الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل العشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

تربيتهم كنت دايما بشكيله همومي وهو بيسمعني عمره ما ذهق مني أبدا.
وابتسمت فجأة وهي تخبرها 
_مستغربتش أنه دخل طب تخصص الامړاض النفسية لانه شخص صبور وبيحب يسمع اللي قدامه ويديه النصيحة اللي تفيده كان نفسي أقوله يعالجني أنا من اللي شوفته يمكن وقتها أبطل أروح في السر لدكتوري النفسي اللي بتعالج عنده من سنين بس خۏفت يكره أبوه!
من قال إنها الوحيدة التي قاسمت الألم فبعد سماعها لما خاضته فريدة تقسم بأن العالم لا يخلو من جرعات الأوجاع القاټلة بداخلها أنثى تصرخ بل تستغيث وراء ذاك الوجه الجامد هناك أنثى انكسر كبريائها وتلاشت ضحكاتها توارت خلف ظلام ممېت قاټل أزاحت فريدة دموعها وصړخت پغضب جعل فاطمة مندهشة 
_مش هسامحك على الدموع دي أنا مش بحب النكد ولا الحزن وشي هيكرمش بسببك!!
ورفعت اصبعها تحذرها بجدية قاټلة 
_أول قاعدة من قوانين فريدة هانم الغرباوي ممنوع تنكدي عليا أو تقوليلي اي شيء حزين يخليني أنكي وأجهد بشرتي لأي سبب من الأسباب مفهوم
اغتصبت ابتسامة خاڤتة على شفتيها وأومأت برأسها عدة مرات فمنحتها ابتسامة صغيرة وفرقت ذراعيها عن بعضهما وهي تشير لها 
_تعالي.
اتسعت نظراتها صدمة وهي تتطلع لها بعدم تصديق فأرغمت قدميها على التحرك بصعوبة حتى وصلت قبالتها فضمتها فريدة لاحضانها بقوة تربت على خصرها بحنان وكأنها تواسيها عما خاضته وعاشته بتلك التجربة القاټلة.
ارتعش جسد فاطمة حينما شعرت بهالة من الدفء والحنان المشابه لضمة والدتها الراحلة فرفعت يدها تتعلق بها كالغريق المتعلق بقشة نجاته انكسر قلب فريدة وهي تشعر بانتفاضتها بين ذراعيها فشددت أكثر من احتوائها مرددة بتلقائية منها دون الاستيعاب لما تنطق به 
_متزعليش يا حبيبتي اللي فات انتهى مش هيتعاد تاني وانتي هنا بينا محدش هيقربلك أبدا.. آآ... أنا هنا جانبك!!
أفرغت كل ما بداخلها من خزين البكاء على كتف فريدة التي تحاول أن تهدهدها كأنها صغيرتها الباكية تستمد كل قوتها لتبدو أكثر حذرا بالتعامل مع حالة فطيمة المشابهة لحالتها سابقا في فترة زواجها كأنها ترى نسختها سجينة هذا القصر منذ أعوام تغرقها بحنان كانت تود لأحد أن يفيضها به سابقا.
تحرر باب الغرفة وتسلل للداخل علي وعمران ويتبعهما أحمد ومايسان التي علمت منهم بالخارج بما يحدث فظنوا بأنها قد تضع السم لها بالطعام كمحاولة للتخلص من فاطمة ومنهم من ظنها ستقوم بطردها عاجلا بعد نوبة الازعاج التي أيقظت القصر بأكمله بالأمس فزاغت أبصارهم صدمة مما يرى أمامهم فانفتحت الأفواه وتلبسهم الصمت والنظرات المستنكرة لما يحدث هنا حتى شقهم صوت عمران المازح 
_أنا بحلم أم أتوهم أم الاتنين في بعض
أجابه أحمد بدهشة 
_ممكن نكون دخلنا أوضة غلط!
أجابتهما مايا وهي تبتلع ريقها ببطء 
_لأ يا أنكل هي الأوضة.
تساءل علي باستغراب 
_طب في أيه بقى!
ردد عمران ومازالت عينيها تتسعان صدمة 
_دي عمرها ما حضنتني ! مش بقولكم أنا محتاج اعمل للعيلة دي!!
تحرك علي إليهما فكانت فريدة أول ما تمكنت من رؤيته فاستعابت بما يحدث الآن وبوجود الجميع بالغرفة لذا أبعدتها عنها وهي تستعيد قوة شخصيتها المبالغ بها قائلة بارتباك 
_علي... آآ.. كويس إنك جيت... قولها إني مبحبش النكد أنا ندمت إني طالعتلها مش معقول التعاسة اللي عيشتني فيهم الكام دقيقة دول.
ورددت وهي ټخطف نظرة لأحمد ولابنها وزوجته 
_ثم إنكم بتعملوا ايه هنا إنتوا ناسين انا الحفلة بكره وورانا تجهيزات كتيرة ولا سايبن كل شيء عليا زي كل مرة لكن لأ أنا معنديش القدرة أنظم كل شيء لوحدي ومش هسمح بالتسيب ده..
وتحركت بالخروج أو بالفرار من منطق أخر متمتمة بسخط 
_بكره جايلنا

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات