الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل السادس عشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

مصير شقيقها أكثر فماذا سيحدث إن غابت عنه لأي سبب ماذا سيحدث له إن أصبح بمفرده هل سيطلب مساعدة باهر أم سيكون ذو كبرياء أحمق مثلها وحينها بالطبع سيترك دراسته ويعمل والرب وحده أعلم بمن سيقابلهم في طريقه لربما يضلونه ويصبح شاب سيء الخلق! كل هذا طاف برأسها بلحظة قڈف كمال لكلماته القاسېة عليها ليست قاسېة المعنى لكنها قاسېة الوقع رفعت عيناها التائهة له وقد التقط حيرتها وخۏفها من القادم بوضوح فأدرك أن حديثه قد أصاب الهدف وهذا ما جعله ينهض واقفا وهو يبدأ في تجميع أغراضه بينما يقول
_ عموما براحتك يا خديجة الجلسة انتهت بما إن مفيش عندك حاجة جديدة تقوليها.
الټفت لها بعدما انتهى وابتسم لها بهدوء مكملا
_ قفلي العيادة وامشي.
انهى جملته وخرج من الغرفة تاركا اياها في دوامة لا تنتهي وقد بدأت تساؤولات جديدة تغزو عقلها تساؤولات أكثر ړعبا من سابقتها تساؤولات جعلتها تشعر بخطأها حين قررت تجاهل مشكلتها واهمالها ولكنها هل هي كفيلة لجعلها تقرر النبش في حطام الماضي من جديد
مساء..
في أحد فيلل القاهرة..
اطفأت التلفاز وهي تزفر پاختناق تشعر بملل كبير وهي تجلس وحيدة هكذا تشعر بفراغ لغياب والدتها لم تكن والدتها فقط بل وصديقتها المفضلة والدتها هي اهم واغلى شخص بحياتها ولا تنسى والدها أيضا لكنه لم يكن دوما معها لكثرة مشاغله وبرغم هذا لا تنكر حبها الشديد له والدها الحنون المتفهم دوما لها ولاحتياجتها رغم مشاغله الكثيرة وكأنه جاء على ذكره فوجدت هاتفها يرن برقمه التقطته بابتسامة واسعة وهي تهتف فور إجابتها
_ دادي وحشتني اوي.
اتاها صوته الرخيم يجيبها بنبرة حنونة كعادته
_ حبيبتي انت كمان وحشتيني قوليلي عاملة ايه وأنت قاعدة لوحدك اكيد زهقانة وزعلانة وكل المشاعر السلبية صح
التمعت عيناها لتفهمه لها وقالت بتأكيد
_ ايوه بصراحة مش قادرة اقعد لوحدي ومامي مش موجودة حتى الدادة بنتها تعبانة اوي فراحت تشوفها.
اتاها صوته الذي تبدلت نبرته للقلق فورا وهو يسألها
_ أنت لوحدك في الفيلا يا چسي ازاي متعرفنيش حاجة زي دي
_ يا دادي مانا هعمل ايه بس بعدين حضرتك عارف إن الكمبوند متأمن كويس.
رفض رفضا قاطعا وهو يخبرها
_ مفيش الكلام ده سامعه تقومي حالا دلوقتي تروحي لناناة وتخليك عندها قومي يلا من غير جدال.
تعلم نبرته هذه جيدا فلن يتراجع بعدها أبدا فنهضت بضيق وهي تخبره
_ حاضر يا دادي هلبس واروحلها رغم إن ناناة لو روحتلها وعرفت إن مامي في المستشفى هتصر تروحلها وحضرتك عارف صحتها متتحملش بس زي ماتحب بقى.
لعبت على الوتر الحساس لديه ظنا منها أنه سيتراجع لكنه أخبرها ببرود
_ قوليلها إن أنا ومامتك روحنا نحضر حفلة عمل ضرورية في الجونة وانا هكلمها.
صعدت درجات السلم الداخلي وهي تسأله
_ وحضرتك هتيجي امتى
اجابها بهدوء
_ بكره بليل هكون عندك حجزت الطيارة خلاص.
ابتسم ثغرها بتلقائية وهي تهمس له
_ توصل بالسلامة يا حبيبي يلا جود باي.
اغلقت الهاتف واتجهت لغرفتها الواسعة التي لونت حوائطها باللون الرمادي الهادئ يتوسطها سرير رمادي اللون ذو تصميم رائع وبجواره كومود من نفس اللون وعلى بعد قليل أريكة كبيرة تصلح للنوم وضعت أمام شاشة تلفاز كبيرة وأمامها طاولة حديثة الطراز غير المكتبة الضخمة الي تحتل الحائط المقابل للباب والغرفة ملحقة بغرفة لتبديل الملابس ومرحاض دلفت لغرفة تبديل الملابس والتي حوت عدد هائل من ملابسها وأحذيتها وحقائبها كل هذا دل على رفاهية عيشتها وتيسر حالتهم المادية لدرجة كبيرة... جدا.
ارتدت بنطال اسود ضيق للغاية وكنزة رمادية من لونها المفضل مفتوحة

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات