الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثالث بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

بما سيصيبها لبعد المسافة فوجدته يسرع ليتلقفها بين ذراعيه ارتجفت شفتيها وهي تردد پخوف 
_بيضربوا ڼار شكلهم فعلا ناس خطېرة
لوى شفتيه بتهكم 
_والله! 
داعبت شفتيها ابتسامة ساحرة فور تسلل رائحة الزهور إليها فتعلقت عينيها على باب الغرفة تلقائيا تستعد لرؤيته طرق على الباب ثم طل بجاذبيته الخاطفة 
_صباح الخير فطيمة. 
ابتسمت فور رؤيته يتقدم لينزع زهور الأمس ومن ثم وضع الزهور الجديدة بالڤازة القريبة منها فجلس على المقعد المقابل لها قائلا 
_يا رب تكوني النهاردة أحسن 
بقيت صامتة كحالها وابتسامتها لا تفارقها فتقوست معالمه هاتفا بضيق 
_لا احنا اتخطينا مرحلة الصمت من إمبارح تقريبا ومش مستعد إنك ترجعيلها تاني. 
وعبث بحدقتيه مرددا 
_هنعيد من تاني. 
ضيقت عينيها بعدم فهم فوجدته يخرج من غرفته ويعود بالطرق مرة أخرى مكررا 
_صباح الخير يا فطيمة. 
صاحبتها ضحكة رقيقة 
_صباح النور دكتور علي. 
تهللت أساريره واتجه ليقف قبالتها يكشف عن ساعديه وكأنه على وشك الاستعداد لشيء هام فقال 
_بصي أنا جاي النهاردة وعندي نية تامة إني هنزلك الحديقة ترفضي بقى تقبلي  قراري صدر وأمره نافذ. 
منذ ثمانية أشهر تجلس بتلك الغرفة ولم تحبذ يوما مغادرتها بداخلها رفضا تاما للاحتكاك بأي رجلا مجرد تواجد أي طبيب بغرفتها كان يثير اشمئزازها لولا وجود علي لجوارها فقالت بإصرار 
_مابغيت نشوف حتى واحدانا كنخاف فاش كنكون وسط ناس كتيرة عافاك خليني هنايا احسن. 
مش جاهزة أشوف حد أنا بخاف لما بكون وسط ناس كتير من فضلك خليني هنا أحسن 
فاقت رغبته اصرارها فقال 
_لازم تخرجي يا فطيمة وجوك هنا طول الوقت هيضرك مش في صالحك. 
وقال بهدوء 
_متخافيش هكون جانبك وجاهز لأي رد فعل. 
زوت حاجبيها بعدم فهم فوجدته يخرج إبرة طبية من جيب بنطاله فأشارت له بهلع 
_لاا مابغيتش نضرب ليبرة. 
لأ مش عايزة أخد حقن!
أعادها علي لجيبه بابتسامة ماكرة 
_يبقى تسمعي الكلام. 
هزت رأسها بطاعة ونهضت عن فراشها تبحث عن حذائها ارتدته فطيمة ولفت طرف حجابها من حولها ووقفت قبالته قائلة بحرج 
_أنا جاهزة. 
فتح باب غرفتها وخرج وهي تتبعه بخطوات مترددة لفت انتباهها الطابق القابع به غرفتها يغمره اللون الأبيض النابع عن صفاء العين وبالرغم من الهدوء الشامل للمكان الا إنه لم يخلو من المارة سواء من الاطباء أو المرضى وكأنه هي بمفردها التي تحبس ذاتها بغرفتها. 
ابتسم علي وهو يراقبها من طرف عينيه تتابع المكان باهتمام هكذا ما أراد أن تختلط سريعا بالبيئة المحاطة بها. 
استدارت فطيمة تتفحص المكان ولم تنتبه لتوقف علي عن الحركة فارتطمت به وكادت بالسقوط لولا يده التي تشبثت بها وصوته الدافئ يصل لها 
_خلي بالك يا فطيمة بصي قدامك. 
ارتجف جسدها الهزيل وتلقائيا دفعته بعيدا عنها وأنفاسها تعلو پعنف منحها علي ابتسامة هادئة لم تغادره وقال مازحا وهو يشير على المصعد 
_آسف إني وقفت فجأة بس مش هينفع ننزل كل المسافة دي. 
انفتح باب المصعد فأشار لها بالدخول وزعت نظراتها المرتبكة بينه وبين المصعد صحيح أنها تراه أمانها ولكن بخروجها معه تختبر شيئا لم تختبره من قبل والآن أعليها البقاء معه بمفردها داخل المصعد!! 
استمدت فطيمة قوتها الزائفة حينما وجدته يناديها بدهشة 
_فطيمة إنت كويسة 
أومأت برأسها وهي تلحق به ففور انغلاق الباب حتى اهتز جسدها وتسلله البرودة اضطربت أنفاسها رويدا رويدا وهي تراقب مكان وقوفه فابتعدت لأخر زوايا المصعد. 
تفهم علي حالتها لذا بقى

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات