رواية حلم الطفولة الفصل الثاني بقلم نورهان زكي الجبروني
انت في الصفحة 1 من صفحتين
حلم_الطفولة
بارت
الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني
وكانت أول لوحة رسمتها وحدي هي حديقة مليئة بالأشجار والزهور وكان عمري آنذاك ٨ سنوات .. تعجب أبي عندما رآني أجيد الرسم بسرعة وأتذكر أنه في ذلك اليوم نادى الرسام أبي ونظر إلي وقال له مبتسما ابنتك أمامها مستقبل باهر فهي لا تزال صغيرة كالبرعم .. غدا ستنموا وتنفع غيرها بما لديها من مواهب .
احتفظت بلوحتي التي رسمتها أيضا مع الأخرى التي أعطاني إياها عمي سمير أول مرة .
لا أدري هل يكون كلامي غريبا أم لا ولكنه حقيقة..!
كنت دائما مع تطور موهبتي في الرسم ودعم الآخرين لي لم أكن أشعر بذلك من أبي وأمي .
كنت أشعر أنهم يحبطونني أحيانا !!
لم يبدوا عليهم يوما أي سعادة مما أفعل مع أني كنت متفوقة في دراستي بشدة وكنت دائما في المرتبة الأولى على صفي وكرمتني المدرسة عدة مرات ومع ذلك لا تشجيع منهما لموهبتي أبدا !!
تعرفت على صديقة لطيفة في المدرسة اسمها دينا وأخبرتها بموهبتي وصرنا أصدقاء لم تكن دينا صديقة عادية بالنسبة لي بل كانت كتوأم روحي وكنت أخبرها بكل شيء عني وهي كذلك .. كنا أكثر من أصدقاء كنا كالإخوة.
لا أستطيع إنكار أنها وقفت بجانبي وشجعتني على الرسم حتى كنت في حصة التربية الفنية أرسم أجمل رسمة في الفصل كله بل أحيانا كنت أتفوق على المعلمة ذاتها عندما كانت تطلب مني أن أرسم على السبورة !
لم أكن أشعر بأي قلق تجاه صديقتي دينا بل كنت بالعكس أشعر براحة نفسية شديدة لها .. حتى أني ذات مرة رسمت لها صورة تشبهها تماما وأعطيتها إياها كهدية ففرحت بها كثيرا واحتضنتي بشدة وشكرتني
وكذلك رسمت بعدها بفترة صورة لي ولها معا وفرحت بها دينا كثيرا .
_الكاتبة نورهان زكي الجبروني_
كنت أخبرها كل يوم بما فعلت وبما حققت من أهداف وتقدم عظيم في حياتي .
صار الرسم موهبتي الوحيدة والأقرب لقلبي وكان أمرا ممتعا
أجد فيه راحتي وأتلذذ بفعله.
كثرت لوحاتي في غرفتي .. كنت دوما مع عمي سمير الرسام وكان يعاملني كابنته .. حتى شعرت يوما بفضول فسألته هل لديك أبناء!!
فسكت قليلا ونظر لي بحزن وقال لي سأخبرك لأنك بالنسبة لي كابنتي التي لم أنجبها ! .. سأخبرك لأنني أحببتك من كل قلبي .
مرت الأيام على هذا الحال السئ الذي لا يتغير أبدا .
كانت دائما تخيفني بأهلها وخاصة بأخيها الذي كان يعمل لدى الشرطة .
حزنت على نفسي كثيرا وانكسر قلبي عندما طردتني من المنزل ذات يوم وألقت ملابسي خارج المنزل أيضا فنمت في الشارع ثلاث ليال في البردالشديد !!