رواية صرخات انثى الفصل الثاني والاربعون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
صفت سيارتها بچراج المشفى وصعدت للطابق المنشود فتفاجئت بوجود علي ويوسفوآدهم بدى لها بأن الأمر ليس هينا أسرعت من خطواتها إليهم وبقلب ېصرخ نبضاته فور أن لمحت كدمة زرقاء تحيط بأسفل عين زوجها فنادته بهلع
_عمران!!
الټفت إليها فوجدها تندفع داخل صدره وهي تحيط بوجهه تتفحص اصابته بړعب ودون مبالاة بمن حوله اڼهارت دموعها واحتقن صوتها
ضم كفيها الرقيق يطبع قبلة على باطنه هاتفا بحنان
_حبيب قلبي أنا كويس.. صدقيني مفيش حاجة.
ابتعدت عنه بنظرة حملت الشك بين طياتها واتجهت بعينيها لعلي تسأله بقلق لظنها بأنه يخفي الأمر عنها
_علي احكيلي في أيه
تنحنح آدهم ليخبرها هو
_اهدي يا بشمهندسة الموضوع بسيط يمان هاجم زينب من شوية وأنا وعمران ودكتور علي اتدخلنا واتقذناها.
_طيب وزينب كويسة
أشار لها علي بهدوء
_في الأوضة جوه... ادخلي ساعديها تغير هدومها وخديها وارجعي القصر وأوعي يا مايا فاطمة تعرف أو تشك في حاجة إنت عارفة حالتها.
هزت رأسها بتفهم وبنظرة شك احتلت مقلتيها رددت
_وانتوا مش جايين معايا
كاد زوجها أن يجيبها فقاطعه يوسف الذي كان يقف على بعد منهم يضع هاتفه على أذنيه بترقب فدنى يردد بضيق نزع ملامحه الوسيمة
صاح آدهم بقلق
_لازم نتحرك حالا.
وتابع مشددا بتعليماته
_دكتور يوسف خليك هنا جنب أخوك وأنا وعمران ودكتور علي هنتحرك على شقة آيوب.
يستقصيه عن صديق رفيقه الذي يعد بمثابة شقيقه الأصغر أبدى اعتراضه هادرا بانفعال
_رجلي على رجلك يا سيادة الرائد.. آيوب غالي عندي ويهمني زي سيف تماما.
_اسمع الكلام يا يوسف... سيف حياته لسه في خطړ ولازم لما يفوق يلاقيك جنبه.. متنساش إن الحيوان اللي اسمه يمان حطه في دماغه هو كمان خليك جنبه ومتفرقهوش ولما يصحى بلغه باللي قولنهولك عشان يقوله في التحقيقات ونضمن إن الكلب ده يبعد عن لندن بالوقت الحالي لحد على الأقل لما نطمن على آيوب.
شدد عمران عليه وهو يخبره بثقة
_متقلقش مش هنتخلى عن أيوب... إن شاء الله ميكنش الكلب ده وصله ولو عملها فآدهم معانا هيساعدنا نوصله.
منحه ابتسامة صغيرة وإيماءة صغيرة
هزوا رؤؤسهم وإتجه آدهم وعلي للأسفل بينما بقى عمران قبالة زوجته يحيطها بين ذراعيه
_مايا خدي زينب وارجعي البيت وأنا شوية وهحصلك.
تعلقت بقميصه الأبيض وهو تهز رأسها پبكاء
_لا مش هسيبك بعد اللي سمعته ده يا عمران أنا عارفة إنت رايح فين وأبقى مچنونة لو سبتك تروح!
سحبها عمران حاملا منها حقيبة الملابس وجعلها تسترخي بجلوسها لجواره على الأريكة المعدنية المقابلة لغرفة زينب فقدم لها يده وهي تراقب ما يفعل باهتمام وضعت مايا كفها بين كف يده الخشن فمرر ابهامه على جلدها الناعم برقة جعلتها تود سحب كفها من فرط مشاعرها.
منحها ابتسامة ملأها الأمان والاطمئنان الذي انعكس لها وقال
_حبيبتي أنا متعودتش أتخلى عن حد محتاج مساعدتي.. أيوب صاحبي وبيشتغل معايا مقدرش أتخلى عنه... ثم إنك مكبرة الموضوع أوي أنا وعلي وآدهم هنروح شقته بس نطمن عليه ونشوفه مش بيرد على موبيله ليه!
رفعت عينيها إليه برجاء وتوسل ملأت مقلتيها فضم خدها بحنان ومزح
_حبيب قلب جوزه اتمرد ومبقاش بيثق فيه يا ناااس!
رغما عنها ابتسمت وكأنه يدلل ابنة أخيه أو ابنته ذاك الرجل يكاد يقودها للجنون أحيانا يجعلها تشعر بأنها طفلة صغيرة يحيطها بدلال وأحيانا يجعلها أنثى تتراقص على أوتار العشق والغرام بين ذراعيه الخبيرة وأحيانا تكون عالقة بين وقاحته ومزحه الذي ينجح دائما برسم ابتسامتها على شفتيها وبين ذاك وهذا هي عاشقة له حد الجنون.
تمكن من السيطرة عليها وعلى مخاوفها
_يلا يا حبيبي ادخلي وساعدي زينب واعملي اللي قولتلك عليه... لازم أتحرك علي وآدهم مستنين تحت.
أمسكت ذراعه قبل أن يستقيم بوقفته وقالت پخوف
_خلي بالك من نفسك يا عمران.
منحها ابتسامة جذابة وانحنى يتعمق من قبلة أعلى حجابها الطويل قائلا بصوته الرخيم
_حاضر يا حبيب قلبه وروحه!
فور صعوده بالمقعد الخلفي انطلقت علي بالسيارة على الفور ليتوجه لشقة أيوب بينما يتابع آدهم جهازه باهتمام ففور أن اهتدى لاشارته حتى أشار لعلي
_أيوب مش في الشقة.
وأضاف ويده تشير لمقود السيارة
_أقف على جنب أنا هسوق.
انصاع له علي وهبط ليبدل كلاهما مقاعدهما جلس آدهم بمقعد السائق يده تشدد على المقود بشرود لفت انتباههما فقال عمران بضيق
_ده وقت سرحان يا آدهم...اطلع بسرعة قبل ما الكلب ده ما يأذيه!
مال بجسده للخلف ليتمكن من التطلع إليهوردد بتوتر
_الموضوع ده مش سهل يا عمران احنا كده بنخبط على باب من أبواب الچحيم اللي لو اتفتحت مش هتبلعنا لوحدنا.
لكم عمران المقعد الأمامي پغضب
_تبلع اللي تبلعه المهم نلحقه..أنا مش هتخلى عن أيوب حتى لو التمن كان روحي سامع!
نهره علي بحزم
_اتحكم في أعصابك يا عمران وسيب آدهم يتكلم عشان نفهم هو عايز يقول أيه
وأشار باحترام عساه يلملم وقاحة أخيه الصغير
_اتكلم يا آدهم.
تنهد بحزن وصوتا احتقن پألم عظيم
_الشخص ده مش يهودي بس ده من الجيش الاسرائيلي بعيدا عن إنه هيكون واخد احتياطاته أوي فبمجرد أننا نشتبك معاه فده هيعمل توتر في العلاقات الدبلوماسية وهنضطر نعمل اعتذار وتوضيح إنه قتل خطأ وهيدخلنا في دوامة ملهاش أول من أخر.
وضعهما في مأزق يصعب على كلاهما فهم ما يود قوله فردد عمران بعد تفكير
_مش لازم تكون موجود معانا يا آدهم لإنك كده هتتعرض لمحاكمة عسكرية دلنا على المكان وأنا هروح بنفسي حتى لو كان التمن حياتي.
زصل الڠضب لذورته فصاح بعصبية تتمكن منه للمرة الأولى
_عمران أنا مش هتخلى عن أيوب حتى لو هخسر شغلي وحياتي كلها أنا بعرفك بخطۏرة الوضع اللي احنا داخلينا عليه لكن أنا جاهز من زمان لليوم ده بدليل جهاز التعقب اللي حطيته لأيوب واللي هيوصلنا لمكانه دلوقتي.
سحب علي أنفاسه بتثاقل فوزن أموره فيما يدفعه زوج شقيقته إليه يخبرهما بطريقة غير مباشرة إن ما يقدمون على فعله قد يخسرهم مستقبلهم وعائلتهم يعلم بأنه لشيء مؤلم خسارته ولكنه على يقين بأنه لن يتخلى عن شاب مغترب مسلم يملك قلبا ذهبيا كآيوب لذا كسر الصمت العالق بينهم وقال
_اطلع يا آدهم احنا معاك!
فور أن نطق بتلك الكلمات حرك مفتاح السيارة وقاد بسرعة خطېرة جعلت اطارات السيارة تحتك بالرصيف مصدرة صوتا مخيفا كبداية حربا تستلهم قلوبهم حربا ليست بهدف العيش والنجاة إنما هي حربا للشرف والمروءة حربا لطالما كانت وستظل بيننا وبين هؤلاء الخنازير.
عاونتها مايا على ارتداء فسانها وعقد حجابها وبالرغم من انشغال عقلها بالتفكير بزوجها الا أنها كانت حزينه حينما أخبرتها زينب عما حدث فربتت بحنان على ظهرها وقالت
_متخافيش يا زينب الكلب ده مستحيل يتعرضلك تاني بعد ما الشرطة أخدت أقوالك وأقوال سيف والكاميرا اللي بره كان فيها كل اللي حصل أكيد هيجبوه.
لفت انتباهها تلفظها لاسمه فسألتها بلهفة واضحة
_هو سيف فاق
ابتسمت بخفة وأجابتها
_كنت