رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل السادس عشر بقلم ناهد خالد
مصير شقيقها أكثر فماذا سيحدث إن غابت عنه لأي سبب ماذا سيحدث له إن أصبح بمفرده هل سيطلب مساعدة باهر أم سيكون ذو كبرياء أحمق مثلها وحينها بالطبع سيترك دراسته ويعمل والرب وحده أعلم بمن سيقابلهم في طريقه لربما يضلونه ويصبح شاب سيء الخلق! كل هذا طاف برأسها بلحظة قڈف كمال لكلماته القاسېة عليها ليست قاسېة المعنى لكنها قاسېة الوقع رفعت عيناها التائهة له وقد التقط حيرتها وخۏفها من القادم بوضوح فأدرك أن حديثه قد أصاب الهدف وهذا ما جعله ينهض واقفا وهو يبدأ في تجميع أغراضه بينما يقول
الټفت لها بعدما انتهى وابتسم لها بهدوء مكملا
_ قفلي العيادة وامشي.
انهى جملته وخرج من الغرفة تاركا اياها في دوامة لا تنتهي وقد بدأت تساؤولات جديدة تغزو عقلها تساؤولات أكثر ړعبا من سابقتها تساؤولات جعلتها تشعر بخطأها حين قررت تجاهل مشكلتها واهمالها ولكنها هل هي كفيلة لجعلها تقرر النبش في حطام الماضي من جديد
في أحد فيلل القاهرة..
اطفأت التلفاز وهي تزفر پاختناق تشعر بملل كبير وهي تجلس وحيدة هكذا تشعر بفراغ لغياب والدتها لم تكن والدتها فقط بل وصديقتها المفضلة والدتها هي اهم واغلى شخص بحياتها ولا تنسى والدها أيضا لكنه لم يكن دوما معها لكثرة مشاغله وبرغم هذا لا تنكر حبها الشديد له والدها الحنون المتفهم دوما لها ولاحتياجتها رغم مشاغله الكثيرة وكأنه جاء على ذكره فوجدت هاتفها يرن برقمه التقطته بابتسامة واسعة وهي تهتف فور إجابتها
اتاها صوته الرخيم يجيبها بنبرة حنونة كعادته
_ حبيبتي انت كمان وحشتيني قوليلي عاملة ايه وأنت قاعدة لوحدك اكيد زهقانة وزعلانة وكل المشاعر السلبية صح
التمعت عيناها لتفهمه لها وقالت بتأكيد
_ ايوه بصراحة مش قادرة اقعد لوحدي ومامي مش موجودة حتى الدادة بنتها تعبانة اوي فراحت تشوفها.
اتاها صوته الذي تبدلت نبرته للقلق فورا وهو يسألها
_ يا دادي مانا هعمل ايه بس بعدين حضرتك عارف إن الكمبوند متأمن كويس.
رفض رفضا قاطعا وهو يخبرها
_ مفيش الكلام ده سامعه تقومي حالا دلوقتي تروحي لناناة وتخليك عندها قومي يلا من غير جدال.
تعلم نبرته هذه جيدا فلن يتراجع بعدها أبدا فنهضت بضيق وهي تخبره
_ حاضر يا دادي هلبس واروحلها رغم إن ناناة لو روحتلها وعرفت إن مامي في المستشفى هتصر تروحلها وحضرتك عارف صحتها متتحملش بس زي ماتحب بقى.
_ قوليلها إن أنا ومامتك روحنا نحضر حفلة عمل ضرورية في الجونة وانا هكلمها.
صعدت درجات السلم الداخلي وهي تسأله
_ وحضرتك هتيجي امتى
اجابها بهدوء
_ بكره بليل هكون عندك حجزت الطيارة خلاص.
ابتسم ثغرها بتلقائية وهي تهمس له
_ توصل بالسلامة يا حبيبي يلا جود باي.
ارتدت بنطال اسود ضيق للغاية وكنزة رمادية من لونها المفضل مفتوحة