الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية وبها متيم انا الفصل الجزء الثاني من الخاتمه بقلم امل نصر

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الخاتمة الجزء التاني
بداخل الحديقة وبعد مغادرة الجميع وقف الشقيقان في مواجهة غير محسوبة من جهة الطرف الثاني وهو عدي فلم يكن يتصور في أقصى خيالاته أن يصل الأمر إلى شقيقه الأكبر فيتصرف بحنكته المعتادة ويأتي هو بالطفل بنجاح يلازمه كالعادة وهو الحامي والمسيطر رافع رأس العائلة بنزاهته وعقليته الفريدة في التفكير السليم عكسه هو في كل شيء فاشل حتى في تدبير الخطط!

مش ناوي تسألني جيبت الولد ازاي
كان السؤال كفخ شعر به عدي أو بالأصح هو بداية لجره نحو الحديث المتوقع ولكنه تجاهل يدعي عدم الفهم بقوله
وهسألك ليه تاني ما انت جيبت الفايدة لما شرحت من شوية لميسون عن علاقاتك المتشعبة في البلد واللي مكنتك من معرفة مكان الولد في اسرع وقت بجد انا مش عارف اشكرك إزاي
جمود جسده والتعابير المنغلفة على ملامحه لم تتغير ولو حتى بشبه ابتسامة ساخرة بل كان يطالعه بهدوء ما يسبق العاصفة حتى تكلم اخيرا
بتلف وتدور معايا في الكلام معايا يا عدي حتى وانت عارف إني وصلت للحقيقية بنفسي يعني مش محتاج تأكيد منك ولا سؤال.
علم عدي أنه لا مناص من التهرب والإنكار طالما شقيقه يحدثه بهذا الهدوء الخطړ وجميع الطرق سوف تذهب به لنفس النتيجة فخرج سؤاله بفضول ملح
طب مدام كدة يبقى تقولي انت عرفت ازاي ما هو مش معقول يعني في ظرف ساعات قليلة تنزل من مصر وتيجي بالولد على هنا وكأنه كان مستنيك في المطار.
رمقه مصطفى بتعجب قبل أن يفتر فاهه بابتسامة جانبية ساخرة لم تصل لعينيه قائلا
مشكلتك يا عدي انك دايما بتاخد بالظاهر زي الست والدتنا بالظبط ما بتركزش في بواطن الأمور ولا في تحليل الشخصية اللي بتكلمك يعني أنا مثلا لما اقولك بإني عرفت بموضوع الولد منك انت شخصيا مش هتصدني لأنك متأكد انك ما اعترفتش بحاجة قدامي وهو دا فعلا اللي حصل لكنك ناسي اني فاهمك وحافظ أكتر من خطوط إيدي يعني عارف بطريقة تفكيرك 
توقف برهة يراقب تعقد ملامح الاخر وهذا الصمت منه دون أي إعتراض أو مجادلة على غير عادته وكأنه متقبل تقريعه فتابع
كان ممكن اقدر موقفك رغم اعتراضي على الطريقة الكارثية بس دا لو كنت هتحافظ عليهم وتعوضهم عن افتقاد والدتهم مش تتجوز وتعيش حياتك وتدمرهم. 
زفر عدي يخرج دفعة من الهواء المشحون بإحباطه ورد مصححا
معدتش في جواز خلاص يا مصطفى دي كانت فكرة وراحت لحالها أهم شيء عندي دلوقتي هو الأولاد
مش فاهم يعني خلاص قررت تسيبهم لميسون
سأله بتوجس رغم ارتيابه لهذه النبرة المنهزمة وأتت الإجابة تزيد من حيرته
لا يا مصطفى مش هسيبهم ولا هسيب مراتي طمن قلبك. 
تحرك بخطوتين ليقف بجوار إحدى أشجار الحديقة يضع كفه على جزعها ليردف بتنهيدة خرجت من العمق
أنا خلاص عرفت نصيبي وحمد لله نصيبي مش وحش للدرجة اللي تخليني اهرب ولا اصر على الفراق أينعم انا كان نفسي في الحب..... أعيش المشاعر اللي كنت بشوفها دايما في عنيك انت ومراتك...... بس خلاص بقى.
وضحت الرؤيا جلية امامه الان ليستنبط بعقله الراجح أن شقيقه بدأ يستفيق من غفوته فرد بنبرة تجلى فيها الحنان الأخوي
إنت قولت ان نصيبك مش وحش وانا شايف إن دي كلمة قليلة عليه لإنك في نعمة يا عدي مراتك وولادك من أروع ما يكون ولو ع المشاعر اللي نوهت عنها فدي تقدر تخلقها مع ميسون بكل سهولة خصوصا وانا عارف كويس انها

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات