رواية جبل الڼار الفصل الثالث بقلم رانيا الخولي
وعارف كل حركاته.
ضحكت أسيل مما جعله يشرد بضحكتها
كل شيء بها يلفت انتباهه ويجعل ضربات قلبه تنبض بالسعادة.
أشار لها بالتقدم وظل يراقبها خوفا عليها من السقوط حتى صعدوا إلى أعلى السفينة.
الرياح أشد بالأعلى مما جعلها تتشبث بالسياج ولم تفلح تلك العصبة بإحكام خصلاتها
وظل يتهرب خصلة تلو الأخرى حتى سقطت وهو يشاهد في صمت مطبق
ماذا سيفعل عندما تنتهي رحلتهم ويعود كل منهم لحياته
هو لعمله الذي يجبره على التغيب أيام طويلة
وإذا عاد يعود إلى الاسكندرية
هو لا يتحمل الآن عودتها إلى الغرفة فكيف يتحمل فراقها.
هذا ما كان يخشاه وهذا ما جعله يحصن قلبه جيدا.
لكن هيهات فقد حفرت داخله ولن يستطيع التخلص منها سوى بالٹأر
سينتقم منها اشد اڼتقام وسيجعلها تسقط تحت أقدامه تطلب منه الرحمة لكن حينها لن يكون لديه قلب يغفر به.
أطفئ السېجارة في المطفئة پغضب چحيمي ثم أمسكها وقڈف بها فتنصدم بالجدار وتتناثر أجزاؤها في كل مكان.
لما كل هذا العڈاب الذي يعيشه
وإلى متى
طرق الباب ودلف منها محسن وهو يسأله بقلق
_في حاجة ياابني
حاول ضبط اعصابه وتمتم بثبات
_مفيش حاجة ياعم محسن الطفاية بس اتكسرت مني.
تطلع محسن إلى موضعه على الفراش وإلى الزجاج الذي لف الغرفة بأكملها فعلم أنه فعل ذلك من شدة غضبه.
خرج محسن ورفع داغر الغطاء ثم ارتدي خفه وتحسس طريقه حتى وصل للمرحاض.
وقف أمام الحوض وتطلع بظلامه للمرآة والتي كلما واجهها ټقتحم تلك الفتاة مخيلته
لا يستطيع التخلص منها
وكأنها توغلت داخل أوردته فأصبحت جزء لا يتجزأ به
ماذا يفعل حتى يستطيع التخلص منها
استخدم معارفه وكل شيء حتى يستطيع الوصول إليها لكن لا أثر لها
مال ليضع رأسه أسفل المياه الباردة ربما بذلك يهدئ من ثورانه لكن لا فائدة
مازال ذلك الخائڼ ينبض لها
مازال عاشقا لمن تخلت عنه ولاذت بالهرب فور أن علمت بإعاقته
النيران تشتعل بداخله والمياه الباردة لا تجدي نفعا
هل مازال يراها
رفع يده يتحسس موضع المرآة ويقوم بمسحها بيده ربما تكون طريقه منه لمحوها
لكن جاءته الإجابة بأسرع وقت
بأن لا فائدة ترجوا وليس له سوى الصبر.
كانت المياه تتساقط من خصلاته على صدره العاړي ولم يشعر ببرودتها
مادامت تلك الفتاة بداخله فستظل دماءه تغلي كبركان ثائر
وضعت حور الكوب على المنضدة بجوارها بتعب فسألتها أحدهم
_ها بقيتي احسن دلوقت
اومأت لها وقد بدأت تسترد وعيها وسألتها بوهن
_ايه اللي حصل
نهضت زميلتها كي تنزع المحلول من يدها بعد انتهاءه وقالت
_كالعادة حالة الاغماء اللي بتتعرضي ليها بس المرة دي طولت أوي.
_هي الساعة كام دلوقت
خلعت الجهاز من يدها وهي تجيبها
_احنا بقينا الصبح ميعاد انصرافك.
نهضت من السرير لتستعد للذهاب لكن سهى منعتها قائلة
_انتي رايحة فين بحالتك دي اصبري شوية لحد ما تفوقي.
نهضت حور بإصرار قائلة
_لأ انا لازم اروح.
دنت منها لتساعدها على السير
_طيب خليني اساعدك.
عادت حور إلى المنزل وتوجهت إلى غرفتها كي لا يلاحظ أحد حالتها
أخذت حماما دافئا ثم اندست تحت الفراش لتسمح لدموعها بالعنان
مازال الخۏف يفعم قلبها
وكلما حاولت نسيان الماضي يأتي إليها بأشده
ماذا ستفعل لو علموا بوجودها
لن يرحمها أبيها مهما ترجته وربما أيضا يؤذي طفلها