الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية عقاپ إبن البادية الفصل الثاني والستون والثالث والستون والرابع والستون بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

٦٢٦٣٦٤
٦٢
ردت معزوزه على رجوه بعصبية
رجوه لا تتهبلين وإذا شايفه الكل مرتاح ارتاحي مثلهم أنا وغلاة رابح مااعرف شي بس متلي متلك من راحتهم مرتاحه ومطمنه وأكيد عقاپ بخير وكاتمين الخبر لسبب هم أدرى به. 
بس انا أولى الناس بمعرفة هيك شي يامعزوزه انا من بعد أمه اجي بالأهمية ليش هو يآمن الكل على سره وعندي انا يروح الآمان ليش للحين ماعرف غلاه عندي وأني افرط بروحي ولا افرط بسر سرني بيه وأمني

للحين عقاپ ماعرف هو إيش عند رجوه وكيف ناويه تصونه طيب يجربني ويشوف وبعدها يسوي اليريحه. 
صمتت معزوزه وهي تواجه نوبة الم جديدة من النوبات التي بدأت تداهمها منذ عشية الأمس على فترات متباعدة فلاحظت رجوه وسألتها پخوف
إيش فيك يامعزوزه ولاده ولا ألم ماله علاقة بالولادة 
ماادري يارجوه بس هو ألم جديد مامر علي من قبل من البارحه يجي ويروح بس ماأحس إني ولاده!
هي إسمها تقاطيع وجيج سمعت أمي تقول كان يجرالها هيك وقت كانت حبله بهلهولها كانت تقول البطن تستعد لطرد الوليد بالوجيج. 
أي وحتي خالتي جنديه قالت هيك لما فحصتني من شوي.
أبشري تجيبين ماتجيبين انا جنبك مااتركك.. ووقت يطل الوليد براسه اقول وااااك الم لك كل نساء القبيلة تسحب. 
صمتت رجوه وهي تراقب معزوزه وفي هذه الأثناء سمعوا هلاهل آتية من بعيد فنظرت رجوه لمعزوزه بتساؤل فقالت لها معزوزه
هاد عرس خوله وسعود اليوم عرسهم. 
عرس بالقبيلة ورجلي غايب مافي عنه خبر يوم اغبر عليهم وعلى عرسهم والله لأخليه صخام فوق روس الكل. 
انهت جملتها وغادرت الخيمة متوعدة ومشت حتي بلغت خيمة خوله ودخلت الخيمة دون إستئذان وكانت خوله جالسة وبعض نساء القبيلة ملتفات حولها يلبسنها الحلي ويخططون وجهها بالكحل والحمرة فتوقفوا مع دخول رجوه التي صاحت بهم
من منكم الهلهلت وماإستحت وهي تعرف راجلي مفقود ومافي عنه خبر 
ردت عليها خوله بنديه
أنا الهلهلت وهاد عرسي واسوي الأريده وغياب راجلك تروحي تشقي به مع روحك بعيد عني هي الخيمة مايخشها غير الجاي يفرح لي ومعي واللايم يغرب عن وجهنا راجلك مفقود وانا هلهلت وتزوجت وقت ينفقد راجلي هلهلي وسوى فرح طنان. وهاك هلهوله لجل دخلتك علي كللللللللوش.
تلفتت رجوه حولها فأتتها صالحه مهروله وأمسكت ذراعها وقالت لها متوسلة
اتركيها اليوم عروس ماتكسري بفرحتها وحقك عندي ومنك ومن الجميع السماح أدري اننا غالطين ووجهنا صاير تراب منكم بس والله كل شي تم بشور الشيخه عوالي والشيخ قصير وهم الجهزوا ولو ماكانوا رايدينهم يعرسوا ماكانوا ساعدوهم.
أخذت رجوه نفس عميق وزفرته وها هي أمام دليل آخر بأن عقاپ بخير فلو لم يكن كذلك ماسمحت عمتها عوالي وابيها بأي إحتفال من أي نوع في القبيلة ومع ذلك لم يهدأ ۏجعها فشعور النبذ والتجاهل شعور مقيت لا يحتمل.
غادرت الخيمة وهي تجر اقدامها في الرمال جرا وتشعر بالخذلان وذهبت عند الاغنام
تلك الكائنات التي لا تعرف من الدنيا إلا الأكل والنوم والتناسل لا صراعات ولا احقاد ولا قلوب تعشق دون امل ولا شكوى من اي نوع فاخذتهم وذهبت بهم للوادي هربا من كل شيء بعد ان أرسلت مسك لمعزوزه تحل محلها لحين عودتها.
مرت الساعات وعادت رجوه عند حلول الليل وحبست الأغنام في مكانهم وعادت لمعزوزه التي إشتد عليها الألم ودخلت فى الولادة بالفعل ووجدت رابح يحوم حول الخيمة پخوف وتوتر وكأنه هو الذي يلد وأعلن حالة التأهب في كل القبيلة وأتي لمعزوزه بكل النساء كي يساعدنها فى الولادة ظنا منه بأن كثرتهم تغير من الوضع شيء.
ساعتين قضاهم وهو ېنزف حمما وليس عرقا من شدة إشتعال جسده دعا بكل آية تذكرها ونذر الذبائح وإطعام القاصي والداني إن نجاها الله هي وإبنه وقر عينه بهما.
وكم رفرف قلبه وهو يستمع لذلك المزعج الصغير وهو يعلن عن قدومه للقبيلة پبكاء متواصل ضحك ودمعت عيناه وإستدار حتى لا يراه سالم ويتهمه بالضعف ولا يعلم ان سالم بالفعل رأي ضعفه وفرحته وتمنى مثلها لنفسه.. أما رجوه فكانت أول من حمل الطفل وخرجت به من الخيمة وذهبت به لرابح الذي مد لها يديه قبل أن تصله بمسافة وهو يضحك 
وحين وقفت أمامه ضمت الولد لصدرها وقالت لرابح ممازحة
اريد الحلوان قبل لا يدك تطاله.
تطاله.. يعني وليد! ذكر يارجوه
اي وليد متل البدر بتمامه إذا تريد تشوف يشبه من انت ولا اختي يدك على شدة قروش.
يبه الروح تهون لجل وليدي هاك الشدة واعطيني صقري أضمه لقلبي.
اخذت رجوه النقود واعطت الولد لرابح ووقفت تشاهده مبتسمة وهو يشمه ويكبر بأذنيه ويكاد يأكله بعيونه التي تلمع فرحا.
أما سالم فكان يتبسم ولكن لسبب آخر تبسم منذ ان خرجت من الخيمة حاملة للطفل رأها وهي تقترب وشعر بأنها كبرت حتى أصبحت الأمومة تليق بها 
كم حلم بهذا المشهد وكم تمناه كم رأها فى خياله تحمل طفلهم وتتهادى به نحوه وعلى قدر جمال الأحلام والأمنيات كانت الحقيقة أجمل وهو يراها بأم عينيه.
إنتهت النساء من تنظيف معزوزه وخيمتها وتركوها لتنعم بقسط من الراحة فدلف رابح من باب الخيمة وهو يحمل طفلهم وجلس بجوارها وقد تبخرت الكلمات فى جوفه ولم يخرج منه سوى
الف الحمد لله على سلامتكم يانبض قلبي الف الحمد لله على ماوهب وأعطى سمي وخذي صقر ياأم صقر واعطيه من حنانك.
إعتدلت معزوزه وأخذت الولد من يده ونظرت له للمرة الأولى فقد إختطفته رجوه وفرت به قبل حتى أن تراه! 
سمت وصلت واخذت تمسد باصابعها على خده الناعم ثم بدأت فى إرضاعه إمام رابح الذي كان يشاهد أجمل شيء رأته عينه على مدار سنوات عمره.
اما رجوه فنظرت لسالم وأستغلت تبسمه وصفوه الغريب وسالته برجاء
سويلم ياسالم ياسلومتي اللي أحبه وادري به مايردني من على اعتابه خايبة سؤال.. قولي ياخوي عقاپ عايش وانتوا تعرفون طريقه صح قولي ولك كلمتي..التقوله يندفن تحت الرمال ماحد يدرى به بس طمني.
فاق سالم من شروده وانتفض قلبه وهي تدلله فى البداية ثم هدأ وعاد لوعيه وهو يكتشف سبب الدلال فأجابها ببرود
انا عن نفسي مااعرف شي وإذا عايش ليش ندس عنك انت وغيرك والكل لزوم يعرف إذا عرفنا عنه شي.
تريد تفهمني إن هاد حزنك على عقاپ ياسالم تاكل وتشرب وتروح وترد ولا كأنه مفقود
تريد تفهمني إن هاد حزن امه وابوه عليه وبوي وعمتي ورابح والكل ياااخ إنت وقت كان ېموت منك صخل كنت تحزن عليه اكثر من حزنك الحين على رفيق عمرك!
رجوه انت ايش تريدين
اريد اسمع منك إن عقاپ بعده حي.
وانا مااقول شي مامتأكد منه ومن رخصتج سوي مجال خليني أمر وراي واااجد أشغال.
إيش وراك اشغال بهاليل ياسالم قول انك تريد تهروب من سؤالي وماتجاوب.
وراي ولا مو وراي شي مايخصك أما إذا عالهروب فمو سالم اليهرب من سؤال ولا من جواب تحركي اريد اروح اقف مع سعود بعرسه الوليد وحيد وماعنده اخو يقف معه.
أي روح اعراس وادبك وارقص لحتي تطيح من التعب وتعال قولي إنك ماتعرف شي عن عقاپ يالكذاب.
زيحي شوي زيحي خليتي

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات