رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل السابع عشر بقلم ناهد خالد
عن الوقوف أمامها ومحادثتها وسماع صوتها! انه هالك لا محالة!
_ مراد باشا انا محتاج افهم انت بتعمل ايه
رددها طارق الذي خرج من غرفة المكتب للتو ليزجره مراد بنظرة حادة منه وهو يجيبه
_ تعرف تروح تقعد على مكتبك وتسكت.
رفع حاجبيه بدهشة وهو يردد بعدم تصديق
_ مكتب ايه وايه الحكاية! نويت تتوب يعني وتغير نشاطك لشغل في مطعم وحتى لو انا مال أمي ساحلني مع حضرتك ليه
_ وايه لازمة حضرتك بعدين عندك اعتراض ولا حاجة
ابتلع ريقه بارتباك طفيف من نبرة الأخير المحذرة ليهتف بضيق خفي
_ ياباشا مش قصدي انا كل الحكاية عاوز افهم عشان اعرف امثل الدور صح.
زفر بنزق قبل أن يشير بأصبعه لغرفة المكتب وهو يردد
هز رأسه بيأس واستسلام وقال
_ تمام الي تشوفه.
تحرك للدلوف لتلك الغرفة لكنه توقف على قول مراد بتذكير
_ متنساش انا هنا شغال في المطعم.
التف له بغيظ من عدم فهمه لكل ما يحدث وقال من بين أسنانه
ابتسم له مراد باقتضاب مستفز قبل أن يتجه للمطبخ الملحق بالمطعم.
ضړب طارق كفا بالآخر وهو يغمغم بنزق
_ يارب ارحمني من الجنان ده.
_ السلام عليكم.
انتبه لصوت فتاة رقيق يلقي السلام ليلتفت لها فوجد فتاة ذات جمال بسيط ترتدي ثياب سوداء حالكة جميعها حتى حجابها الذين زين وجهها تنحنح في وقفته وهو يجيبها بهدوء
_ عليكم السلام.
_ هو استاذ مسعد جوه
سألها بعدم فهم
_ استاذ مسعد مين!
_ صاحب المطعم اصل انا عاوزاه في حاجة.
ذم شفتيه بأسف وهو يخبرها
_ للأسف هو ساب المطعم باعه يعني وانا اشتريته.
وفي لحظة احتل الحزن قسمات وجهها وهي تدرك أن فرصتها في الحصول على العمل قد ذهبت في مهب الريح فاخفضت وجهها قليلا باعين ملتمعة بالدموع وبنبرة بائسة رددت
قطب حاجبيه مستغربا رد فعلها ليسألها بفضول
_ كنت عوزاة في ايه يمكن اساعدك.
نفت برأسها وهي تقول بيأس بعدما تحكمت في دموعها بصعوبة
_ لا خلاص كنت قيلالة على شغل هنا بس يظهر مفيش نصيب.
تبا انها هي! هذا ما ردده في عقله سريعا بأعين متسعة حين قالت جملتها اخبره مراد ان فتاة ما ستأتي بعد قليل لطلب العمل وعليه أن يوافق فقط تحدث سريعا ما إن أبصرها تستدير ذاهبة
توقفت والټفت له بوجه محبط ليكمل
_ مش يمكن محتاجين حد يشتغل.
رددت بما أتى في عقلها وهي تقول
_ اكيد جايبين عمالكوا معاكوا.
نفى برأسه مبتسما بهدوء
_لا خالص بالعكس محتاجين فعلا ناس مش شايفة المطعم فاضي ازاي.. اينعم هم زمنهم جايين فعلا بس برضو عندنا عجز.
ابتهجت ملامحها في الحال ورددت بلهفة
_ بجد
اومئ برأسه بتأكيد وأشار لها على باب مكتبه وهو يدعوها للدلوف بلباقة.
اتته رسالة من مينا المراقب لها بأنها دلفت المطعم بالفعل ومن حينها وقلبه لم يهدأ ولا جسده! يلف في محيط المطبخ الواسع بلا هوادة يفكر فقط في كيفية التحكم في مشاعره حين يراها حرص ألا يسمع صوتها قبل أن يراها فلزم مكانه في المطبخ يهيئ ذاته لاللقاء.
انهى المقابلة الشخصية معها وهو يسألها بلطف
_ بتفهمي في ايه بقى
اجابته بحماس
_ ممكن اغسل مواعين