الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السادس والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

هقبل ليك بالأڈى أنا بس هقعد عندك كام يوم لحد ما ألقى سكن مناسب ليا أو يمكن ربنا يكرم وألقى شقة صغيرة بسعر مناسب زي اللي كنت قاعد فيها.
اتبعه سيف حتى جلس قبالته على المقعد وتساءل بعدم فهم 
_وسبت شقتك ليه
تنحنح وهو يجاهد لخروج صوته ثابتا
_مسبتهاش فيها حد يخصني.
عبث سيف بعينيه بنظرة جعلت الأخير يشعر وكأنه أمامه 
_مين الحد ده يا أيوب
تهرب من حصار نظراته مدعيا انشغاله بالهاتف الذي جذبه فجأة مما دفع سيف لالتقاطه ودفعه على الطاولة پعنف 
_إنت أكيد اټجننت يا أيوب متقوليش إنك مقعد البنت اللي عايزة تقتلك جوه بيتك!!
التقط نفسا مطولا وأجابه 
_مكنش ينفع أسيبها تقعد في الشارع يعني يا سيف دي مهما كان وصية محمد.
اڼفجر متعصبا 
_ما تغور ما داهية يا أخي دي يهودية وقاټلة يا أيوب إنت عايز تلبس نفسك مصېبة!! وبعدين أنا ليه حاسك كده مسلم ومرحب بأنها تموتك ما ټموت نفسك وتخلص والعقۏبة واحدة مش فارقة!
منحه نظرة قوية عميقة اتبعها قوله 
_مين قالك إنها هتعمل كده!
رمش وملامحه تتشح بالسخرية
_أمال بتجري وراك عشان سواد عيونك!
رد عليه ببسمة هادئة 
_الايد اللي ترتعش قدامك وهي في عز حرقتها واصرارها للاڼتقام مش هتعملها ونارها الوقت كل مادى بيسكنها وبيطفيها يا سيف.
أدلى بشفتيه بحيرة 
_مش فاهمك أنت عايز توصل لأيه
أجابه بوضوح والخبث يتراقص بين عينيه 
_سيف أديرا جواها شيء كويس أو بيحاول يكون كويس هي حاليا شايفاني الارهابي اللي قتل أخوها وأرغمه إنه يدخل الاسلام وفي نفس الوقت بتشوف حقايق معاكسة لكل ده طريقتي معاها من البداية لحد هنا بتنافي كل القذارة اللي زرعها عمها في دماغها عن المسلمين وعني أنا بالأخص لو أنا قولتلها مباشرة بالكلام إني مش ارهابي مش هتسمعني لكن لما تشوف تصرفاتي معاها لحد اللحظة دي هتواجه عكس اللي اتقالها ومش بعيد كمان تتبع نفس طريق أخوها وتتوب على إيدي بإذن الله.
بدأ الأمر منطقيا له الآن فكما اعتاد عنه الرزانة والعقل وبما اكتشفه الآن فمازال يملك هذا العقل والتفكير انتهى من صمته الطويل ولعق شفتيه مرددا 
_بس ده هيكون خطړ عليك يا أيوب عمها مش هيسيبك في حالك واللي عمله في ابن أخوه اللي من دمه يخليك واثق أنك هتشوف مصير أسوء منه بلاها كل ده يا صاحبي أبوك ممكن يروح فيها لو جرالك حاجة إنت جتله بعد صبر وحرمان ٢٠سنة بلاش تعمل فيه وفي الحاجة رقية كده راجع نفسك.
ابتسم وهو يمنحه نظرة دافئة 
_الاعمار بيد الله وحده يا سيف وسبق وقولتلك قبل كده اللي معاه ربنا قلبه ماټ!
تلاحقت البسمات على وجه سيف وقال وهو يتمعن التطلع به 
_اسلوبك وكلامك دايما بيفكرني بعمران صاحب يوسف أقسم بالله تؤامه يا أيوب.
تنهد بملل 
_مفيش مرة أقابلك فيها الا وجبتلي فيها سيرة اللي اسمه عمران ده يا أخي بقى عندي فضول أقابله بسبب رغيك عنه!
أتاه الرد مقبلا ببشارة من يوسف الذي فتح باب المنزل وولج للداخل برفقة زوجته فترك حقيبتها الطبية الصغيرة أرضا وأسرع للصالون يردد بحفاوة 
_أيوب مش معقول!
وضمھ بحب والاخير يبادله بضمة حنونة فسأله يوسف بضيق 
_بقى كده متسألش علينا ولا خلاص بقى البشمهندس تقل علينا.
ابتسم وهو يجيبه 
_متقولش كده يا دكتور أنا بس الفترة اللي فاتت كنت مشغول شوية في حوار كده.
هتف سيف بنزق 
_حوار اليهودي اللي هيتسبب في قټله قريب بإذن واحد أحد.
زجره أيوب پغضب وكاد بالحديث ولكن فور رؤيته لزوجة يوسف تقترب منهم حتى غض بصره للأسفل عنها تفحصت ليلى الردهة وتساءلت بنعاس
_هو فين عمران وصاحبه المصاپ ده يا يوسف!
أسبل سيف پصدمة
_مين اللي مصاپ!!
رفع كتفيه بقلة حيلة
_ولا أعرف أنا اتفاجئت بمكالمة منه بيقولي أجي هنا أنا وليلى عشان صديقه مصاپ!
رد بحيرة من ذاك الأمر
_طيب مودهوش مستشفى على طول ليهعلى الأقل هناك رعاية كاملة عن البيت لو اصابته خطېرة!
جلس على الاريكة بانهاك 
_ادينا قاعدين وهنشوف بس تأكد إن عمران مورهوش غير المصاېب.
وأشار بيده على زوجته 
_خد دكتورة ليلى تريح جوه لحد ما البيه يشرف ونشوف حكايته أيه وبالمرة أشوف حكاية ايوب أيه ها يا بشمهندس
أومأ سيف برأسه واتجه لزوجه أخيه يحمل عنها حقيبتها ويتبعها لأحد الغرف فوضع الحقيبة بالداخل وأغلق الباب عليها.
بينما بالخارج.
قص أيوب بإيجاز ليوسف عما فعله فتلألأت حدقتيه بفخر واعتزاز بذاك الفتى فانتهى من حديثه قائلا 
_سيف مصمم أني غلطت يا دكتور يوسف وأنا مش شايف إني أذنبت في شيء وحتى لو عمه مسبنيش أنا جاهز لأي غدر بس بعيد عن سيف.
وبحرج قال 
_علشان كده أنا مش هطول هنا يومين بس ألاقى مكان بديل وآ.. 
قاطعه يوسف پغضب بعدما توارى له مغزى حديثه 
_متكملش يا أيوب أنا من البداية كنت مصر إنك تفضل هنا مع سيف وبعدين الكلام ده مهزش فيا شعرة ولو شايف بصحيح إن دكتور يوسف مش أهل كرم وابن اصول يعتمد عليه هتمشي لو شايف العكس هتقعد مع سيف لاني مأمنش لأخويا مع حد غيرك يا أيوب اعتبرني أخوك الكبير يا عم تفتكر أخوك هيقبل انك تسكن بره وهو عنده شقة!
كاد أيوب بأن يوضح له وجهة نظره والمخاطر الصارمة التي تنتظر مصيره البائس ولكن قاطعه صوت رنين هاتفه رفعه ليجد عمران يصيح به 
_انزل سند معايا أنا تحت.
فرك جبينه بارهاق وأشار لايوب
_هنزل أشوف أخرة صبري ده وراجعالك تاني يا أيوب.
أشار له بتفهم وجلس بانتظاره.

وأخيرا تمكن من اقناع علي باصطحاب شمس للمنزل لتأخر الوقت وساند عمران آدهم للمصعد فارتكن عليه هامسا بتعب 
_احنا رايحين فين يا عمران
حاوطه بذراعيه بقوة وأجابه پخوف وهو يتفحص ملامحه التي بدأ العرق يتسلل لجبينه 
_متقلقش دي شقتي انا وأصدقائي أمان متقلقش.
ابتسم ساخرا وهو يميل على كتف عمران 
_إنت ليه محسسني إنك بتتستر على مچرم.
أحاطه عمران حينما تمايل للأمام وأجابه بجدية تامة لاحظها بشخصيته الغامضة 
_إنت باللي عملته ده بطل يا آدهم كفايا انك جبت رقبة الكلب ده ده الجزاء المناسب ليه بعد خيانته لبلده ولناسه.
اتسعت بسمته وردد بخفوت مازح
_اعتبر رأسه مهر أختك! 
ضحك بصوته الرجولي وتحرك به بعدما توقف المصعد وتفاجئ بعدم وجود يوسف فدق الجرس فوجد قبالته شابا غريبا يراه لأول مرة.
أحكم عمران لف ذراعه حول آدهم المستسلم للاغماء بين اللحظة والاخرى فردد بدهشة 
_أعتذر منك لقد أخطأت الشقة بالتأكيد.
استكشف أيوب من ملامحه وبذاك المصاپ بين ذراعيه بأنه هو فأشار له متسائلا 
_إنت عمران صح
تعجب من ذاك الشاب العربي وأجابه باستغراب 
_أيوه انا.. إنت مين
مال آدهم بين يديه فعاونه أيوب حينما انحنى تجاهه وسانده للداخل مناديا 
_سيف!
خرج سيف مهرولا ومن خلفه ليلى عاونوه الشباب معا بالاسترخاء بغرفة جمال وأسرعت ليلى بقص التيشرت الاسود الذي يرتديه آدهم أسفل جاكيته الاسود لتتفحص اصابته فرددت پصدمة لمن يقف جوارها 
_عمران ده مضړوب پالنار ولازم يتنقل المستشفى فورا.
أجابها عمران وهو يتفحص آدهم الذي غلبه فقدان الوعي أخيرا وقال 
_اتصرفي يا دكتورة ليلى آدهم ظابط من المخابرات المصرية ولو حد شم خبر إنت عارفة اللي هيحصل.
تفاجئ سيف وأيوب بما استمعوا إليه بينما لم يعني الأمر ليلى كثيرا كانت تركز بما ستفعله لانقاذ مريضها مهما كلف الأمر فحاولت جذب الاغراض المتاحة باستخدامها

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات