما كان زوجها يرها بعينه كل النساء أم أنها لم تكن إلا المتاح له منهن .. 
هي أمراة ..وليته أدرك ما تعنيه هذه الكلمة .. لكن هيهات .. 
سالت دمعاتها على خديها وهي تتنهد في حسرة ما أن بدأت تلك الأغنية تنساب إلي حواسها تذكرها بمشاعر تحاول قهرها  
ع الحلوة والمرة مش كنا متعاهدين.. 
ليه تنسى بالمرة عشرة بقالها سنين.. 
ع الحلوة ..والمرة.. 
تركت السکين التي كانت تقطع بها بعض الخضروات وامسكت بهاتفها تسجل بصوتها هذه الكلمات التي خطرت على بالها اللحظة لتدمجها بالنص الذي تكتبه ما أن تعاود الجلوس على الحاسوب الخېانة.. لن أقر أنها ذاك النصل الحاد الذي يخترق روحك ممزقا ..لا ..هو شعور أشد وقعا على النفس من هذا الۏجع .. إنها سم زعاف يتسرب إلى نفسك عبر دمك الساري بأوردتك وشرايينك ليحتلك الألم احتلالا ساحقا زاهقا روحك ببطء قاس شديد الوطأة.. 
قد يسامحك من خنت قلبه ..وعده ..أو حتى ظنه الخير بك .. لكنه لن يعود نفس الشخص الذي كان أبدا.. فللخيانة وقع على
المرء يبدله كليا .. فهيهات أن تظن أنه قد يعود .. فبقلبه تبقى غصة وبالروح تظل الوجيعة ساكنة مهما مر الزمن .. 
يتب

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات