رواية حلم الطفولة الفصل الثاني بقلم نورهان زكي الجبروني
انت في الصفحة 2 من صفحتين
إلى أن رآني رجل طيب فتعجب من أمري وسألني عن سبب ما أنا عليه !!
فحكيت له قصتي وكل ما حدث معي فتعجب من أمر زوجتي وطلب مني أن أذهب معه إليها وأطلقها وألقي بها في الشارع كما فعلت بي وأن أجرح قلبها الأسود كما جرحت قلبي الطاهر الذي لم يؤذها يوما !!
وطمأنني عن أخيها وقال لي لن يستطيع فعل شئ لك فذهبت إليه فعلا وطلقتها فصړخت وقالت لي هل جننت أيها الأحمق !! أنسيت من أكون !! كيف تجرؤ !! .. سأجعلك ټندم على ما فعلت ثم عبأت ملابسها وغادرت المنزل وهي غاضبة وتتوعدني بالعقاپ .
فقال لي بحزن منذ سنوات قبل زواجي منها كنت أعمل في شركة ملابس وكان والدها هو رئيس الشركة .. كنت أعمل بإخلاص وأنجز عملي على أتم وجه فأعجب والدها بي وبأدائي ومهاراتي في العمل وذات يوم طلبني لأذهب إليه في مكتبه.. فذهبت إليه والقلق يغشاني وأتساءل ما الموضوع
_الكاتبة نورهان زكي الجبروني_
وعندما ذهبت إليه قابلني بلطف وطلب مني الجلوس وبدأ الحديث معي وظل يشكرني على جهودي العظيمة في العمل وانتظامي وأدائي الحسن .. ثم قال لي ما رأيك أن تشاركني!!
فتعجبت من سؤاله وقلت له بدهشة أشاركك..ولكن كيف!!
قال ما رأيك أن تتزوج ابنتي مقابل أن تصبح مدير أعمالي في هذه الشركة!!
فقال لي بحزن ابنتي شديدة الطيبة رقيقة مهذبة .. تزوجت منذ سنة من رجل غني ثم طلقها لأنها عقيمة وهي الآن تعيش مکسورة الخاطر وأنا لا أملك غيرها في هذه الدنيا وأريد أن أراها سعيدة وأطمئن عليها قبل مۏتي .. لقد اطمأننت على أخيها ولم يتبقى إلا هي فهل تقبل أن تساعدني في الاطمئنان عليها !
وبالفعل مرت الأيام وصارت ابنته زوجتي.
كانت طبيعية في البداية ولكنها تغيرت يوما بعد يوم إلى الأسوأ !
كنت طيبا معها ولكنها لم تكن كذلك معي وكما قلت لك بعد كل هذا أطلقها ولا يعجبها !.. ولم تسكت لي أبدا بل أخبرت والدها بكل ما حدث وبرأت نفسها وألقت كل التهم علي !
ومنذ ذلك اليوم والحزن يملؤني .. عشت وحيدا دون عمل ..
لكنني تذكرت شيئا
غير حياتي تماما وعوضني عن كل هذا الحزن واليأس....
_الكاتبة نورهان زكي الجبروني_
يتبع...