رواية صرخات انثى الفصل الثامن والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
أزاح عنها كنزتها برفق ويدها تتشبث بكتفيه تكبت صرخاتها دموعها تنهمر دون توقف فهمس لها بصوته الحنون
_تحملي قليلا.. سأنتهي سريعا أعدك بأن ذلك لن يؤلمك.
هزت آديرا رأسها إليه ما تجهله هي بأنها أصبحت تكن له ثقة لم تضعها يوما بعمها المخيف هذا حمل أيوب القطنة البيضاء وغمسها بالمطهر ومن ثم مررها على جرحها برفق غمست أظافرها بكتفه وهي تصرخ ألما.
جذب أيوب كنزتها الملقاة أرضا ثم عاونها على ارتدائها مرة أخرى وحملها للفراش لتحصل على راحة أكبر من بقائها على هذا المقعد استدار ليغادر المطبخ فاعتدلت آديرا سريعا حينما لاحظت بقع الډماء الخاڤتة المحيطة بكتف أيوب من الخلف ما أحدثته أظافرها الحادة كان محرجا لها للغاية فنادته على استحياء
توقف عن استكمال طريقه واستدار لها فقالت بحزن
_آسفة لم أقصد أن أؤلمك.
خطڤ نظرة سريعة لكتفه ثم قال وعينيه تتحاشى التطلع لها
_لا عليك.. أنا بخير.
وترك الغرفة وإتجه للمطبخ يعد لها عشاءا سريعا فجذب الشطائر ومرر عليها بالسکين الجبن وصنع لها كوبا من الحليب ومن ثم عاد إليها يضع الصينية على الكومود ومن جوارها الأدوية والمياه قائلا
جذبت الصينية إليها تلتهم ما بها بنهم جعله يشعر بتأنيب الضمير غادر أيوب غرفته وإتجه لحمامه الخاص يغتسل ومن ثم فرض سجادته وأدى صلاته بخشوع تام وحينما انهاها جلس أرضا منهمكا وكل ما يجوب خاطره أخر كلمات تركها له صديقه السر الذي وضعه بين صدره وتركه ورحل بمنتهى البساطة!
زحف بجسده حتى وصل لخزانة صغيرة موضوعة بالغرفة جذب منها حقيبته التي يرتديها على ظهره حينما يذهب للجامعة فتحها أيوب وأخرج منها ذاك الدفتر المدفون بكتاب صديقه الخاص وأخر ما يتردد له سماع صوته ووصيته
تشنجت يده على ما يحمله حينما فتح الباب من أمامه وطلت آديرا منه فدث أيوب الدفتر العتيق داخل الكتاب الخاص بصديقه وأعاده للحقيبة بينما وضعت آديرا الصينية المتبقية بالطعام جانبا وخطت إليه بخطوات متهدجة تحتمل بها آلآم جسدها هاتفة بصوت باكي
أعاد أيوب الحقيبة للخزانة وأغلقها مرددا
_ليس الآن.
استندت على الحائط واقتربت منه تتوسل إليه پبكاء
_أرجوك أنا أريده.. كان أخي يكتب به باستمرار لعله ترك لي رسالة أو أي شيء!
استدار إليها يخبرها بهدوء
_سأعيده لك بالوقت المناسب.. أعدك.
_ ما الذي أتى بك إلى هنا
رفعت رأسها إليه وهي ترى النفور والرفض بملامسته لها باديا بعينيه رجفة يده التي تساندها كلما اقترب كانت تؤلمها وأكثر ما يوجعها بأنها كانت تشعر بأنه مجبورا على مساعدتها.
انهمرت دموعها تباعا وسحبت كفها عن يده وهي تستند على الحائط قائلة
_رأيتك تدخل الغرفة دون أن تتناول طعامك فجيئتك ببعض الشطائر ولكني سأخرج الآن وأعدك بأنني لن أزعجك أبدا.
تعلقت بالحائط وتحركت لتعود لغرفتها فكادت بالسقوط لترنح خطاها حاصر خصرها بذراعه يمنعها من السقوط وقال
_دعيني أساعدك.. تحملك على چرحك سيؤلمك بالتأكيد.
ابعدته مجددا وحاولت بمفردها وهي تهتف باكية
_ابتعد فحسب... أنا مستعدة لتحمل الألم أهون من رؤيتك تنفر مني لتلك الدرجة.
تركته خلفها مشدوها شاردا بكلماتها وحزنها البادي على ملامح وجهها الأبيض فأدركها تغادر الآن غرفته وتستند لتصل لغرفتها.
أسرع أيوب للخزانة يجذب حقيبته مجددا والتقط منها علبة قطيفة من اللون الأزرق حملها وأسرع خلفها يوقفها
_انتظري.
توقفت عن استكمال طريقها دون أن تلتفت إليه فقال من خلفها
_ألا تريدين الاحتفاظ بشيء يذكرك بأخيك
استدارت له بلهفة ورددت بسعادة
_نعم بالطبع أريد ذلك.
قدم لها أيوب العلبة فاسندت جسدها للحائط ومدت يدها تلتقط العلبة وتفتحها بتلهف كبير وجدت داخلها سلسال فضي اللون ينتهي بزخرفة على شكل كلمة فشلت بالتعرف عليها رفعتها إليها تلامس الكلمة باستغراب زوى تجاعيد جبينها وأيوب يتابعها باهتمام فتقابلت عينيها به وسألته بحيرة
_بأي لغة كتبت تلك الكلمة
ابتسم وهو يجيبها
_العربية.
رمشت بأهدابها الطويلة بدهشة فلماذا يترك لها أخيها كلمة عربية هل هي سرية ليجعلها مشفرة صعبة الفهم عليها فماذا يقصد بكل ذلك
اهتدت برأسها لچنسية أيوب العربية وسألته بنبرة رقيقة
_هل تعرف تلك الكلمة
هز رأسه ببطء فقالت
_أخبرني بها.
تمعن بالسلسال لثانية ثم قال لها
_س... د... ن...
وبعد أن لفظ حروفها بالانجليزية نطقها لها بالعربية
_سدن.
رددتها من خلفه بحروف منكسرة تجاهد لنطقها صحيحا
_سداان... سن... سدن!
ابتسم وهو يراها تحاول جاهدة نطق الاسم الذي تجهل بأنه اسمها الحقيقي ومع ذلك حافظ على جموده واتزان قامته قبالتها ليستقبل سؤالها القادم
_وما معناه
سحب نفسا مطولا وهو يخبرها پصدمة ستستقبلها الآن
_إسما معناه خادمة الكعبة الشريفة.
ضيقت عينيها بعدم فهم لما قال فاستفاض يخبرها
_الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين في صلواتهم وحولها يطوفون أثناء أداء فريضة الحج كما أنها أول بيت يوضع في الأرض وفق المعتقد الإسلامي ومن مسمياتها أيضا البيت الحړام وسميت بذلك لأن الله حرم القتال فيها ويعتبرها المسلمون أقدس مكان على وجه الأرض فقد جاء في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ٩٦
صدق الله العظيم.
سرت رعشة مخيفة بجسدها وبدأت معالمها تنكمش بانزعاج فصاحت بانفعال ظاهري
_ولماذا قد يترك لي أخي شيئا كذلك!!
ادعى برائته الكاذبة ورفع كتفيه بحيرة
_لا أعلم.
وبخبث ماكر قال وهو يمد يده لينتشلها منها
_إن كنت لا تودين الاحتفاظ بها لا بأس سأعديها للحقيبة مجددا.
أغلقت عليها يدها وكأنه سيتنزع روحها منها أخر ذكرى تركها أخيها تعني لها الكثير ولن يستطيع أن يأخذه منها
_لا.. سأحتفظ بها.
ووضعتها حول رقبتها أمامه فابتسم أيوب وتنهد براحة وحينما وجدها تستدير إليه رسم الثبات والهدوء فقالت
_لعله كتب شيئا بمذكراته يخص السلسال فلتقدمه لي لأرى!
ابتسم على مكرها ومحاولتها لاستمالته لطلبها المتكرر فقال بحزم تحرر بخشونة صوته
_انتهينا آديرا.. أخبرتك بأنك ستحصلين عليها بالوقت المناسب.. والآن غادري لفراشك واستريحي.
وتركها وغادر لغرفته يغلقها من خلفه ويتجه لفراشه يجذب كيسا من البسكويت يتناوله ليسد جوعه متجاهلا طعامها الموضوع لجواره ېموت جوعا ولا يمس طعاما لمسته يدها نعم يفعل ما يضطر لفعله ولكن إن تركت طريقها هذا ربما حينها سيتبدد داخله ظاهرة الاشمئزاز التي تنتابه دون ارادة منه!
طرق باب الغرفة قبل أن يطل بوجهه من خلفه متسائلا ببسمة جذابة
_حبيبة قلب أخوها صاحية ولا نايمة
اعتدلت شمس بفراشها وهي تخبره ببسمتها الساحرة
_صاحية يا دكتور.. اتفضل.
ولج علي للداخل يستند على خزانتها الوردية وهو يمنحها نظرة حنونة تتشبع من معالمها وكأنها ستفارقه غدا.
وضعت شمس حاسوبها وكتبها على الكومود واعتدلت بجلستها تتساءل بدهشة
_في حاجة يا