الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الرابع بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

خليني هنايا احسن. 
مش جاهزة أشوف حد أنا بخاف لما بكون وسط ناس كتير من فضلك خليني هنا أحسن 
فاقت رغبته اصرارها فقال 
_لازم تخرجي يا فطيمة وجوك هنا طول الوقت هيضرك مش في صالحك. 
وقال بهدوء 
_متخافيش هكون جانبك وجاهز لأي رد فعل. 
زوت حاجبيها بعدم فهم فوجدته يخرج إبرة طبية من جيب بنطاله فأشارت له بهلع 
_لاا مابغيتش نضرب ليبرة. 
لأ مش عايزة أخد حقن!
أعادها علي لجيبه بابتسامة ماكرة 
_يبقى تسمعي الكلام. 
هزت رأسها بطاعة ونهضت عن فراشها تبحث عن حذائها ارتدته فطيمة ولفت طرف حجابها من حولها ووقفت قبالته قائلة بحرج 
_أنا جاهزة. 
فتح باب غرفتها وخرج وهي تتبعه بخطوات مترددة لفت انتباهها الطابق القابع به غرفتها يغمره اللون الأبيض النابع عن صفاء العين وبالرغم من الهدوء الشامل للمكان الا إنه لم يخلو من المارة سواء من الاطباء أو المرضى وكأنه هي بمفردها التي تحبس ذاتها بغرفتها.
ابتسم علي وهو يراقبها من طرف عينيه تتابع المكان باهتمام هكذا ما أراد أن تختلط سريعا بالبيئة المحاطة بها.
استدارت فطيمة تتفحص المكان ولم تنتبه لتوقف علي عن الحركة فارتطمت به وكادت بالسقوط لولا يده التي تشبثت بها وصوته الدافئ يصل لها 
_خلي بالك يا فطيمة بصي قدامك. 
ارتجف جسدها الهزيل وتلقائيا دفعته بعيدا عنها وأنفاسها تعلو پعنف منحها علي ابتسامة هادئة لم تغادره وقال مازحا وهو يشير على المصعد 
_آسف إني وقفت فجأة بس مش هينفع ننزل كل المسافة دي. 
انفتح باب المصعد فأشار لها بالدخول وزعت نظراتها المرتبكة بينه وبين المصعد صحيح أنها تراه أمانها ولكن بخروجها معه تختبر شيئا لم تختبره من قبل والآن أعليها البقاء معه بمفردها داخل المصعد!! 
استمدت فطيمة قوتها الزائفة حينما وجدته يناديها بدهشة 
_فطيمة إنت كويسة 
أومأت برأسها وهي تلحق به ففور انغلاق الباب حتى اهتز جسدها وتسلله البرودة اضطربت أنفاسها رويدا رويدا وهي تراقب مكان وقوفه فابتعدت لأخر زوايا المصعد.
تفهم علي حالتها لذا بقى ثابتا لم يعير ما يحدث أي اهتماما قد يضايقها هو بالنهاية ليس شخصا عاديا هو طبيب نفسي يحلل تصرفاتها ويعلم بماذا تفكر ولماذا تشعر.
كان احترافيا بالتعامل معها فلم يبدي أي اهتمام لوقوفها بعيدا عنه ولم يتساءل عما يصيبها ليقلل من تنفسها هكذا توقف المصعد فخرج أولا وهو يقول دون النظر إليها 
_وصلنا. 
لحقت به للخارج فوقفت تتطلع للحديقة بنظرة انبهار طافت حدقتيها كل ركن بها لم تكن كبيرة ولكنها منسقة بزهور ترآها لأول مرة تملأها عدد من الطاولات وعدد من المړضي المرتدون لنفس لون جلبابها أشار لها على على الطاولة القريبة منهما متسائلا بلباقة 
_تحبي نقعد هنا 
اكتفت بإيماءة من رأسها فاتجه للطاولة ثم جذب المقعد ليشير لها بالجلوس فجلست وهي تردد على استحياء 
_شكرا. 
_شوفتي بقا إنك سايبة الجمال كله تحت وقاعدة حبسة نفسك فوق. 
تكلفت بسمة على شفتيها وعادت تتطلع من حولها بفضول متجاهلة حديثه عن مداخل الحديقة ووصفه الدقيق عن كل مكان بها ابتسم علي حينما تأكد بأنها لا تصغي لحرف واحد مما يقول فردد بصوته الرخيم 
_فطيمة! 
عادت برأسها إليه ورددت بحرج 
_بتقول حاجة يا دكتور
استند على يده وتابع بنفس بسمته 
_كنت بقول حاجات بس الظاهر إن جمال الحديقة خطڤك مني. 
ابتسمت وهي تخبره 
_المكان فعلا جميل أوي. 
بداخله يهمس دون توقف مفيش في جمالك! 
وتنحنح قائلا 
_شوفي بقى عشان سمعتي الكلام هكافئك بالرغم من

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات