الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثاني عشر بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

لا تفارق ساعة الحائط فاستقام بجلسته وهو يردد 
_أنا هتصل بيه دلوقتي واللي يحصل يحصل. 
وعاد يجيب على ذاته 
_بس الوقت متأخر جدا يا علي هيقول أيه! 
واقنع ذاته ببسمة واسعة 
_هي رنة واحدة رد رد مردش هكلمه بكره. 
وبالفعل حرر زر الاتصال ليتفاجئ بصوت الجوكر الناعس يجيبه 
_دكتور علي خير! 
سحب نفسا طويلا ليجيبه ببسمة واسعة 
_النهاردة كتب كتابي على فطيمة! 

تسللت الشمس بخيوطها لساحتها العتيقة ففتحت فطيمة عينيها ونهضت تتجه لحمام الغرفة فاغتسلت وخرجت تؤدي صلاتها وهي تدعو الله مرارا أن يقرب منها الخير ويبعد الشړ عنها تعلم بأن هناك حربا سيخوضها علي برفقة والدته التي سبق له الحديث عنها لها بتلك الايام التي كانت تلجئ بها للصمت فلم يكتفى بالحديث لها عن والدته فقط كان يجلس جوارها كل يوم بعد انتهاء عمله بالمشفى يقص لها عن حياته وكأنها طبيبه النفسي!
أخبرها عن يارا خطيبته السابقة وحبها لمروان زيدان ابن عم مراد وعن أخيه وزواجه من مايسان ابنة خالته حتى شمس كان يقص لها عن تلك الفتاة المدللة وأيضا لم ينسى ذكر فريدة هانم بسلطاتها القوية بالسيطرة على المنزل وأبنائها.
بداخلها خوفا كبيرا تجاه ما سيتعرض له علي بسببها ولكنها الآن كالغريقة التي تتمسك بقشة نجاتها وعلي هو كل شيء لها الثمانية وأربعون ساعة التي قضتها دون رؤيته بالمشفى كانت على وشك الجنون وكأنها تترقب جرعة المخدر الذي سيذهق عقلها عن آلآمه جميعها وكأنه البلسم لكافة چروحها لا تحتاجه كطبيب يكفي وجوده لجوارها حتى وإن كان صامتا الأمر يتعلق به.
خرجت من غرفة النوم واتجهت للمطبخ الفخم الموجود بطرفي الردهة تحمل من الثلاجة بعض الفواكه واتجهت للطاولة القريبة من الحائط المشكل على هيئة من الزجاج الشفاف فراقبت المارة بأعين ساهمة لا تدري ماذا سترى بالايام القادمة! 

انتهى من ارتداء ملابسه وأخذ يصفف خصلات شعره حينما اتاه صوت طرقات باب غرفته ومن خلفها صوتها الرقيق يستأذن 
_ينفع أدخل 
ابتسم وهو يشير لها 
_تعالى يا روح قلبي. 
ولجت شمس للداخل بفستانها الأزرق الطويل تهرول حتى أصبحت أمامه تخبره بحماس 
_أنا جاهزة. 
عقد حاجبيه باستغراب فأحاط رقبته بالجرفات متسائلا 
_جاهزة لأيه مش فاهم! 
ذمت شفتيها بضيق 
_هو إنت عايز تروح تكتب كتابك من غير أختك يا علي! 
استدار إليها يرمقها بنظرة متفحصة قبل أن يسألها بمكر 
_مش خاېفة من فريدة هانم 
هزت شمس رأسها نافية وأضافت 
_أنا جاهزة أتعرف على البنوتة اللي سحرت قلب دكتور علي. 
فتح ذراعيه لها ببسمة جذابةوهو يهمس لها 
_حبيبتي منحرمش منك أبدا أكيد طبعا هاخد شمس هانم بنفسي لهناك. 
صاحت بحماس 
_هجيب شنطتي وهجي. 
هز رأسه بتفهم وجذب جاكيته يرتديه على عجلة ثم توجه لغرفة عمران يطرق بابه وما ان استمع لصوته يأذن له بالدخول ولج ببسمته الواسعة 
_صباح الخير. 
ابتسم ذاك المشاكس الذي يتناول طعام الافطار بيد مايسان التي تجاهد لاخفاء خجلها الشديد وخاصة مع دخول علي 
_صباحك ورد يا دوك تعالى افطر. 
غمز علي بخبث 
_مايا هانم بتأكلك بنفسها! الله يسهله يا عم. 
ارتبكت مايسان فطرقت الصينية من يدها على الكومود ورددت لعلي بحرج وخوف 
_والله ما أنا أخوك الوقح اللي أجبرني أكله بيقول مش عارف يأكل بإيد واحدة . 
تعالت ضحكات علي حتى كاد بالسقوط أرضا بينما كز عمران على شفتيه وهو يصيح بانفعال 
_هو قافشنا في شقة مفروشة!! أنت مراتي يا غبية
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة فأشارت بارتباك 
_شوفت يا علي أخوك بيتكلم ازاي آآ.. أنا غلطانه إني جيت أشوفك فطرت ولا لا.. أنا ماشية. 
وكادت بالهروب كعادتها ولكن صوت علي أوقفها 
_مايا استني أنا عايزك. 
عادت لتقف على مقربة منه ونظراتها الساخطة تحيط عمران الذي

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات