رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثالث عشر بقلم ناهد خالد
ووسط بين اللحية الخفيفة والاخرى واضعا كفه في جيب بنطاله القماشي الأسود وواقفا بشموخ كعادته فاردا ظهره وكفه الأخرى ينفس لفافة التبغ من بين أصابعه اخرج دخانها من فمه وعقله شاردا بعيدا هناك... بها فتاته الصغيرة التي يصر القدر على ابعادها عنه بكل السبل فالرجل الذي كلفه بالبحث عنها توفى في حاډث سيارة قبل أن يكمل بحثه وقبل انقضاء الشهر ونصف الذي حددهم له مراد وهذا جعله يكلف رجل اخر بحث من اول وجديد على قائمة من يدعون محمود الدالي في سوهاج والبحث ثم تصفية الأسماء اخذ خمسة أشهر كاملين وبعدها ابلغه بالبشارة وانه وجد الشخص المعني واخبره بعنوانه ليركض مراد على الفور الي سوهاج رغم تخطى الساعة الثانية صباحا لكنه لم يهتم وحين وصل أخيرا لمنزلها حدث ما لم يتوقعه..
اوقف سيارته مصدرة صريرا عاليا كالعادة يدل على مدى سرعته ترجل من السيارة بقميصه الغير مرتب وخصلات شعره المبعثرة مظهره دل بوضوح على مدى استعجاله فلقد كان يستعد للنوم حين جاءه الخبر فنهض مسرعا وارتدى ما جاء أمامه دون اهتمام فقط يهتم بان يصل لها وصوله كان مع بداية انكشاف ضوء النهار وانجلاء الليل فقد وصل بعد الفجر بقليل وقف ينظر لباب المنزل بقلب آلمه من كثرة دقاته لا يعلم ماذا سيفعل حين يراها! وماذا ستكون ردة فعلها هل يجب عليه معاقبتها لابتعادها عنه أم احتضانها لسد شوقه! حقا ليس لديه أدنى فكرة عن كيفية اللقاء لكنه متحمس جدا له تحرك تجاه الباب وخطواته مترددة تارة يتقدم وتارة يتأخر يزدرد ريقه بتوتر كبير لم يشعر بأيا من هذا من قبل لم يعش كل هذه المشاعر المتوترة سلفا وصل أمام الباب ليأخذ نفسا عميقا وهو يقرر طرقه رفع قبضته وكاد يطرق الباب لكنه توقف حين ضړب بعقله شيء.. ماذا سيقول لمن يفتح أيا كان إن سأله ماذا يريد ماذا سيخبره وإن كانت هي ماذا سيقول لها وماذا ستفعل أن أخبرها بهويته هل ستتقبله أم ستصرخ طالبة الآمان من غيره أم ستقذفه بعدة كلمات قاسېة وربما تسبه وتطلب منه الرحيل وألا يعترض طريقها مرة أخرى ولأن مراد ذكي علم انه من الغباء ما سيفعله الآن بل لربما يتسبب بتعقيد الأمر بينهما اكثر... ملس بكفه على الباب وهو يطالعه پقهر حبيبته خلفه ولا يقدر على رؤيتها! من بحث عنها سبعة اعوام ونصف تقبع خلف هذا الباب اللعېن ولا يستطع تخطيه! يالسخرية القدر!
_ يابو عمه محدش اهنه.
تمالك نفسه قبل أن يلتفت لذلك الرجل وعقد حاجبيه سائلا اياه باستغراب
_ اومال فين اهل البيت مش ده بيت الحاج محمود الدالي ابو سارة.
اومئ له وهو يقول
_ ايوه هو بيته.. بس هنجول ايه محدش خابر الي حوصل.
اتجه ناحيته حتى وقف امامه فسأله باستغراب
ضيق الرجل عيناه بشك يسأله
_ وانت تعرفهم منين
بهدوء اجابه
_ معرفة قديمة.. المهم هم فين
قالها وهو يخرج بعض العملات الورقية من جيبه واعطاها للرجل التقطهم سريعا بابتهاج واجابه
_ هجولك.. مخابرش اي المشكلة الي حصلت بين الحاج محمود وعيلته بس احنا في يوم سمعنا زعيج من داره وصړيخ وبعدها بيوم كان واخد عياله وعفشه فرشه وساب البلد الحديت ده من اسبوعين أكده من وجتها محدش شافه واصل.
نظر للجهة الاخرى وهو يطلق ضحكة ساخرة