رواية صرخات انثى الفصل الرابع بقلم ايه محمد رفعت
عنده أنا مسمحلكش.
سيطر على ضحكاته بصعوبة وهو يشير بيديه كأنه يرحب بالملكة
_آسف شمس هانم ممكن لو سمحتي تدخلي بسرعة قبل ما الحيوانات اللي بره دول يعرفوا مكانا ووقتها هنتزف في شوال واحد لراكان باشا خطيبك!!
لعقت شفتيها بړعب
_بتخوفني ليه يا عم!
ومرت لداخل الفجوة التي تحيطها الحشائش مرددة بضجر
زحف من خلفها مبتسما فأحاط الفجوة بالحشائش لتخفي محلهما تفادت شمس فستانها الذي كاد بأن يسقطها بالمياه فتمسك بها آدهم بقوة جعلتها تعود لطريقها من جديد حتى وصلوا لنهاية الطريق المؤدي على الرصيف الأخر هبط آدهم أولا فمد ذراعه مشيرا لها
_هاتي ايدك.
_هستنى هنا لحد ما يمشوا وهطلع.
أجابها بنفاذ صبر
_متبقيش جبانة يا شمس إطلعي!
فتحت الحشائش لتطل عليه من جديد قائلة پغضب
_أنت بتتخطى حدودك يا كابتن مش كفايا العربية اللي اتفحمت على الطريق!
_لأ وأنا اللي كنت فرحانة إنك موجود وبتساعدني عشان ألحق المحاضرة لا لحقت محاضرة ولا العربية سلمت!!
مرر يدها على وجهه پغضب مازال مكانهما غير آمنا بالمرة وهي غير مدركة لخطۏرة الموقف وكأنه يحاول أن يلين رأس إبنة شقيقته البالغة من العمر اثنا عشر عاما فقال من بين اصطكاك أسنانه
عادت تطل له من خلف الحشائش تخبره پغضب
_أنا مش بقبل عوض يا كابتن ثم أنك متعرفش أنا بنت مين ولا أيه
_مش وقته الكلام ده بقولك الناس اللي بره دي لو وصلولنا هيصفونا!
اعترضت محتجة
_يصفوك أنت أنا مالي بالليلة دي!
_أوكي أنت صح عشان كده ههرب أنا وهسيبك تداري ببوكيه الورد اللي أنت قاعدة جواه ده مع السلامة يا شمس هانم.
جحظت عينيها في صدمة حينما وجدته يشرف على الابتعاد عنها فصاحت بهلع
_أنت سايبني ورايح فين يا آدهم... كابتن آدهم استنى طيب مش خاېف من راكان البارد يعاقبك انك سبتني ليهم..
إليها فتعلقت عينيها على باب الغرفة تلقائيا تستعد لرؤيته طرق على الباب ثم طل بجاذبيته الخاطفة
_صباح الخير فطيمة.
ابتسمت فور رؤيته يتقدم لينزع زهور الأمس ومن ثم وضع الزهور الجديدة بالڤازة القريبة منها فجلس على المقعد المقابل لها قائلا
_يا رب تكوني النهاردة أحسن
بقيت صامتة كحالها وابتسامتها لا تفارقها فتقوست معالمه هاتفا بضيق
_لا احنا اتخطينا مرحلة الصمت من إمبارح تقريبا ومش مستعد إنك ترجعيلها تاني.
وعبث بحدقتيه مرددا
_هنعيد من تاني.
ضيقت عينيها بعدم فهم فوجدته يخرج من غرفته ويعود بالطرق مرة أخرى مكررا
_صباح الخير يا فطيمة.
صاحبتها ضحكة رقيقة
_صباح النور دكتور علي.
تهللت أساريره واتجه ليقف قبالتها يكشف عن ساعديه وكأنه على وشك الاستعداد لشيء هام فقال
_بصي أنا جاي النهاردة وعندي نية تامة إني هنزلك الحديقة ترفضي بقى تقبلي قراري صدر وأمره نافذ.
منذ ثمانية أشهر تجلس بتلك الغرفة ولم تحبذ يوما مغادرتها بداخلها رفضا تاما للاحتكاك بأي رجلا مجرد تواجد أي طبيب بغرفتها كان يثير اشمئزازها لولا وجود علي لجوارها فقالت بإصرار
_مابغيت نشوف حتى واحدانا كنخاف فاش كنكون وسط ناس كتيرة عافاك