الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل السادس عشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

في عشقها وتارة تثير خۏفها! بللت شفتيها وهي تجيبه بصوتها المنخفض على استحياء
_ وعليكم السلام ورحمة الله أنا زينة كيفك انت
_ بخير يا بت عمتي.
رددها ببرود فقطبت حاجبيها بضيق طفيف لا تعلم لم لا يناديها باسمها يوما! اهو ثقيل أم لا يدركه ما مشكلته هو بحق الله!! ابتلعت ضيقها هي الآخرى وهي ترفع رأسها قليلا ومازالت تطالع كفيها بتوتر حين سمعته يقول بنبرة لم تتبين هويتها
_ سمعت إنك هتدخلي الجامعة جامعة ايه بجى ان شاء الله
أخذت حديثه بنية جيدة وهي تجيبه بابتسامة جميلة ولمعة حماس بعينيها لسماع رده على ما ستقوله الآن
_ جالي طب أسنان جامعة القاهرة.
وهنا اشټعل الغيظ بداخله اكثر فرفع شفته العليا بسخرية واضحة وهو يردد بنبرة مستنكرة أدركتها الآن
_ طب اسنان حتة واحدة! وبعد ما تجعدي ٥ سنين في الجامعة هتروحي لفين في الآخر هنتجوز وهتخدميني وتخدمي بيتك وعيالك لزمتها ايه بجى ۏجع الجلب والكلام الفارغ ده
اختفت ابتسامتها وماټت لمعة الحماس في حدقتيها وارتجف فكها ضيقا مما يقوله ومن طريقته المستهزأه بها وبأحلامها ولكنها تنهدت بهدوء وهي تعقب وقد رفعت عيناها لتواجه عيناه الساخره
_ العلام مش كلام فارغ يا ولد عمي ولو كان كلام فارغ اتعلمت ليه بعدين مش ضروري بعد الجواز ميبجاش ليا حاجة غير خدمة بيتي وعيالي كيف ما بتجول مين جالك اصلا إني مهعملش فايدة بعلامي أنا ناوية افتح عيادة اهنة و...
قاطعها بحاجبان مقطبان ولمعت حدقتيه بضيق واضح
_ ايه يا ختي عيادة وناوية ده مين الي ناوي مين انت عشان تنوي ولا متنويش اياك فاكرة بعد الجواز هيكونلك رأي عشان تجرري تقرري من راسك اكده بعدين معندناش حريم تشتغل فانسي الموضوع ده واصل ولولا ان ابوي مصدر رأيه في حكاية الجامعة مكنتيش طبتيها من اساسه.
ترقرقت عيناها بالدموع وهي تستمع له يقلل من شأنها بهذا الشكل نتيجة حديثه واضحه للأعمى ألا إنها بعد الزواج لن يكن لها رأي أو كلمة حتى فيما يخص حياتها هي ما قاله الآن يدل على معانتها معه في المستقبل لن يكن الزوج اللين الذي يسهل التفاهم معه ودوما ستجبر على فعل أي شيء لا تريده والتنازل عما تريد وكأن زواجها منه تنازلا منها عن حقوقها كأنسانه ليس إلا!! ولكن ماذا تفعل إن كان حبه يسكن ثنايا قلبها فيجبر أعينها على العمى والسير في طريق زين باشواك الورد بدلا منه وللعجب انها ترى الاشواك واضحة كبزوغ الشمس ولكنها تتجاهلها وتنوي السير به ممنية ذاتها بانتهاء الاشواك رويدا والشعور بملمس الورد الناعم ليعوضها لحظات الشقاء فهل ستظهر الورود أم أنها اعتمدت على أمل ربما لن يصيب وتكمل سيرها على الاشواك!
اخفضت نظرها كي لا ټخدعها دموعها وتسقط أمامه وغمغمت بنزق
_ الكلام ده سابج لآوانه وجتها نبجى نشوف هروح عشان امي.
انهت حديثها وهي تذهب من أمامه بخطى سريعة وقد سمحت لدموعها بالتهاوي لم تتوقع رد فعله هذا تمنت لو رأت سعادته وفخره بها مثل خالها تمنت لو لم يخذلها هكذا لكنه إبراهيم الذي كالعادة لم يدعمها يوما فهل يفعل الآن!
جلس خلف مقعد السائق بعدما انهى عمله وقرر العودة للمنزل فك أزرر قميصه جميعها وهو يسمح للهواء بترطيب جسده أكثر هذه الحركة التي دوما ما يفعلها حين يشعر بالضيق او يتعمق التفكير في شيء ما والآن هو يصب جم تفكيره عليها ويحسب خطواته القادمة معها عليه أن يكون حذرا جدا فالأمر لا يحتمل خطأ صغير.
تعالى

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات