الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الواحد والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

لسيارته
_طيب اركبي.
اعتراها الخۏف وتقاذف إليها كل ما امتلكته من مشاهد متقطعة لضربات أخيها المؤلمة لها فرددت بهلع 
_لأ.. لأ أنا هرجع البيت قبل ما يرجع وبعدين نتقابل.
اكتفى بهز رأسه والغموض المخيف يقمع داخل مقلتيه عادت زينب لمنزلها هذا اليوم وعلى غير العادة تأخر شقيقها بالعودة وحينما عاد صدمت من كثرة الكدمات والاصابات القاټلة المحدثة به يدلف للمنزل مستندا على يد اثنين من الجيران وأحدهما أخبرها بأن هناك بلطجية سرقوا ماله وهاتفه وأبرحوه ضړبا ربط عقلها ما حدث لشقيقها بحديثها بيمان بالصباح جحظت عينيها صدمة من تفكيرها فهزت رأسها تنفي ما يعتريها ويبعد شكوكها عن أن يمان هو الفاعل!
استفاقت من شرودها على هزة يد فاطمة انتفضت زينببجلستها وكأن مسها جان فأسرعت الاخرى باخبارها 
_انتي سرحانه في أيه يا زينب بقالي ساعة بناديكي!
وانحنت بجسدها إليها تخبرها 
_اقفلي ستوسة الفستان مش راضية تتقفل
ازاحت الغطاء عن جسدها واعتدلت تغلق سحاب فستان أختها متسائلة باستغراب وهي تراقب ملابسها 
_انتي خارجة
اتجهت للسراحه تستكمل ارتداء حجابها والټفت برأسها تجيبها 
_علي كلمني وطلب مني أجهز علشان أروح معاه حفلة افتتاح عيادة دكتورة ليلى زوجة دكتور يوسف صديق عمران.
هزت رأسها بخفة وعادت تتمدد على الفراش بحزن وتجهم يعتلي ملامحها دون راجع انتبهت لها فاطمة فاتجهت لها تسألها بقلق 
_مالك يا زينب
ابتلعت ريقها المرير ومالت برأسها على قدميها تضم ذاتها وصوتها الهزيل يخبرها 
_أنا كويسة يا فاطيما حاسة بس بشوية ارهاق.
جلست جوارها ومدت يدها تجذبها لحضنها وقلقها يزداد بالتدريج 
_طمنيني عليكي يا زينب حاسة إنك مش كويسة وبتحاولي تبينلي عكس كده فيك أيه بتدفنيه جوه عينك وبتحاولي تداريه بكل طاقتك عني.
تمسكت بها وكأنها طاقة نور بعد ظلامها الدامس وانفرطت بنوبة من البكاء لا تعلم سببه ودت لو بقيت بأحضان شقيقتها لأخر عمرها وبالرغم من أنها هي الهزيلة الجريحة المفتقدة إلى لمسة حنونة تضمها الا أنها الآن هي من تقوم بتقديم الدعم بكل ما فيها لشقيقتها فربتت عليها وپبكاء قالت 
_مالك يا قلب أختك احكيلي عن اللي مضايقك.
رفعت أصابعها تزيح دموعها عن مقلتيها وزيفت ابتسامة شاخصة تخادعها 
_أنا كويسة يا فاطيما أنا بس مفتقدة لبابا وماما ربنا يرحمهم ويغفرلهم.
اعتلى الحزن معالمها مازالت تتعافى من عدة طعنات منهم فراقها عن والديها وأخرهم معرفتها پوفاة أبيها تحرر صوتها القابع داخلها 
_ومين مبيفتقدش أبوه وأمه حتى وهما حواليه يا زينب ادعيلهم بالرحمة والمغفرة يا حبيبتي وبلاش تعيشي نفسك في حزن وقهر هيقضي عليكي وعلى نفسيتك.. صدقيني مفيش ۏجع بالدنيا كلها زي ۏجع النفسية بتحسي روحك بتروح ونفسك بيضيق بتوصلي لمرحلة إن كل اللي بيدور حوليكي بيكون مشفر ومش ملموس مجرد خطوط بيضة بتحاوطك بالرغم من إن نظرك سليم وقوي عشان خاطري فوقي وبلاش تسمحي لأي شيء جواكي سواء ۏفاة بابا وماما أو شيء تاني يكسرك ويوصلك للحالة المخيفة دي أنا مرت بيها وعارفة أد أيه هي قاسېة ومتمناش لحد يعيش فيها أبدا.
أزاحت دموعها بقوة اكتسبتها من حديثها الذي صفعها بحقيقة الأوجاع الذي تحملها فاطمة فهي ليست بحاجة لۏجع أضافي حتى تحتمل ۏجعزينب فرسمت ابتسامة واسعة وهي تخبرها 
_لا خلاص مفيش عياط تاني حتى شوفي!
ارتسمت ابتسامة رضا على ملامح وجهها وانحنت تطبع قبلة على خد أختها مرددة باستحسان 
_شطورة يا دكتورة زينب ودلوقتي قومي يلا إلبسي علشان تيجي معانا الحفلة علي مصمم انك تيجي معانا بس لما دخلت ولقيتك نايمة قولت أسيبك ترتاحي لانك طول اليوم بالجامعة.
كادت بالاعتراض والتحجج بأي شيء أوقفتها باصرار وعناد 
_مش هسمع حاجة هتقومي حالا

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات