رواية تزوجه رغما عنه الفصل الثالث والعشرون بقلم حورية
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
سوداء طويله ابرزت بياض بشرتها وحمرة وجنتيها الطبيعيه..
وتجاهلت حديث والدتها انتى ايه اللى انتى فيه ده راحه تعزى
القى عليها السلام فردته
وبدأ الحديث قائلا بجديه مها فرأى عبوس وجهها فابتسم قائلا اقصد مدام مها ...حقيقى انا زى ما قولتى معرفش حجات كتير عنك بس فعلا اتشدتلك وبعدين انتى كمان متعرفيش حجات كتير عنى بردوا وانا جاى عشان اعرفك
قاطعها پحده لو سمحتى أكمل
بهتت تماما فتابع هو بجديه مبدأيا انا مطلق بردوا بس من تلت سنين ومكنش فيه اطفال فكونك مطلقه ده مش هيفرق معايا انا مهندس اتصالات فى شركة ........... وعندى 35 سنه عدل من ياقته قائلا بمرح و وسيم وجدع
قاطعته بهدوء وابتسامه صغيره خلصت..اتكلم انا بقى
ردت بجديه مماثله انا لسه مطلقه من مفيش وطليقى كان اول حب فى حياتى والچرح اللى سبهولى مش سهل زى ما اى حد فاكر او زى ما انا مبينه ثانيا انا معايا الحمد لله تلت اطفال ولو فكرت اتجوزك مش هرضى بأنى اخلف تانى وانا كده بحرمك من الخلفه
قاطعها ببرود وانا مبخلفش
مره اخرى يحمر وجهها خجلا فنطقت بارتباك انا اسفه
مسحت حبات العرق التى تساقطت على وجهها قائله بارتباك وهى تنظر ارضا وتتجنب النظر الى عينيه الحادتين انا فعلا مش هعرف اكون لحد تانى ولا هعرف ادى فى الوقت الحالى اى حاجه لاى حد ...رفعت رأسها تنظر اليه قائله بحرج انا اسفه بس فعلا مش هينفع ادخل فى
علاقه جديده
قاطعها بصدق صدقينى هعوضك عن كل اللى فات
نهضت من محلها فنهض امامها فقالت له بصدق انا كده خلصت كلامى وحقيقى انا بعتذرلك فعلا
رد بيأس ده اخر رد
هزت رأسها فى وجوم ...فتركها ورحل ...بينما تنهدت هى فى راحه فقد طوت تلك الصفحه أخيرا...
استقبلتها والدتها باتهامها بالتسرع والاهمال ..فلم تستطع ان تفهم أن مها أصبحت أضعف من ان تكون تحت قبضة رجل مره اخرى...
دخلت غرفتها غير عابئه بأحد...فوجدت رساله هاتفيه منه...من حسن..
النهارده كنت هناك...وشوفتك معاه ..روحت تانى وانا كاره كل حاجه...بس دلوقتى لما هديت حسيت ان لسه ممكن يكون فيه امل ...فرصه اخيره يا مها اديهانى نرجع فيها لبعض
استشاطت ڠضبا مره اخرى...الى هذا الحد يحتقرنى..ماذا يظن...يترك زوجته بالامس ويتذكر حبه الابدى لى اليوم!..يرانى سهله ويسيره جدا...
ضغطت ازار الهاتف وما ان سمعت صوته يجيبها ازيك يا مها
صاحت به قائله انت ايه يا اخى بتراقبنى ...انت مالك اكلم مين واعمل ايه ..انا حره فى حياتى ...علا صوتها وهى تتابع بشفتيها المرتجفتين انت لحد امتى هتضل انانى كده ..فاكرنى اول لما تجيلى وتعملى الشويتين دول هقولك اه مكنتش عارفه هعمل ايه من غيرك
قاطعها بارتباك اهدى يا مها
ردت بعصبيه اكبر مش ههدى ثم حذرته قائله ابعد عن طريقى احسنلك ومن النهارده لو عايز تشوف ولادك هتيجى تشوفهم هنا من غير ما اشوف وشك تابعت بلا رحمه انا بكرهك فاهم يعنى ايه مش عايزه اسمعك ولا اشوفك و ولادك هيعدوا فى حضانه الصبح انا اللى هدفع فلوسها عشان
حضرتك مش عارف توفرهلم الفلوس ديه وهتفضل فاشل يا حسن طول ما انت بتفكر فى نفسك وبس
اغلقت الهاتف والقته على الفراش بينما دخلت والدتها فارتمت فى احضانها وبدأت فى البكاء ...البكاء وفقط...
أما هو افلت الهاتف من يد فارتطم ارضا..وبدأت الدموع تتساقط من عينيه دمعه تلو الاخرى...
كان حزينا بحق..شعر بمدى حماقته وتلك السخافات التى ارتكبها...
ما اهميته اليوم!...كل شيئا يسير ضده ..انه ضئيل ضئيل جدا...سعى الى غرفته مهرولا فارتدى ملابسه سريعا واجرى احدى المكالمات
ونهاها قائلا بسرعه يا عم شاكر الله يخليك عشان محتاج الفلوس ضرورى
بعد ساعه ونص كان قد انتهى من بيع غرفة النوم الخاصه به فى منزل فتحيه وتناول مبلغ من المال لا بأس به ...
مازال غضبه من نفسه يحركه ...مازال قلبه ينبض بالاشمئزاز من افعاله...هو فاشل ......فاشل بحق ..
عزم على الكثير.. اولها ان يبحث عن عمل اخر اضافى مهما كان ذلك العمل صعبا او مرهقا...
واول ما عزم عليه الاتجاه لبيت والدة مها..طرق الباب ففتحت والدتها وهى تصرخ به انت ايه اللى جايبك تانى
أمسك بيده النقود الموضوعه بظرف ورقى ...وأعطاها لها بعيونه الامعه..وقال لها بهدوء غلفه الحزن والكابه دول الف جنيه ...عارف انهم قليلين بس ديه اكتر حاجه عرفت اجمعها دلوقتى
ارتدت اسدالها سريعا بعدما سمعت حواره مع والدتها ...وخرجت تواجهه فصاحت به مره اخرى فى قسوه مش عايزين منك حاجه ...انا هعرف اكفى ولادى كويس اوى
رد عليها پحده دول ولادى انا كمان يا مها
ردت بعصبيه وپغضب دفنته فتره طويله بداخله والان قررت الافصاح عنه ومن امتى كانوا ولادك وانت بتفكر فى نفسك وبس تابعت وهى تشير بسبباتها تجاه الخارج ومن فضلك اطلع بره ..ومش عايزين منك حاجه
القى بالظرف الذى يمسكه بيده على مقعد بجانب الباب وكاد يلتفت فجرت والقته خلفه..هنا تدخلت والدتها قائله لها بلهجه امره مها كفايه كده ادخلى جوه
ثم التفتت له تأخذ النقود منه قائله متشكرين يا حسن اتفضل انت كمان
نظر لها نظره بائسه لتلك العيون الواجمه الممتلئه بالدموع...
ورحل...رحل متمنيا ان يجد ذاته ...التى تركته منذ امدد بعيد
و الان مرت عدة أشهر تغير فيها الكثير والكثير...