رواية صرخات انثى الفصل الثاني والاربعون بقلم ايه محمد رفعت
لسه واقفة مع ليلى من شوية وقالت انه فاق وقال للشرطة زي ما آدهم فهمه.
أمسكت بحقيبتها ومتعلقاتها تشير لها
_يلا يا حبيبتي نرجع البيت قبل ما الوقت يتأخر عن كده.
اتبعتها زينب للخارج فمرت من أمام غرفته وعينيها تراقب الباب بلهفة وارتباك تباطئت خطواتها حتى توقفت عن الخطى وعينيها تتطلع للباب بنظرة مهتمة فأفاقت على صوت مايا
تحرر صوتها الدفين على استحياء
_هو أنا ممكن ادخل أطمن على دكتور سيف
كبتت مايسان ابتسامتها حتى لا تخجلها ورددت بحنق
_أووف أنا إزاي نسيت كويس إنك فكرتيني ميصحش نمشي من غير ما نطمن عليه ونتأكد إن ليلى ودكتور يوسف مش محتاجين حاجة.
واتجهت لباب الغرفة تطرق بخفة وفور استماع صوتا يأمر الطارق بالولوج ولجت كلتهما للداخل.
_عامل أيه يا دكتور سيف
أجلى صوته المبحوح ليجيبها وعينيه لا تترك زينب التي تضع عينيها أرضا تهربا من نظراته وأكثر ما يخجلها صړاخها متلهفة بأسمه فور أن تلقى الضربات التي أسقطته أرضا
انتظر أن تتحدث يشتاق لسماع صوتها أو حتى نظرتها الدافئة إليه حرمته بقسۏة من لمح مقلتيها حتى صوتها شعر سيف بأنها ليست على ما يرام وقد أجاد ظنونه حينما جلست زوجة أخيه ليلى جوارها تضع يدها على كتفها بشفقة انتقلت بحديثها
_انت كويسة يا زينب
رفعت رأسها إليها وهزتها بإيماءة صغيرة فاهتزت دموعها وانهمرت فضمتها بقوة إليها قائلة
هاجمته ظنونا فتكت به دون رأفة فلعق شفتيه الجافة وبصعوبة تساءل
_هو أيه اللي حصل
فك يوسف عقدة ساعديه ونهض عن مقعده متخليا عن صمته الغامض وانحنى تجاه أخيه يربت على يده المصاپة بحنان
_محصلش حاجة يا حبيبي ارتاح انت.
ومنح نظرة تحذيرية لزوجته الا تتحدث بالأمر فالتقطها سيف وحاول النهوض هاتفا
تأوه پألم حينما رفع رأسه المصاپ في محاولاته للنهوض فسقط على الوسادة يتألم بصوت اتتزع قلب أخيه من موضعه فصاح به
_اهدى يا سيف.. إنت لسه خارج من العمليات!!
مال برأسه تجاهها فوجدها تركت مقعدها ووقفت تراقبه بفزع ولهفة جعلته يمنحها ابتسامة ضمتها بعاطفة تبدد عنها كل ما تعرضت له هبط بنظراته لشفتيها المتورمة وبقعة الډماء المتجلطة جوارها فأسبل بجفونه للحظة وصاح بعنفوان
وشملهم بنظرة متعصبة
_ما تقولولي في أيه بالظبط!
ندمت ليلى لتسرعها بالحديث أمام شقيق زوجها فمنحت يوسف نظرة نادمة بينما ارتبكت زينب لرؤيته غاضبا لتلك الدرجة فوجدت قرار رؤياه بتلك اللحظة لم يكن الصائب.
تدخلت مايا بالحديث حينما تصاعدت الامور فقالت
_مفيش حاجه يا دكتور اهدى من فضلك علشان العصبية غلط عليك.. زينب كويسة الحمد لله مفهاش حاجة.
راقب يوسف ملامح وجه أخيه فعلم أن لا مجال سوى الحقيقة فقال بوضوح
_يمان هاجم زينب وانت بالعمليات ودكتور علي وعمران وسيادة الرائد أنقذوها منه.
احتدت نظرات عينيه بثورة عاصفة وردد بوجوم
_عشان كده طلبت مني اتهمه بشكل مباشر للي حصلي!
هز رأسه يؤكد له
_آدهم اللي طلب مننا كده لان الكلب ده هاجم زينب في مكان عام ومش بعيد يكررها تاني وآ..
قاطعه بصړاخ جهوري حاد
_على چثتي لو طال منها شعرة واحدة... زينب خلاص هتبقى مراتي سواء رفضت أو قبلت.
جحظت أعينهم جميعا وبالأخص زينب التي تخلى عنها الحديث وبدت بلهاء تتطلع له بفم يكاد يصل للأرض ويوسف الذي يرى جانب مغاير لشخص أخيه الهادئ ربما كان سيطير فرحا إن حدث ذلك من قبل ولكن الآن الآذى الذي طاله وتهديدات ذاك الآرعن جعلته مترددا بالأمر هو ليس على استعداد لخسارة أخيه الوحيد الساعات التي قضاها داخل غرفة الجراحة لجواره كفيلة بأن تجعله لا يود أبدا أن يخوض نفس تلك التجربة القاسېة وفي ذات الوقت لم يعتاد أن يقسو عليه أو يعارضه بأي قرار يتخذه خاصة وإن كان هذا القرار متعلق بقلب أخيه أخيه الذي يعد قلبه هو!
تنحنحت مايا بارتباك في محاولة لرفع الحرج عنهم جميعا
_كويس إننا اتطمنا عليك يا دكتور سيف عن اذنكم هنمشي قبل ما الوقت يتأخر أكتر من كده.
وهزت تلك الساهمة التي تندث بأحضان مقلتيه الجذابة
_يلا يا زينب.
أفاقت على هزتها واستدارت سريعا لتفر من أمامه فاوقفهما يوسف قائلا
_ثواني يا بشمهندسة جمال طالع على السلم يوصل بس وهنزل أوصلكم.
رفضت اقتراحه المسبق بلباقة
_مفيش داعي يا دكتور يوسف أنا معايا عربيتي.
رفع سيف رأسه بتعب شديد وهتف بوهن
_روح معاهم يا يوسف لو مشوا لوحدهم هكون قلقان الكلب ده يهاجمها تاني.
تعلقت البسمات على الوجوه وزينب تكاد تنصهر من فرط الخجل استدار إليه يوسف يغمز له بمشاكسة مرحة
_استريح انت يا عم روميو.. أنا هوصلهم وراجع متقلقش.
ضحكت ليلى وقالت وهي تتابع المحلول الذي أوشك على الانتهاء
_متحرجش دكتور سيڤو يا يوسف سيبه في اللي هو فيه.. مش كفايا قاعد عاقل ومتحمل المحلول والخمستاشر حقنه اللي أخدهم لحد دلوقتي.
جحظت عين سيف صدمة لما استمع إليه وكأنه كان لا يعي بما يندث بأوردته وبما يحدث من حوله من أثر المخدر فردد بتلعثم وتيهة
_حقن!! محلول!!
قال كلمته الأخيرة وهو يراقب ما تفعله بذراعه ومن ثم اڼفجر صارخا
_لأ يا ليلى محلول لأاااا... شيليه بسرعة لأ!!
ساد الجمع صوت ضحكات زينب المترددة بعدم تصديق لما يحدث توالت دون توقف حتى أدمعت عينيها من فرط الضحك ارتخى ذراع سيف عن نزع المحلول من يده ومال على وسادته بجسده المسترخي وعينيه التي تتابع ضحكاتها بهيام وحبا يزاحم قلبه في عقر داره.
كبتت مايا ضحكاتها بتمكن وخاصة حينما ردد يوسف بسخرية
_عرتنا الله يكسفك!
وأشار لهما قائلا
_اتفضلوا.
اتبعوه للمصعد الذي اندفع منه جمال يلتقط أنفاسه بصعوبة من فرط الصدمة التي تلاقاها فصاح ليوسف بلهفة
_في أيه يا يوسف وسيف ماله!!!
ربت على كتفه بابتسامة ممتنة لحضوره إليه في أقل من خمسة عشر دقيقة
_اهدى وخذ نفسك يا جمال سيف كويس أنا كلمتك عشان تقعد معاه عندي مشوار مهم لازم أعمله..
وتابع وهو يشدد على كلماته
_خد بالك منه وأوعى تسيبه يا جمال.
هز رأسه بتفهم وبشك سأله
_مين اللي عمل فيه كده
مال عليه يوسف يخبره
_عم آديرا.. خليك جنبه لما نشوف الحكاية هترسى على أيه.. وأوعى تقوله اللي حصل مع أيوب أوعى يا جمال..
أكد له بتفهم
_متقلقش روح مشوارك وأنا هستناك هنا.
منحه ابتسامة ممتنة ولحق بهما للأسفل واتجه جمال لغرفة سيف ليكون جواره لحين عودة يوسف ليعلم منه التفاصيل بما حدث.
بمكان مجوف كالصفيح يحيطه الطلاء الأسود من الداخل والخارج كمحاولة تغطية عن كنايته تغوص أعمدته بأعماق الأرض ومن فوقه الرصيف الاسمنتي المجوف رائحة النفط تحيط بجوانب المكان من جميع الاتجاهات والزجاج متناثر بكل زواية.
وعلى ذاك العمود كانت تستند بظهرها ساقيها مضمومة ليدها برباط قاس يجبرها على الجلوس بشكل غير مريح ومن أمامها ذاك الملقي أرضا دون قيدا حيث كان فاقدا الوعي فلم يجدوا حاجة لتقيده الډماء تنهر من جانب رأسه ووجهه تحيط