الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية جبل الڼار الفصل الثالث بقلم رانيا الخولي

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

إن علم بوجوده.
بعد مرور وقت طرق الباب ودلفت أمينة التي تفاجئت بمجيئها
_حور انتي رجعتي امتي انا قلقت عليكي وقلت ايه اللي اخرك.
مسحت دموعها مسرعة واعتدلت في فراشها قائلة
_اصلي جيت بدري النهاردة وطلعت أوضتي على طول قلت بلاش اقلقكم.
اومأت لها بتفاهم 
_طيب لسة مصرة تفضلي لوحدك حازم تحت وعايزك تقضي اليوم معاهم.
_معلش سيبوني على راحتي.
تنهدت أمينة بيأس منها
_خلاص براحتك بس انا هاخد إياد معايا ومټخافيش محدش هياخد باله منه.
تركتها أمينة وخرجت من الغرفة فوجدت حازم واقفا على احر من الجمر
تنهدت بيأس من ابنها الذي مازال ينتظر أملا زائفا ويترك زوجته التي تفعل كل ما بوسعها لاسعاده
دنت منه وهي تقول بروية
_يلا نمشي احنا عشان هي جاية تعبانة ومش هتقدر تيجي معانا.
سألها بلهفة
_ليه مالها
_مفيش هي بس عايزة تنام لأنها منمتش امبارح كويس.
اومأ لها وحمل إياد وخرج مع والدته وذهب بهم لمنزله
كانت هايدي سعيدة بوجوده معهم بمعزة صافية واهتمت به طوال مكوثه معهم 
دلف حازم المطبخ مقبلا وجنتها وقال 
_تحبي أساعدك
ابتسمت هايدي وقالت
_اه ياحبيبي حط الأطباق على السفرة وخلاص.
قام بمساعدتها وهو ما يفعله دائما في يوم أجازته يساعدها في كل شيء فهي تعمل طبيبة مثله ولا تسمح بأن يأتي احد لمساعدتها لذا هو يساعدها كما تساعده هي في كل شيء.
تعلم جيدا بأنه يفعل ذلك لشعوره بالخېانة تجاهها وكأنه بتلك الطريقة يكفر عن ذنبه بحقها ولا يعرف أنها لا تريد سوى قلبه 
كانت أمينة تنظر إليهم برضا وتمنت أن ينزع الله حب حور من قلبه لأجل زوجته التي لا تفعل شيء سوى اسعاده.
قد تكون مبالغة في اهتمامها به حتى عندما تسمح له بمساعدتها تسمح له فقط بالاشياء البسيطة وهذا يعد خطأ كبير من وجهة نظرها.
عليه أن تشعره بالفقد كي يشعر باحتياجه لها لكنه الآن ينعم بذلك الإهتمام ولا يشعر بالنقص.
جلسوا جميعا على طاولة الطعام والتوأم يتسابقون على إطعام إياد والذي كان بدوره سعيد بوجوده معهم.
تطلعت هايدي إلى إياد بحب وقالت
_كل ما اشوف إياد أحن للأطفال.
تطلعت لحازم الذي يتناول طعامه دون انتباه لها وسألته
_ايه رأيك ياحازم لو نجيب بيبي تاني
انتبه حازم لكلمتها الأخيرة فتطلع إليها بامتعاض قائلا 
_انا قلت إن العڈاب اللي شوفتيه مع عمر وعلي هيخليكي تنسي الموضوع ده خالص.
_لأ طبعا انت عارف انا بحب الأطفال اد ايه وبعدين ده تخصصي.
ترك الملعقة من يده ورد بعدم اهتمام وهو ينهض من مقعده
_خليها لما الولاد يدخلوا المدرسة.
تركها دالفا المرحاض فتطلعت في أثره بنظرة يملؤها العتاب 
ربتت امينة على يدها وقالت بحنان
_هو اكيد خاېف عليكي عارف إنك مضغوطة في البيت والمستشفى.
اخفت هايدي تلك الغصة بداخلها وقالت بابتسامة زائفة
_أكيد.
نهضت لتحمل الأطباق وتضعها في المطبخ
أما أمينة فدلفت غرفة المكتب خلف ابنها وقالت باحتدام
_وبعدين معاك ياحازم انت هتفضل كاسر بخاطرها لحد أمتى.
عقد حاجبيه باندهاش وهو يجلس خلف مكتبه 
_أنا ياأمي ليه هعمل ايه اكتر من اللي بعمله
جلست أمينة على المقعد قبالته وقالت بحيادية
_انا عارفة إنك مقصرتش معها في حاجة بس أحيانا ردك عليها پيجرحها هي نفسها تخلف تاني ليه بقا بترفض بقلة الذوق دي.
تنهد بتعب وعاد بظهره للوراء
_مينفعش دلوقت على الأقل وقلت الكلام ده اكتر من مرة.
_ليه
تهرب حازم برتابة
_ياستي انا مش عايز حاجة تشغلها عن على وعمر هما برضه لسة مكملوش خمس سنين.
_بس هي نفسها في
قاطعها حازم بحزم
_ماما خلاص خلينا نقفل على الموضوع ده.
كانت تود أن تواجهه بحقيقة رفضه لكنها فضلت الصمت تحسبا لوجود زوجته.
استيقظت حور اثر تلك اللمسات الناعمة التي تداعب وجهها
فتحت عينيها بتثاقل فيقع بصرها عليه
وتقابل عينيها الصافية بعينيه التي تنثر سحرها على كل من يراها
ذلك الحبيب الذي استوطن قلبها دون أي مجابهة كي تحرر قلبها من استيطانه
لاح العتاب بعينيها وكأنه أبلغ من الكلام 
عاتبت عشقه الذي خدعها به
وقلبه الذي أضعف قلبها بهوى الروح
وعيونه آااااه من تلك العيون التي تأسر بسحرها الأبصار فتجعلها خاضعة لها كي لا ترى غيرها.
وقد كان له ما أراد وجعلها رغم قسوته إلا إن قلبها مازال ينبض له كلما تذكرت أوقاتهم معا
مازالت تعشقه ومازال الحب مستوطن اوردتها يسير بدمائها 
رفعت يدها تتحسس تلك العينين لكن انتهى كل شيء فور عودتها لواقعها المرير 
فتجد نفسها وحيدة منبوذة ملقبة بالخاطية من أهلها
نهضت تهرب من ذكرياتها والتي زادت تلك الأيام ولا تعرف لما.
فضلت العمل بالليل كي تعود في الصباح منهكة وتلوذ بالفرار للنوم لكن لم يفلح شيء معها
رن هاتفها ولم يكن سوى مدير المستشفى التي تعمل بها
لابد أنه غاضب منها لتركها المشفى دون أن تخبره.
ردت عليه فتجده يبدأ هو
_أيوة ياحور انتي فين بعتلك تاني قالوا انك تعبتي وروحتي البيت.
اعتدلت حور في الفراش وتمتمت 
_انا تعبت شوية ومقدرتش آجي لما لقيت بابا في المستشفى هو كان في حاجة.
رد عاصم بعدم اكتراث
_ مفيش هو كان عازم نفسه عندي على العشا وشكل مراته كان عندها برد في معدتها فحبت تدلع شوية لكن متقلقيش انا كنت مأمن كل حاجة وعشان كدة طلبت من الممرضة انها تبعتك المكتب اللي فوق المهم أول ما توصلي تجيني المكتب عشان عايزك ضروري.
اغلقت الهاتف ووضعته على المنضدة 
ثم خرجت من الغرفة فتجد المكان معتم
يبدو انهم لم يعودوا بعد.
أضاءت الانوار ودلفت المطبخ كي تحضر طعامها لكنها لم تشعر بالجوع لذا قررت الذهاب للمشفى 
قامت بتبديل ملابسها وذهبت إليها متجهة إلى مكتب المدير كما طلب منها
سمح لها بالولوج بعد ان طرقت الباب ودخلت ليشير لها بالجلوس على المقعد 
_تعالي ياحور أقعدي.
جلست قبالته وهي تسأله
_خير يا دكتور.
_شوفي ياستي واحد صاحبي ابنه عمل حاډث وللأسف أصبح كفيف وهو بيضطر يسافر القاهرة كتير عشان شغله ومحتاج ممرضة تكون جانبه.
رمشت بعينيها مرات متتالية وتمتمت 
_بس انت عارف اني مقدرش اسيب ابني وخصوصا..
قاطعها بإصرار
_ابنك انتي سيباه مع دادة أمينة يعني مفيش قلق عليه وبعدين ده صديق عمري ومش عايز ابعتله اي واحدة وخلاص وانتي برضه عارفة معزتك عندي اد ايه وعشان كدة اختارتك انتي ومټخافيش
المكان بعيد ومحدش فيه هيعرفك.
لم تجد حل آخر بعد ان رأت والدها في المشفى لذلك وافقت مجبرة كي تبتعد عن المنطقة قليلا 
تابع عاصم حديثه
_هو اسمه خليل الحسيني وعايش هنا في اسكندرية في . لمدة شهرين وهيرجع تاني أمريكا عشان يعمل العملية الأخيرة.
رددت حور الاسم لتمر لحظات قبل أن تستوعب الموقف و..

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات