رواية صرخات انثى الفصل الرابع بقلم ايه محمد رفعت
إنك غلبتيني.
تساءلت باستغراب
_مكافأة أيه!
أخرج علي هاتفه ثم حرر زر الاتصال بعدما فعل السماعة الخارجية فتابعته باهتمام لمعرفة مقصده زف إليها صوتا رجوليا مألوفا لمسمعها
_دكتور عليإزيك.
ابتهجت للغاية ورددت بلهفة
_مراد!
_فطيمة أخيرا سمعت صوتك!
وتابع بحماس
_طمنيني عاملة أيه
_أنا كويسة الحمد لله أخبارك إنت أيه
_بخير بفضل الله.. المهم إنت عايزك تفوقي كده وتستردي صحتكوالأهم إنك تسمعي كلام دكتور علي.
ابتسم علي وأشار باصبعيه للهاتف
_سمعتي.
أجابته بلطف
_حاضر.. أنا بجد مبسوطة أوي أني اتكلمت معاك.
_وقريب هاجي بنفسي أزورك بس عشان ده يحصل لازم تخفي وتكوني أحسن عشان أخدك في إيدي على مصر وأعرفك على حنين وبناتي مرين ومارال هيتجننوا عشان يشوفوكي.
_ما شاء الله ربنا يباركلك فيهم وتفرح بيهم يا رب.
اتاها صوت ضحكاته ومن بعدها سخريته بالحديث
_بتدعي عليا أني أكبر ماشي يا فطيمة مكنش العشم!
شاركته الضحك وتحدثت بصعوبة
_قولي الدعوة اللي تحبني أدعهالك وأنا أدعي.
رد عليها بجدية تامة
_مفيش عندي شيء أتمناه غير إنك تقومي بالسلامة.
_يا رب.
تبادلا الحديث حتى أغلق مراد معها على وعد بأنها ستجاهد لتلقي خلفها الماضي بما يحمله من آهات قاټلة كانت مكالمة الجوكر لها في الصميم مثلما توقع علي فقد تبدلت فطيمة من حال للأخر فجلس يراقبها خلسة وكلما أمسكت به عينيها ادعى انشغاله بمراقبة هاتفه حتى أخرج لها دفترا صغيرا وقلما مرددا
جذبت الدفتر منه ببسمة هادئة ففتحت أول صفحاته لتتفاجئ بأنه يدون فاطيما بأول صفحاتها فرفعت عينيها إليه وقالت
_انا اسمي فاطمة بالالف و لكن في المغرب كنقولوا فاطما و لا فطيمة
و انا انا دارنا كيقولو لي فطيمة.
_يعني أناديكي فاطمة ولا فطيمة
أجابته ببسمة صغيرة
_ الاسم اللي يعجبك و تبغيه عيطلي بيه
ردد بتيهة
_ما تكلميني مصري ينوبك ثواب!
تعالت ضحكاتها وهي تعيد ما قالته
_الاسم اللي يعجبك ناديلي بيه.
هز رأسه باقتناع
_علي!
صوتا ذكوريا اقتحم جلستهما فرفعت فطيمة رأسها تجاه هذا الشاب الذي يملك ملامح مشابهة لعلي ابعد مقعده ونهض يردد بدهشة
_عمران!
جابت عينيه الفتاة التي يجلس برفقتها وقال دون أن يحيل عينيه عنها
_روحتلك مكتبك قالولي إني أكيد هلاقيك مع فطيمة!
وتابع بمرح
_وكل ما أسأل حد يقولي نفس الجملة لدرجة إني بقى عندي فضول أشوفها.
وتابع وهو يشير بعينيه إليها
_هي دي بقى فطيمة
بدى الارتباك يجوب ملامحها فأجبر علي رسم بسمة متكلفة على وجهه وهو يسحب عمران بعيدا عن مقعدها مرددا
_ده عمران أخويا الصغير يا فطيمة هو بس مشاكس حبيتين وداخل على هزار على طول.
صحح له مفهومه الخاطئ
_ أنا بني آدم عشري وقلبي أبيض والله.
سحبه علي مشيرا بيده للممرضة التي جلست محله بينما اتجه بعمران للطاولة القريبة من فطيمة جلس قبالته يتساءل بقلق
_خير يا عمران.
لفظ أنفاسه بصوت مسموع واستكان على سطح الطاولة بنصف العلوي مجاهدا لخروج كلماته
_علي إمبارح كنت سخيف أوي معاك فأنا... آآ... آسف على اللي حصل إمبارح مش عايزك تزعل مني إنت أخويا الكبير وآ.
قاطعه علي ببسمته الهادئة
_عمران