الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل السابع عشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

بشكل أفزعها وهو يقول
_ يلعن كلام الناس مش عاوز اسمع الجملة دي تاني انت سامعة اقولك انا هسيبلك البيت ده اشبعي بيه وخلي الناس الي خاېفة من كلامهم ييجوا يونسوك.
أفزعها صراخه عليها وأدهشتها قسوته وطريقته الفظة معها هل راعى حتى أنه يحدث والدته في انفعاله أو الفاظه البذيئة التي أطلقها لا لم يراعي أي شيء وهي ستضع حجرا على قلبها ولن تمرر فعلته هل قرر الرحيل إذا فليرحل لن تترجاه ولن تستميله ليبقى.
وبالفعل حين خرج بعد فترة يجر حقيبة كبيرة خلفه شعرت أن الحقيبة تجر فوق قلبها وليس فوق الأرضية الصلبة ولكنها أبت أن تتراجع عن قرارها فخرجت الكلمات من فاهها بقسۏة ما تشعر به وهي تصرخ بهياج
_ في ستين داهية لما تعرف ازاي تكلم أمك وتعاملها كويس ابقى ارجع ابوك كان عنده حق كان دايما يقولي عملنا ايه وحش في حياتنا عشان ربنا يبلينا بابن زيك يطلع عينا ويوجع قلبنا.. كنت بقوله متقولش كده ده شاب طايش زي باقي الشباب وبكره يعقل بس دلوقتي بس عرفت انه عنده حق.
ومع آخر كلماتها كان يختفي من أمامها بعدما خرج من باب الشقة كأنه لم يسمعها ولكن الحقيقة أنه سمعها بوضوح.. بوضوح لدرجة أنه كره سماع صوتها بعدها هل باتت نسخة من أبيه بئسا لتغير الحال هل هذه من كانت تدافع عنه الآن باتت هي الأخرى تراه ابتلاء! حسنا إن كان ابتلاء فسيبتعد كي يزيله عنها.. للأبد..
قسى وقسى قلبه عليها ونسى قول الله تعالى
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ۚ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما
عادت من ذكرياتها الأليمة على صوت حفيدتها ينبهها لتسرد لها ذكرى آخر لقاء بينها وبينه وانتهت لتبدأ في سرد ملامسات المشهد الخفية
_ مكنتش متخيلة انه هيغيب كل ده كنت فاكرة انه هياخدله اسبوع ولا اتنين ولا شهر حتى ويرجع عمري ما اتخيلت انه ميرجعش تاني فعلا لو كان رجع واتأسف كنت هجوزهاله والله بس أنا عز علي وقوفه قدامي وانه على صوته علي بالشكل ده عشانها او حتى لو مش عشانها وقوفه قدامي خوفني منه معقول ده ابني الي ربيته! مقدرتش اتحمل طريقته معايا سيبته يمشي وانا فاهمه انه هيرجع لو كنت اعرف انه مش هيرجع والله ماكنت خليته يخرج من عتبة الباب حتى.
احتضنت جدتها بقوة حين اجهشت في البكاء مرة أخرى لتشاركها بكائها بقلب منفطر عليها واخذت تمسد بكفها على ظهرها بحنون وهي تقول
_ اهدي يا ناناة عشان خاطري ان شاء الله هيرجع في يوم.
نفت برأسها وهي بين أحضانها ولسانها أقر بتلك الحقيقة المرة وهي تقول پبكاء
_ مش هيرجع لو كان عاوز يرجع كان رجع من سنين انا بس الي بصبر نفسي وبكدب على حالي لكن انا عارفه انه مش هيرجع.. ايه قساوة القلب دي يا حسن وجعتي قلبي يا بني وجعت قلب أمك عليك يا حبيبي.
لم تستطع جاسمين الصمود أكثر لتتعالى شهقاتها وتهاوت دموعها باڼهيار وهي تستمع لحديث جدتها الموجع لقلبها... واستمر الوضع لأكثر من خمسة عشر دقيقة أخرين قبل أن تنجح جاسمين بتهدئها وجعلها تخلد للنوم بصعوبة.
__________________
عصر اليوم التالي...
واقفا بالمطعم ينتظرها على أحر من الجمر لا يصدق أنه بات قريبا منها لهذه الدرجة هل ستتاح له الفرصة ليتحدث معها اليوم هل بات الأمر قريبا هكذا أنه لا يصدق أنه وجدها فماذا

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات