رواية صرخات انثى الفصل الثامن بقلم ايه محمد رفعت
انجلترا!
نفث دخان سېجاره الثمين قاصدا أن يطولها
غامت الاجواء من حولها فبدت ترى ذاتها وسط سحابات تحوم بها تطلعت له وهو يتبادل حديثه مع اصدقائه وكأنه لم يقترف شيئا بها فألمها قلبها لما هو قادم إليها ترنح لها موقف آدهم حينما أحاطها بالشال الأبيض ليخفي ظهرها في حين أن ما يسمى خطيبها يريدها عاړية أمام رجال الطبقة المخملية!
أخفض آدهم هاتفه عن آذنيه بدهشة من أمرها لهفته واهتمامه كانت تنبع بحدقتيه التي تتابعها انسحبت شمس عن طاولة راكان مبتعدة لركن متواري عن الأعين فجذبت المقعد وجلست تحتضن وجهها على الطاولة.
لفحتها نسمة هواء عابرة جعلت جسده يرتجف مفتقدا للشال الذي تركه راكان أسفل الأقدام ترقرقت عينيها بالدمع وفاضت بما يزعجها وفجأة احتضنها الشال من حولها وحينما استدارت كان أملها بأن نخوته أيقظته فعاد إليها ولكن عادت لتتفاجئ بآدهم يقف قبالتها فتحرك ليجلس على المقعد المقابل لها متنحنحا بحرج لاقتحامه جلستها المنفردة
ورددت بمرح وابتسامته لا تفارقه
_وتقريبا بردو إنك بتهربي من الحفلات المملة يا أما فوق السطوح يا بره!
حدجته بنظرة جامدة لا توحي بالنيران المشټعلة داخلها فترقبها آدهم بقلق فشل باخفاءه فسألها بشكل مباشر
_مالك يا شمس حصل حاجة
أجلت أحبالها المبحوحة من فرط البكاء
تجهم تعابيره پغضب إلتمسته حتى وإن بدى هادئ رزينا فأعاد ظهره لخلف المقعد قائلا
_متزعليش هتلاقيه متقل حبتين بالمشروب.
وتابع بهيام بها وبكلمات دقيقة
_مفيش حد يستاهل دمعة من عيونك يا شمس حتى لو كان راكان متسمحيش إنه يفرض عليكي شيء حتى لو مش حابة تكوني هنا خدي عربيتك وإرجعي البيت متخلهوش يفرض وجودك بمكان ولبس مش حباه.
رفض العودة للمنزل وفضل البقاء بمكتبه يكاد رأسه ينفجر من شدة الصداع الذي يهاجمه يحاول جاهدا الاسترخاء حتى وإن رفض جسده لنصائحه الهامة.
نهض علي وإتجه لغرفتها لا يعلم ما الذي ساقه إليها بذاك الوقت فقد اقتربت الشمس بموعد اشراقها ومازال النوم يخاصمه فتح علي باب غرفتها واستند بجسده على بابها يتأملها بحزن كان يريد فرصة واحدة يخفف بها آلامها ولكنها رفضت حتى التفكير بالأمر نفث ما بداخله وهو يهم بالمغادرة اتجه علي لفراشها فوجدها تحارب كوابيسها والعرق يتصبب على جبينها بغزارة.
_فطيمة... فوقي.
لم تستجيب له ببداية الأمر فهزها مرة أخرى حتى استجابت له فوجدتن يقدم لها الكوب وهو يحثها برفق
تناولت ما بيده باستسلام تام حتى شعرت بارتخاء عضلاتها المنقبضة فوضع علي وسادة من خلفها وتركها تهدأ من انفعالاتها رويدا رويدا حتى سكنت تماما فقال ببسمة هادئة
_مرضتش أديكي الحقنة واستبدلتها بأقراص عشان بس تعرفي غلاوتك عندي.
ابتسمت رغما عنها على كلماته ولزمت الصمت حتى وجدته يعتدل بجلسته قائلا
_لسه مصرة على دكتور غيري