الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية حلم الطفولة الفصل الثاني بقلم نورهان زكي الجبروني

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

إلى أن رآني رجل طيب فتعجب من أمري وسألني عن سبب ما أنا عليه !!
فحكيت له قصتي وكل ما حدث معي فتعجب من أمر زوجتي وطلب مني أن أذهب معه إليها وأطلقها وألقي بها في الشارع كما فعلت بي وأن أجرح قلبها الأسود كما جرحت قلبي الطاهر الذي لم يؤذها يوما !!
وطمأنني عن أخيها وقال لي لن يستطيع فعل شئ لك فذهبت إليه فعلا وطلقتها فصړخت وقالت لي هل جننت أيها الأحمق !! أنسيت من أكون !! كيف تجرؤ !! .. سأجعلك ټندم على ما فعلت ثم عبأت ملابسها وغادرت المنزل وهي غاضبة وتتوعدني بالعقاپ .
فقاطعت حديثه وأنا حزينة وقلت له ولكن ما الذي أجبرك على الزواج من تلك السيدة الشريرة من البداية مع أنها لم تنجب لك أي أولاد !!
فقال لي بحزن منذ سنوات قبل زواجي منها كنت أعمل في شركة ملابس وكان والدها هو رئيس الشركة .. كنت أعمل بإخلاص وأنجز عملي على أتم وجه فأعجب والدها بي وبأدائي ومهاراتي في العمل وذات يوم طلبني لأذهب إليه في مكتبه.. فذهبت إليه والقلق يغشاني وأتساءل ما الموضوع
يا ترى !!
_الكاتبة نورهان زكي الجبروني_
وعندما ذهبت إليه قابلني بلطف وطلب مني الجلوس وبدأ الحديث معي وظل يشكرني على جهودي العظيمة في العمل وانتظامي وأدائي الحسن .. ثم قال لي ما رأيك أن تشاركني!!
فتعجبت من سؤاله وقلت له بدهشة أشاركك..ولكن كيف!!
قال ما رأيك أن تتزوج ابنتي مقابل أن تصبح مدير أعمالي في هذه الشركة!!
فتعجبت منه وسألته ولكن لم أنا ! .. ولم تطلب مني أن أتزوج ابنتك!! .. هناك رجال أفضل مني بكثير وأغنى مني هنا في الشركة وهم أصلح مني للزواج من ابنتك !
فقال لي بحزن ابنتي شديدة الطيبة رقيقة مهذبة .. تزوجت منذ سنة من رجل غني ثم طلقها لأنها عقيمة وهي الآن تعيش مکسورة الخاطر وأنا لا أملك غيرها في هذه الدنيا وأريد أن أراها سعيدة وأطمئن عليها قبل مۏتي .. لقد اطمأننت على أخيها ولم يتبقى إلا هي فهل تقبل أن تساعدني في الاطمئنان عليها !
شعرت بالغرابة مما سمعت وببالي كلام كثير يتصارع عقلي مع لساني لئلا يخرجه ولكني اخترت الصمت وفوضت أمري لله ووافقت على كلامه .. فلقد شعرت بالحزن على ابنته لذلك وافقت على الزواج منها فأنا تربيت يتيما لم أذق حنان الأم ولا حنان الأب ورعايته أبدا..
وبالفعل مرت الأيام وصارت ابنته زوجتي.
كانت طبيعية في البداية ولكنها تغيرت يوما بعد يوم إلى الأسوأ !
كانت تعاملني كخادم لها وتعايرني بالفقر وتسخر من شكلي وسواد وجهي وتخيفني بسلطة أبيها ومركز أخيها .. لم أكن أتعجب من تصرفاتها فهي ابنة رجل غني جدا لم تذق مرار العيش يوما .. 
كنت طيبا معها ولكنها لم تكن كذلك معي وكما قلت لك بعد كل هذا أطلقها ولا يعجبها !.. ولم تسكت لي أبدا بل أخبرت والدها بكل ما حدث وبرأت نفسها وألقت كل التهم علي !
فبالطبع .. طردني والدها من الشركة وأهانني أمام الموظفين وقال لي بكل قسۏة اذهب.. ولا أريد رؤيتك هنا مرة أخرى !!
ومنذ ذلك اليوم والحزن يملؤني .. عشت وحيدا دون عمل ..
لكنني تذكرت شيئا
غير حياتي تماما وعوضني عن كل هذا الحزن واليأس....
_الكاتبة نورهان زكي الجبروني_
يتبع...

انت في الصفحة 2 من صفحتين