السبت 04 يناير 2025

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل الثامن عشر جزء الثاني بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

يعني على الاقل كان طبيعي يشك إن أنا خديجه! لكن هو من اول ما فتحتله بيعاملني على اني الخدامه ده حتى ما حاولش يسألني أنا مين!
ظهرت السخريه جليه على وجهه وارتفع جانب شفته العليا مستهزأ وهو يقول
_ ما يعرفكيش! حسن بيه عارف دبت النمله اللي بتحصل في حياتي يعني عارف كويس إن أنا ما جبتش خدم وإن ما كنتيش انت خدامه زي ما هو قال هتكوني مين!
اتسعت عيناها بعدم تصديق وهي تردد
_ ولما هو عارفني ليه ادعى انه فاكرني الخدامه
رفع منكبيه تزامنا مع تحريك رأسه لليمين وهو يردف
_ شوفي انت.
استغرق الامر ثواني قليله معها تفكر في سبب ادعائه الكاذب حتى اتى الجواب لعقلها لتقول فورا پصدمه
_ يعني هو كان عارف وقصد يقول عليا اني خدامه عشان يهني ويقلل مني! حب يوضحلي بطريقه غير مباشره ان حتى مظهري مايلقش إني اكون مرات ابنه..
وصمته كان خير تأكيد على ما توصل إليه عقلها قطبت ما بين حاجبيها بضيق وعدم فهم في الوقت ذاته وهي تسأله
_ ولما انت فهمت كده من الاول ليه ما تدخلتش يعني انت كنت سامع اهانتي ووقفت تتفرج! فهمني ما تدخلتش ليه!
نظرته الغامضة وهدوءه اثار استغربها تحرك الخطوتين الفاصلتين بينهما فاصبح قريبا منها تماما مرة اخرى واكتفى بجمله اكثر غموضا
_ شكلك نسيت اللي علمتهولك زمان بس ما فيش مشكله نعيد من الأول.
وهل عاد مراد القديم لعهده هل عاد يعاملها كطفله صغيره يشكلها على يده يزرع فيها قيم يراها صحيحة وربما هو فقط من يراها هكذا وقيم اخرى ينتزعها منها رغم صوابها
لم تفهم جملته التي زينها الغموض فسألته
_ يعني ايه مش فاهمه ايه اللي انت علمتهولي زمان ونسيته
اجابها وكأنه يأخذها لسنوات مضت يعيد تذكيرها بما كان يعلمها اياه قديما
_ علمتك انك ما تستنيش حد ياخد حقك علمتك ان مهما كان اللي يغلط فيك او يجي عليك حتى لو ابوك نفسه تاخدي حقك منه فازاي كنت عوزاني ارد وادافع عنك
تنفس بصوت مسموع ثم اكمل
_ مش هرد يا خديجة ومش هدافع ومش هاخدلك حقك عشان تتعلمي انت تاخديه.. يمكن بقولك اطمني لوجودي وطول ما انا موجود ما ينفعش تخافي بس ده مش معناه انك تلغي شخصيتك! وبعدين لو اتعودت إن أنا اللي ارد وادافع واخد حقك في اي وقت مش هكون موجود فيه مهما اتقال لك ومهما اتداس على كرامتك مش هتعرفي لا تردي ولا تاخدي حقك وده انا مش عاوزه... 
رغم إني بعد كده مليون في الميه هاخدلك حقك بس انا مش عاوز كده مش عاوزك تعتمدي عليا ولا على اي حد مش عاوز خديجه تكون شخصيه ضعيفه اللي رايح واللي جاي بيلطش فيها... عاوز الكل يعمل لها الف حساب عشانها هي شخصيا قبل ما يكون عشان كونها مراتي.
كيف لكلماته رغم حدتها أن تسعدها هكذا كيف تغللت لداخل اعماقها بهذا الشكل لتلمع عيناها ويرفرف قلبها وهي تستمتع بكلماته وأول ما خطړ على عقلها هو المقارنه بينه وبين معظم الازواج والذي من بينهم ابراهيم ابن عمها كيف ان الاخر يفعل كل ما يفعل ليهدم شخصيه زوجته وهو هنا يفعل كل ما يفعل ليحاول بنائها بالشكل الصحيح... الاخر يسعى جاهدا لمحو شخصيه زوجته بينما الواقف امامها على النقيض تماما فهو يحاول خلق افضل شخصيه منها وهذا ما جعلها ممتنه له ممتنه بالشكل الذي دفعها للوقوف امامه لا تنطق بحرف واحد تعقيبا على حديثه وانما فقط

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات