رواية صرخات انثى الفصل الثالث بقلم ايه محمد رفعت
ثابتا لم يعير ما يحدث أي اهتماما قد يضايقها هو بالنهاية ليس شخصا عاديا هو طبيب نفسي يحلل تصرفاتها ويعلم بماذا تفكر ولماذا تشعر.
كان احترافيا بالتعامل معها فلم يبدي أي اهتمام لوقوفها بعيدا عنه ولم يتساءل عما يصيبها ليقلل من تنفسها هكذا توقف المصعد فخرج أولا وهو يقول دون النظر إليها
_وصلنا.
لحقت به للخارج فوقفت تتطلع للحديقة بنظرة انبهار طافت حدقتيها كل ركن بها لم تكن كبيرة ولكنها منسقة بزهور ترآها لأول مرة تملأها عدد من الطاولات وعدد من المړضي المرتدون لنفس لون جلبابها أشار لها على على الطاولة القريبة منهما متسائلا بلباقة
اكتفت بإيماءة من رأسها فاتجه للطاولة ثم جذب المقعد ليشير لها بالجلوس فجلست وهي تردد على استحياء
_شكرا.
جلس علي قبالتها مستندا على الطاولة بجسده العلوي عليها ليسحبها من دوامة تشتتها
_شوفتي بقا إنك سايبة الجمال كله تحت وقاعدة حبسة نفسك فوق.
تكلفت بسمة على شفتيها وعادت تتطلع من حولها بفضول متجاهلة حديثه عن مداخل الحديقة ووصفه الدقيق عن كل مكان بها ابتسم علي حينما تأكد بأنها لا تصغي لحرف واحد مما يقول فردد بصوته الرخيم
عادت برأسها إليه ورددت بحرج
_بتقول حاجة يا دكتور
استند على يده وتابع بنفس بسمته
_كنت بقول حاجات بس الظاهر إن جمال الحديقة خطڤك مني.
ابتسمت وهي تخبره
_المكان فعلا جميل أوي.
بداخله يهمس دون توقف مفيش في جمالك!
وتنحنح قائلا
_شوفي بقى عشان سمعتي الكلام هكافئك بالرغم من إنك غلبتيني.
_مكافأة أيه!
أخرج علي هاتفه ثم حرر زر الاتصال بعدما فعل السماعة الخارجية فتابعته باهتمام لمعرفة مقصده زف إليها صوتا رجوليا مألوفا لمسمعها
_دكتور عليإزيك.
ابتهجت للغاية ورددت بلهفة
_مراد!
_فطيمة أخيرا سمعت صوتك!
وتابع بحماس
_طمنيني عاملة أيه
_أنا كويسة الحمد لله أخبارك إنت أيه
_بخير بفضل الله.. المهم إنت عايزك تفوقي كده وتستردي صحتكوالأهم إنك تسمعي كلام دكتور علي.
ابتسم علي وأشار باصبعيه للهاتف
_سمعتي.
أجابته بلطف
_حاضر.. أنا بجد مبسوطة أوي أني اتكلمت معاك.
_وقريب هاجي بنفسي أزورك بس عشان ده يحصل لازم تخفي وتكوني أحسن عشان أخدك في إيدي على مصر وأعرفك على حنين وبناتي مرين ومارال هيتجننوا عشان يشوفوكي.
_ما شاء الله ربنا يباركلك فيهم وتفرح بيهم يا رب.
اتاها صوت ضحكاته ومن بعدها سخريته بالحديث
_بتدعي عليا أني أكبر ماشي يا فطيمة مكنش العشم!
شاركته الضحك وتحدثت بصعوبة
_قولي الدعوة اللي تحبني أدعهالك وأنا أدعي.
رد عليها بجدية تامة
_مفيش عندي شيء أتمناه غير إنك تقومي بالسلامة.
_يا رب.
تبادلا الحديث حتى أغلق مراد معها على وعد بأنها ستجاهد لتلقي خلفها الماضي بما يحمله من آهات قاټلة كانت مكالمة الجوكر لها في الصميم مثلما توقع علي فقد تبدلت فطيمة من حال للأخر فجلس يراقبها خلسة وكلما أمسكت به عينيها ادعى انشغاله بمراقبة هاتفه حتى أخرج لها دفترا صغيرا وقلما مرددا
_أنا هسيبك تقعدي لوحدك شوية في الجمال ده وعايزك تدوني بالدفتر ده ذكريات جميلة لسه فاكراها لحد النهاردة عن طفولتك.
جذبت الدفتر منه ببسمة هادئة ففتحت أول صفحاته لتتفاجئ بأنه يدون فاطيما بأول صفحاتها فرفعت عينيها إليه وقالت
_انا اسمي فاطمة بالالف و لكن في المغرب كنقولوا فاطما و لا فطيمة
و انا انا دارنا كيقولو لي