رواية رحماء بينهم الفصل الرابع بقلم علياء شعبان
أمه اتجه الطبيب إلى راوية بعد أن جهزتها مساعدته وبدأ يفحص حركة الجنين ونبضه الذي ظهر هذه المرة ابتسم الطبيب بسعادة ثم نادى عليها قائلا بصوت سعيد
مرافقة مدام راوية تعالي شوفي حالة الجنين!!
كانت راوية تنام على السرير ولا تستطيع اختلاس النظر إلى الشاشة فكان لابد من إشراك المرافقة معها حول حالة الجنين وأيهم عضو قد اكتمل فيه ومواصفات شهره الذي يعاصره.
في غضون ذلك قام الطبيب أثناء فحصه لصورة الجنين بتفعيل مكبر الصوت للاستماع إلى نبض الجنين والاطمئنان عليه كان ينبض بقوة وانتظام فتهللت أسارير وجه شروق وهي تنظر للأخيرة التي ارتعش قلبها اشتياقا للقائه وهنا قال الطبيب بصوت هاديء
شروق تتمتم بنبرة شاكرة
الحمد لله شكرا يا دكتور.
الطبيب وهو يفاجأها برده
عقبالك يا مدام شروق.
زوت شروق ما بين عينيها دهشة تستغرب معرفته بها وهي التي تأتي إليه للمرة الأولى متناسية أنها بلدة قروية بمثابة غرفة وصالة وكل المداخل تؤدي إلى بعضها في النهاية والأخبار تنتشر بين قاطني هذا المكان بسرعة البرق الخاطف فلا يوجد ما يعرف بخصوصية داخل حدودها ولكنها خمنت سببا جديدا حول معرفته بها ليباغتها الطبيب بتأكيد ظنونها الخفية فيقول بثبات وهو يعود إلى مكتبه فيجلس إليه
تنحنحت شروق بإحراج ثم سألته متوجسة
هو حضرتك مش من هنا
أومأ الطبيب سلبا ثم قال
لأ للأسف ظروف شغلي هي اللي جابتني هنا وبصراحة بشوف العجب.
حكت شروق جبينها بتردد واضح لمرأى عينيه وهذا ما جعله يبتسم ثم يقول بلهجة مريحة
رسمت ابتسامة فاترة على محياها ولكنها أردفت بصوت خاڤت
يعني التأخير دا طبيعي!!!
الطبيب وهو يقول بثبات
طبعا أصلا في حالتك إنت مش اسمه تأخير خالص لأنك مكملتيش سنة أعتقد إنهم شهور قليلة!!!
شروق بهدوء
أه
استيقظ نوح على رنين هاتفه الذي لا يهدأ وجميعها اتصالات من داخل المستشفى نهض وتجهز ثم قرر الذهاب إلى عمله قبل أن يحولوا المزرعة إلى مستشفى إن لم يأت تنهد وهو يغلق آخر زرار في سترته ثم نظر إلى صديقه النائم نظرة سريعة متمنيا له بعض من السلام والطمأنينة كي يخمد حريق قلبه الوله قليلا!
شرد في تفاصيلها الدقيقة والرقيقة في آن واحد لا يعرف ما الذي يكنه لها من مشاعر واضحة وصريحة!! هل هو يعاملها على أنها تلك الفتاة الصغيرة التي رآها لأول مرة