رواية جبل الڼار الفصل الثالث بقلم رانيا الخولي
تدخينه
_انا بدخن على البحر وبرمي السېجارة فيه مش شايف أي مشكلة.
انفعل من رده وقال باحتدام
_لو مرمتش السېجارة دلوقت هخلي الأمن يدخلوك اوضتك بالإجبار.
تطلع إليهم الرجل بحنق ثم ألقى السېجارة وابتعد عنهم.
تطلع إليها وسألها باهتمام
_بقيتي أحسن
اومأت بامتنان
_اه احسن.
_تحبي نقعد
هزت راسها بنفي وعادت تنظر للبحر
تطلع إلى شعرها الذي قيدته بعصبة فلم يعد حرا مسترسلا حول وجهها كما رآه أول مرة
وكم أراد في تلك اللحظة أن يجذبها ويحرر أسره كي يتناغم مع ذلك الهواء الطلق لكنه احجم رغبته كي لا يخيفها منه
_تعرفي اني لحد دلوقت معرفش اسمك
تهربت عينيها منه بخجل ثم تمتمت بخفوت
_أسيل.
استعذب نطق اسمها عندما ردده بينه وبين نفسه ثم قال بثبوت
_كابتن داغر عايزينك ضروري.
اغمض داغر عينيه بضيق ثم نظر إليها باعتذار.
_أسف.
نظرت إليه بدهشة
_على ايه ده شغلك.
قال باقتراح
_طيب ايه رأيك نتعشى مع بعض النهاردة
ظهر الرفض واضحا دون قوله لكنه لم يقبل و قال بإصرار
_وافقي ومش هتندمي المطعم اللي فوق بيبقى حكاية بالليل.
رغم أن عقلها رفض ذلك إلا أنها أحبت أن تودع حريتها على الباخرة قبل عودتها إلى المنزل
_خلاص هستناكي في المطعم أوعي متجبش.
تركها ورحل دالفا غرفة القيادة فوجد المساعد يقول بقلق
_جالنا بلاغ إن في عاصفة هتقوم الليلة وهنضطر نوقف الباخرة لحد ما تمر.
تطلع داغر إلى مؤشرات الرياح فلاحت ابتسامة على محياه ثم قال آمرا
_خليهم ينزلوا المراسي.
اومأ له المساعد وتركه كي ينفذ مهمته
أعلن للركاب أن السفينة ستتوقف هذه الليلة بسبب هبوب رياح خفيفة.
مفيش داعي للقلق
العشاء هيكون في اوضكم وياريت محدش يخرج على السطح نهائي.
بدأ الجميع ينسحب بهدوء إلى غرفهم إلا منها
أرادت أن ترى تجمع السحب الهائل في ذلك الجو البارد
تشعر ببرودة شديدة لكنها رفضت ان تدلف غرفتها كي ترتدي معطف يحميها من البرودة شعرت بالخۏف لربما أحد يمنعها من الخروج مرة أخرى.
انتبهت فجأة لمن يقف خلفها ويضع معطفه على أكتافها ولم يكن سواه
التفتت إليه فوجدته يتطلع إليها بعينيه الرمادية والتي لم ترى في جاذبيتها من قبل
ربما لأنها كانت تبتعد عن الچنس الآخر عامة مخافة من أبيها لكن ذلك استطاع ان يلفت انتباهها بكل سهولة ويسر
_ميرسي.
اومأ لها بابتسامته الساحرة مما جعلها تهرب مسرعة وصوته الأجش يقول
_كنت عارف إني هلاقيكي هنا كنت هتعب اوي لو ملقتكيش.
قطبت جبينها بدهشة وسألته
_ليه
اسند مرفقيه على السياج ناظرا إلى الغيوم بالأعلى وقال بثبوت
_كنت هدور في كشف المسافرين عن واحدة اسمها أسيل واعرف رقم اوضتها عشان تعيش معايا الجو ده.
بدأت السفينة تتراقص مع الامواج وعينيها هي تتهرب منه
مما اعطى له فرصة للتأمل في ملامحها
تلك الحورية التي خرجت له من المياه لتنثر سحرها على ذلك القلب الصلب والذي أحاط إياه بسياج من حديد كي لا تستطيع امرأة خرقه
تلك الصلابة لانت عند نظرة واحدة منها
لم يصل لمرحلة العشق لكن ما يعرفه بأنه وضع قدمه على أولى درجاته.
ساد الصمت بينهم وكأن لا أحد منهم يريد اختراقه أو ربما ينتظر كل منهما أن يبدأ الآخر
وكان هو من اخترق صمتهم قائلا
_تحبي نطلع فوق.
شعرت بالقلق لأول مرة عندما جاءت موجة عالية حركت السفينة فقالت بقلق
_مفيش خطړ
_هو لو فيه خطړ هطلبه منك ليه وبعدين عيبة في حقي أوي أنا بقالي سنييين طويلة في البحر