الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية وبها متيم انا الفصل الخامس عشر بقلم امل نصر

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

على استعداد للتغيب عن دوام عملها من أجله! أيعقل أن تكون تعلقت به أم هو التعود أم هو إفتقاد للأمان في غيابه أم أنه! يا إلهي يشعر برأسه على وشك الانفجار من كثرة التخمينات والتكهونات تنهد بثقل شديد فقلبه لا يحتمل املا كاذبا يعد نفسه به هي كالنجمة رغم قربها منه وهو المثقل بهموم ومسؤولية كبيرة وجد نفسه مزروعا به ولا يستطيع التنصل منها هذا بالإضافة إلى العديد من الفروق الهائلة بينهم.
سحب شهيق طويل ليعود لواقعه متمتما بالإستغفار قبل أن يخرج من المبنى حتى يلحق بها ولكن بسيارته المتواضعة يتمنى لو يأتي اليوم لتشاركه بها.
استيقظت شهد من نومها على اثر الحركة التي كانت تشعر بها حولها فتحت عينيها للضوء لتلتقي بفيروزتي صديقتها المشاكسة دوما والتي اصرت وفعلت بأن باتت ليلتها معها رغم اعتراض التمريض ومسؤلي المشفى.
صباح الخير يا بيضة انتي صحيتي
قالتها لينا وهي تجفف بالمنديل الورقي على وجهها الذي بللته بالماء منذ قليل اعتدلت الأخرى بجذعها على الفراش الطبي تجيبها بابتسامة
يا صباح القلش والأستظراف العروسة باين نومة الكنبة عجبتها فقايمة مصحصحة بدري بنشاط. 
ضيقت عينيها لينا تطالعها بغيظ اثار ابتسامة شقية على ثغر شهد لتهتف بها 
بذمتك مين فينا اللي بيقلش دلوقتي ولا مين فينا اللي قايم رايق من الأساس
تمطعت شهد لتفرد بذراعيها وتثنيهم مصدرة أصوات بدلع وهي تقول
يا ستي بقى مرة من نفسي ابقى رايقة واهو عشان تتأكدوا اني كويسة واستحق الخروج من امبارح.
تغيرت ملامح لينا لتأخذ وضع الجدية وهي تقترب لتجلس على طرف فراش الأخرى تقول
لا انتي مش كويسة يا شهد وبلاش تكابري....
همت لترد الأخيرة ولكن لينا أوقفتها متابعة
بقوولك بلاش تكابري..... انتي بتضغطي على نفسك كتير وانا بفوت لكن في دي مينفعش انتي عارفة وانا عارفة كويس قوي انك تعبانة ولازملك بريك عشان تفصلي شوية مفيش حد كبير ع التعب .
ردت شهد تدعي التفكه
الله يا ست لينا دا انتي بقيتي محللة نفسية جامدة بقى ايه يا عسل دي مكنتش وقعة دي اللي وقعتها امبارح وخلت الكل يقلق عليا.
لم تستجيب لها لينا وقالت بإصرار
متحاوليش تهربي بالهزار ولا تاخذيني في دوكة زي عوايدك انا مش غبية عشان مكونش فهماكي اللي انتي بتعمليه ده اسمه اڼتحار.
اڼتحار! 
أيوة اڼتحار انتي لازم تشوفي نفسك وتفكري فيها محدش هينفعك لو وقعتي.
عبارتها الأخيرة أصابت شهد في الصميم لترد بشبه ابتسامة ليس لها معنى قائلة
اللي يشوف العقل والرزانة دلوقتي ميشوفش الجنان بتاع امبارح وانتي ماسكة في خناق الظابط. 
ظابط!
هتفت بها لينا باستنكار لتتابع
دا لا يشبه ولا حتى يليق عليه بأسلوبه البيئة المستفز ده.
ردت شهد ساخرة
بيئة ومستفز كمان! واسم الله عليكي انتي بقى اللي راقية ومن جاردن سيتي يا بت دا انتي ډخلتي في الراجل امبارح زي القطر ولولا الست والدته واخوه موجودين لكنتي لمېتي علينا المستشفى بزعيقك. 
استشاطت لينا ڠضبا لتهدر بها
طب والنعمة يا شهد لو ما لمېتي لسانك الطويل ده لكون مطلعة عليكي القديم والجديد ولا يهمني تعبك ولا مستشفى وزفت.
قالت شهد لتزيد من استفزازها
بجد! طب ما توريني كدة.
بغيظ وتوعد نهضت لينا تقفز لتحط بكفتيها الباردتين تدعي خن قها مع علمها الأكيد أن اللمس في هذه المنطقة عند شهد يصلها كدغدغة لا تحتملها لتنطلق ضحكات شهد بصوت عالي ونبرة طفولية بعيدة عن شخصيتها الجادة وهي تتوسلها
خلاص يا مچنونة شيلي إيدك اللي عاملة

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات