رواية صرخات انثى الفصل السادس والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
يا بنت الحلال إنتي اتربيني تربية آرستقراطية على ايد فريدة هانم يعني الرقة والاحساس والمشاعر وكل شيء هادي ده ياما عايز واحدة من السيرك ومش همه الخڼجر هيصيبه من إنهي اتجاه.
واستطرد بتوتر
_أنا خاېف على مستقبلك يا شمس مش معقول بعد الفلوس اللي كعتها على تعليمك ألقيكي بالأخر بتتعلمي مسكت الخناجر!!
_عمران عشان خاطري أنا تعبانه ومش قادرة والله لكلامك ده لا وقته ولا مكانه بقولك ھموت من الړعب على آدهم إنت أيه معندكش ډم
ضحك ساخرا وهو يصفق كف بالأخر
_لا حول ولا قوة الا بالله أقنعها ازاي دي بقى!! يا بنتي انا وأخوك الغلبان ده اللي يتخاف علينا من الخنفس اللي عايزة تتجوزيه ده.
_طب بذمتك لو اتجوزتي واحد زي ده وجيتي في يوم تشتكي منه هنروحله نواجهه بمصايبه من أنهي اتجاه! هو إنتي مستبيعة ومش فارقلك عمري أنا وأخوكي الدكتور المحترم اللي رباكي ورباني.
ربعت يديها بخصرها وتراقصت بانفعال
وضع يده بجيب بنطاله وقال وهو يلتقط هاتفه
_ولا يقدر يعملي حاجة لو هو شاطر بالخناجر فأنا شاطر بآسر قلوب الستات هآسر قلب أمه وأقلبها ضده زي ما بنجح دايما.
تنحنح ذاك المنصدم من حديث عمران الذي ظنه عاقلا بشخصيته الرزينة وقال
اتجهت نظراتهما معا للخلف ليجدوا علي تتصاعد نيرانه من عينيه تجاههما فابتلع عمران ريقه بارتباك من نظرات أخيه وصاح ببراءة مصطنعة
_واجب عليا كأخ إني أنصحها متأخذنيش بردو يا آدهم اللي عملته جوه من شوية لازم يتخاف منه ولا أيه
_لا في دي عندك حق بس أنا عندي تعليق بسيط.
هز رأسه بمعنى صريح لاستماعه لما سيقول فردد وهو يتحرك
_أولا أنا إسمي عمر مش آدهم كفايا أختك اللي بحاول أقنعها بإسمي الحقيقي إلى الآن ومش راكبة معاها ثانيا اللي حصل جوه ده إن دل على شيء يدل إني هصون أختك وهحميها من نسمة الهوا قبل ما ترمش على خدها ويدل بردو إنك هيكونلك زوج أختك شرس لو إحتاجتله هتلاقيه وخصوصا إن باين عليك بتاع مشاكل!
_شكلي هتثبت ولا أيه!
ردد علي من بين اصطكاك أسنانه بغيظ
_على العربية يا عمران بدل ما أخليه يقتص من فخادك إنت كمان!
هز رأسه وإتجه بها للمقعد الخلفي بينما صعد علي لمقعد القيادة بعدما وضع عمر لجواره وتبقى الصمت بينهم السائد الا من صوت عمران الذي هاتف يوسف وأخبره بالتوجه لشقة سيف هو وزوجته لأمر ضروري.
جمع أيوب بعضا من أغراضه الشخصية ووضعها باحدى حقائبه الصغيرة وجذب كتبه ومتعلقات جامعته وحينما كان بطريق خروجه من غرفته عاد خطوتين للخلف يفتح أحد أدراجه وأخرج منه بعض الكتب الدينية والقرآن الكريم ثم تعمد تركهم على سطح الطاولة لتبدو منظورة لها بوضوح والابتسامة الصغيرة تزين شفتيه.
جذب الحقيبة وغادر تاركا شقته فوجدها تجلس بالخارج بانتظاره وتلك المرة لم تجرأ على مخالفة حديثه فتبقت بالخارج مثلما أمرها.
أفاقت من شرودها على صوته الرجولي الثابت
_لقد انتهيت يمكنك الدخول والاسترخاء بالداخل.
هزت رأسها ونهضت تتجه بتعب للباب وقبل أن تدخل قالت برجاء
_أيوب فلتكن رجلا شهما ولا تكن تلك إحدى محاولاتك للفرار مني أرجوك أريد القصاص لأخي.
رفرف بأهدابه الطويلة بعدم استيعاب ومنع تلك الابتسامة التي تزوره مجددا فحك أنفه يخفيها وتنحنح بخشونة
_لا تقلقي لست ذاك الجبان الذي يهرب من مواجهة مصيره وإن كنت سأفعلها لما سمحت لك بالبقاء هنا ولما اتبعتك طوال تلك المدة.
ورفع يد الحقيبة يجرها قائلا باقتضاب
_سأغادر الآن وسأعود غدا ببعض الطعام والأغراض التي ستحتاجينها..
وتركها وغادر ومازالت تراقبه باستغراب ودهشة.
ولجت آديرا لشقته فتمكنت من تفحصها بعناية وجدتها شقة صغيرة للغاية بالكد تخفيه كانت تتكون من غرفة نوم واحدة وحماما خاص ومطبخ صغير يطل على ردهة مطولة تحتوي على صالون وبعضا من أغراضه.
كانت مرهقة بالدرجة التي جعلتها تتجه سريعا لغرفة النوم لتنال قسطا من الراحة وما أن حررت بابها حتى أغلقت عينيها باستمتاع حينما انعشتها تلك الرائحة الطبية التي تسللت لانفها وكأنه كان ينثر بغرفته معطرا باهظا فلأول مرة تلتقط تلك الرائحة التي أرسلت لها شعور الطمأنينة والرائحة بشكل غريبا جعلها تتسلل خلفها لتستعلم عنها ولكنها وجدتها بالغرفة بأكملها..
تفحصت فراشه بعينيها وتلك الخزانة الصغيرة لامست خشب الطاولة بلفتة سريعة فجذب انتباهها بعض الكتب الدينية المكتوبة باللغة الانجليزية استوقفها احدهم وكادت بقراءته ولكنها اندرجت لمفهوم جعلها تقتاد ڠضبا آن كان أيوب عربيا لما يحتفظ بكتب انجليزية من المؤكد بأنه قد تركها لها عن عمد وربما كانت لأخيها من قبل هل ذاك ما قام به استدراج أخيها
دفعتهم للخلف بضيق وكادت أن تتوجه للفراش ولكنها توقفت حينما لمحت صورة محاطة للكومود بإطار زجاجي تضم أيوب وأخيها.
انحنت وحملت الصورة تتأملها بأعين باكية وأناملها تلامس وجه أخيها ببطء وشوق يمزقها وأكثر ما ألمها بأنها كانت تراه مبتسما بشكل لم تراه بمثل تلك السعادة من قبل مما دفعها للتفكير بحديث أيوب وخاصة بأفعاله وأقواله وبات ما فعله معها إلى الآن يختبئ خلف سؤالا واحدا ردده عقلها بقوة.
هل ما يفعله من كرما ولطفا يندرج لخانة الإرهاب!
تسلل أحمد من جوارها وهو يتفحص الوقت فارتدى بذلته وخرج يتسلل حتى لا يوقظها لا يعلم بأنها مستيقظة وتدعي النوم حتى تهرب من ۏجعها القاټل لم تعد تريد الاڼهيار أمام أحد حتى هو شخصيا.
فور أن اغلق الباب حتى استقامت بجلستها تفرغ ما كبت بداخلها تضم جسدها الهزيل وتدعي العنان لدموعها..
وقف أحمد يطرق باب غرفة عمران فارتدت مايسان اسدال صلاتها وخرجت إليه مرددة بدهشة
_أنكل أحمد!
تنحنح بحرج وهو يزدرد صوته
_معلشي يا مايا لو قلقتك بالوقت ده.
أسرعت برفع الحرج عنه قائلة
_أنا صاحية منمتش.. خير يا أنكل في حاجة ولا أيه
قال وقد تجلى الحزن على معالمه قبل نبرته الرخيمة
_فريدة حاسس إنها مش تمام وعندي اجتماع مهم ولازم أخرج وللاسف هتأخر عايزك تخلي بالك منها لحد ما اخرج.
برقت بقلق وتساءلت
_مالها فريدة هانم!!!
لا يريد أن يخبر أحد بما يحزنها لذا قال
_معرفش يمكن تحضيرات الحفلة سببتلها شوية ارهاق المهم خلي بالك منها.
هزت رأسها في طاعة وأغلقت باب غرفتهما واتجهت سريعا لغرفة أحمد.
ولج للداخل يحمل أكياس الحلوى وضعها على أقرب مقعدا قابله وناداه بتلهف
_أيوب!
اتجه سيف للداخل وتفحص الأريكة بنظرة حزينة فهمس وهو يلهو بالمفاتيح
_طلع حجر صوان مفيش فايدة فيه!
وفجأة اتاه صوت جرس الباب فإتجه ليرى من الطارق اتسعت ابتسامته وعينيه تنخفض للحقيبة التي يحملها وصاح بفرحة
_هتطلع ابن اصول وهتقعد معايا
ولج أيوب للداخل وترك حقيبته وهو يستدير في مقابلته قائلا باصرار
_لأ يا سيف قولتلك اني مستحيل