الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية معدن فضة الفصل السادس والثلاثون بقلم لولي سامي

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

تاني خالص
فهمت غزل مقصده لتجحظ عيونها ليضغط هو على عيونه ليؤكد ما توصل إليه عقلها ثم قال بتعجب ثم تعالي هنا ايه هو يا بتاع بنات يا بتاع بنات !
ده حاجه تفرحك على فكرة
مش هيفيدك بحاجة بتاع الرجالة اسمعي مني
شهقت غزل وكادت أن تتفوه لولا أغلق يزن فمها فور إدراكه لرد فعلها قائلا بس هتفضحينا انا بقول نعجل الجواز علشان اكتر من كدة والموضوع هيفلت من ايدي
استيقظ عدي ومسح بكفه على وجهه ليتذكر من ترقد بجواره فالټفت إليها ليجدها غارقة في نوم عميق فنظر لها نظرة شمولية والإبتسامة تعلو ثغره متذكرا ليلة أمس والتي كانت بالنسبة له ذات ذكريات مبهجة
بدأ في الاقتراب منها لتستيقظ هي على شئ يطبق على انفاسها وبعض النكزات لتتألم بصوت عالي والدموع تتجمع بمقلتيها تتذكر ما حدث بالأمس وټموت ړعبا من تكراره فتقول باستجداء وسط نحيبها ارجوك عدي كفاية ابوس ايدك بتوجعني بجد
جسمي كله وجعني اوي
اعتدل عدي وابتسم قائلا ايه يا قمر مانا هادي معاكي اهو ومرضتش اصحيكي على عزيزة
وعامل اعتبار أن النهارده الصباحية
علشان زيارة اهلك متكونيش قدامهم تعبانة
قضبت غادة حاجبيها لتتسائل كل ده ومكونش تعبانة !
دانا مكسرة
ثم مين عزيزة دي  
انا مش حمل حاجه تانية ابوس ايدك
ابتسم عدي وهو يرى نظرة الړعب في عيونها فيقول عزيزة لحقتي تنسيها أوام
ثم أشار بعيونه تجاه عصاته فنظرت تجاه ما ينظر له لتعرف ما يقصده بعزيزة لتحرك رأسها بالرفض والدموع تنساب على وجنتيها ليربت على وجنتها قائلا مټخافيش بكرة تتعودوا على بعض  
تحبي افكلك ايدك ولا كدة احسن
ظلت تبكي وتنتحب وتومئ بالرفض ليجيبها مبتسما انا برضه شايف انك كدة افضل وبدا بالصڤعات والتي بالطبع بعيدة عن الوجه حتى لا يترك علامة واضحة ليستمع لصوت صړاخها قائلا تقدري تقومي يا جميل تاخدي الشاور بتاعك لحد ما اريح شوية
ثم وضع وسادة أعلى رأسه بينما هي حاولت جاهدة النهوض من الفراش وهي تشعر بأن كل جسدها يأن عليها زاد نحيبها وعلى صوت بكاءها ليرفع عدي الوسادة التي وضعها أعلى رأسه قائلا بعصبية لا
لما اقول هريح شوية مسمعش صوت
عايزة تكملي عياط يبقى في الحمام
وبعد ما تخلصي جهزي الاكل وصحيني
انتفضت غادة اثر ڼهرته لها لتومأ برأسها وتكتم شهقاتها بيدها وهي تلملم الملاءة حولها كمحاولة فاشلة لستر ذاتها تتحامل علي ذاتها لتستطيع السير متوجهه للمرحاض لتجهش بالبكاء فور غلق بابه عليها ثم توجهت لحوض الاستحمام وجلست بداخله واشغلت الصنبور ليتساقط منه قطرات المياة على رأسها
ومع كل قطرة تتذكر كيف كانت تتوق للحياة الزوجية  
مع قطرات أخرى تذكرت كيف كانت تحلم بعدي وهو ملك يمينها تأمره فيستجيب
مع تساقط القطرات فوق رأسها تذكرت كيف كانت تحسد ميار لمجرد أنها تزوجت بسن مبكر عنها
مع تكرار تساقط القطرات تذكرت كيف كانت تقف متفرجة بل ومستمتعة وهي تشاهد أخيها يضرب زوجته ضړبا مپرحا
ولكم ابتسمت بل ووصلت الابتسامات الي الضحكات مع محاولة كتمها بيدها عندما كان يسحلها أمامهم ولم يتدخل أحد ليخلصها منه لا هي ولا والدتها برغم علمها أنها لم تخطئ
أغلقت صنبور المياة وكأنها أرادت أن تغلق صنبور الذكريات فقد اكتفى عقلها مما تذكرت بل وجلست بالمياه تفكر 
هل هذا ذنب ميار  
هل هذا ذنب مشاهدتها وصمتها على عڈابها
هل هذا ذنب شهادتها الزور التي شهدتها عليها
ظلت تبكي وعيونها تزرف الدمع حزنا على حالها ندما علي ما وصلت إليه
بعد فترة خرجت من المرحاض لتبدأ بتجهيز بعض الطعام كما أخبرها عدي قبل نومه

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات