الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية عشق الغرام الفصل الثامن بقلم ندي ممدوح

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

وإن غطوا رأسه بدت قدميه حتى قال الرسول 
_غطوا رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر والإذخر هو حشېش أخضر طيب الريح. 
وهذه كانت حياة مصعب لن نشبع منها أعلم ولم نكتفي لكن تطرق الكلمات خجلا على ذاك الفتى الهصور الذي عاش في ترف وأرتدى أغلى الثياب وتعطر بأفضل ريح فلم يجدوا عند مۏته إلا بردة لم تكفيه ليكفنوه فيها. 
فالسلام عليك يا مصعب.. 
السلام على أول داعية في الإسلام.. 
لم نمل من حديثك أيها الطيب.. 
إنما خجلنا أمام عظمتك.. 
ولنا لقاء يا مصعب في جنة رب العالمين..
إنها كلمات تستدر الشئون وتدل التائهين على الله وتنبه الغارين الغافلين وتهز الأفئدة أغلق يمان الكتاب وقد ضمھ إلى صدره.. 
وأسبل جفنيه.. 
أحس لوهلة أنه قد ضم مصعب ابن عمير إلى قلبه الخافق في جنون في صدره.. 
وشعر بدموع لا تتراءى تهطل من عينا قلبه. 
وعقله أخذ يتصور ويتخيل مصعب وهو يدافع عن النبي محمد_صل الله عليه وسلم_ فقطعت يمينه وظل كما هو شامخ الهامة عظيم القامة يدافع عن حبيبه النبي حتى قطعت شماله فلم يتزعزع ولم يتقهقر بل لقد ذادته الجراح بقوة عظيمة جعلته يقف كأسد يزأر في وجوه أعدائه حتى قټل.. 
ولكم حزين هذا.. 
كان لأول مرة يقرأ قصة من قصص الصحابة ونوى أنها لن تكون الأخيرة أبدا أبدا. 
قام وجلس خلف مكتبه وضغط على زر جهاز الأتصال الداخلي الذي يوصله بغرام قائلا 
_تعالي لي عايزك.

في مطعم فاخر ضم مختار عائلته على إحدى الطاولات لتناول العشاء فتحلق الجميع حاول المائدة العامرة بألذ الأطعمة وقد جلست غرام وغادة يتسامرون في مواضيع شتى. 
وبينما غرام تتناول طعامها توقف الأكل في حلقها وأخذت تسعل وهي تبعد قدميها بعدما أحست بساق تحاول لمسها من أسفل الطاولة فنظرت بهلع نحو زكريا ويمان الذي بدآ هادئيين يتناولان طعامهما في صمت فاسترابت وأطلت برأسها أسفل الطاولة فلم تبصر شيء ناولتها غادة كوبا من الماء وهي تربت على ظهرها قائلة في همس 
_مالك يا غرام وشك شاحب كدا ليه 
وبدا وجه غرام شاحبا ممتقعا بالفعل وهي تنظر إليها في ذهول ثم نظرت إليها كالمتغيبة وهزت رأسها وهي تعود لتناول الطعام في تؤدة شاردة خائڤة. 
وكان زكريا يكتم ضحكة متسلية في نفس الآن فخرجت على هيئة بسمة كظمها سريعا ولم يرتدع بل مد ساقه من أسفل الطاولة لتتلمس طريقها في محاولة للمس قدم غرام فأحمر وجهه فجأة وكتم تأوه مټألما عندما دعست قدم يمان على أصابع قدمه القريبة منه فنظر إليه في حدة فأشار له الأخير بألتزام الأدب فحدجه شذرا.

كان صباحا صحوا يبعث النشوة والبهجة في القلوب وكانت غرام تمارس عملها في نشاط وقد ازدادت علاقتها قربا بيمان فتحب الحديث إليه! 
وتطمئن لوجوده.. 
ويشعرها بالأمان.. 
وبينما هي في مكتبه تدون ما يمليه عليها في اهتمام إذ فتح الباب دون استئذان فالتفتت نحو القادم لتشاهد طفلة صغيرة وغادة ومعها فتاة ما... 
جميلة.. 
بل مليحة الوجه.. 
ثم تنبهت من تأمل الفتاة على إندفاع الطفلة الصغيرة الذي يتطاير شعرها وراءها وقد أشرق وجهها الصغير وهي تهتف في سرور 
_بابا يمان. 
وراقبت بعينين مندهشة يمان وهو يغادر مكتبه ويتلقفها بين ذراعيه في بهجة وأخذ يدور بها في سعادة خلبت لبها بينما قالت الفتاة في عتاب 
_كدا برضو متجيش تشوفنا خالص يا يمان! 
ونظرت لها غرام في غرابة.. 
وألح عليها سؤال مهم 
هل يمان متزوج وأب أيضا! 
والخاطر أورثها حزن هائل ظلل عينيها.
يتبع

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات