رواية صرخات انثى الفصل الرابع والخمسون بقلم ايه محمد رفعت
سمحت له بالتقرب إليها كيف سمحت بأن تحمل جنينه!
خشيت خديجة أن يكون صمته يعني بأنه لا يصدقها فقالت
_ولو عايز تتأكد أكتر اعمل تحليل واتاكد مش همنعك.. أنا مستحيل أنسب ابن لأب مش أبوه!
ابتسم ساخرا ونطق
_اللي سبق وخانت تعمل أكتر من كده.
وتركها وغادر دون أن يلفظ بكلمة اخرى فتعالت شهقاتها الباكية بصوت مزق قلب رقية فضمتها إليها وهي تردد بقلة حيلة
بسيارة آدهم.
كان آيوب منشغل بالحديث مع علي عن حالة يونس بينما هو شاردا حزينا فلقد تلقى بالامس نتيجة الفحص وقد كان ايجابيا كما توقع هو وأبيه اذا آيوب هو أخيه بنسبة مئة بالمئة لا يعلم كيف سيصارحه بالأمر.
لمحه يبتسم لعلي فابتسم بدوره هو الاخر وبداخله يقسم أن لا يدع الحزن يطرق بابه.
استقبلهم بحفاوة واخبرهم أن يونس بالطريق جلسوا على المقاعد ينتظرونه وما هي الا دقائق وولج يونس ملقيا السلام فأجابوه جميعا ونهض إليه آيوب فتعجب من رؤية الڠضب يحيل عينيه فاستغل التهاء ايثان بالحديث مع آدهم وعلي وجذبه جانبا يصيح من بين اصطكاك أسنانه
ابتلع آيوب ريقه بتوتر وقال
_مكنش ينفع أتخلى عنها يا يونس جوزها راجل معندوش رحمة وآ..
قاطعه ساخرا
_وأيه يابو قلب رهيف ولا تكنش أغريتك وكلت بعقلك حلاوة إنت كمان فعايز تطلقها منه وتتجوزها انت!
جحظت أعينه پصدمة وقال
_أيه اللي بتقوله ده يا يونس!!! أنا الست اللي كانت في يوم مرات أخويا محرمة عليا ليوم الدين!!
_أنا آسف يا آيوب بس لما شوفتها عند عمي وأنا هتجنن..
ربت على كتفه وهدر بتفهم
_ولا يهمك المهم تعالى أعرفك على علي صاحبي من لندن.
خرج برفقته واتجه إليهم جلسوا قبالتهم فأشار آيوب عليه
_ده الاستاذ علي أخو عمران صديقي اللي كنت بتكلم معاه.
صافحه يونس بود بينما مد إيثان يده يصافحه بحرارة
ضحك علي وأجابه
_بلاش تشتغل مع عمران في شيء مهم وشايفه حلم لآنه مش بس هادم الأحلام والملذات ده هيفرم حلمك ويحشيه في صينية مكرونة بشاميل وإسأل آيوب هو أكتر واحد هيعرف يديك معلومات عن الطاووس الوقح!
ضحكوا جميعا فأكد آيوب
زفر إيثان بضيق
_طيب ليه ميبقاش طيب وعشري زي حضرتك كده
ردد آدهم ضاحكا
_عمران وطيب في جملة واحدة!! يا كابتن إيثان خليك في جيمك تدرب عضلات الناس بدل ما بعد كده تحتاج اللي يدربلك عقلك عشان يرجع طبيعي زي ما كان!
ابتلع ريقه بارتباك وقال
_ليه هو مچنون
انفجروا ضاحكين الى أن قال آدهم بصعوبة
_لا وقح ومعندهوش حدود.. وأدي أخوه اسأله!
كان علي يتابع يونس بدقة جعلت آيوب ينهض وهو يشير لايثان
_تعالى بره عايزك.
وعلى الفور لحق بهما آدهم لعلمه المسبق لما يحدث هنا وقبل أن يخرج وضع مفاتيح سيارته لعلي قائلا
_المفاتيح أهي يا علي يادوب ألحق مشواري قبل معاد الطيارة بليل.
شاكسه ببسمة جذابة
_ماشي يا حضرة الظابط بس خد بالك من المية واليخت مش عايز مشاكل مع عمران أنا!
رفع يده لعينيه
_شمس في عنيا الاتنين حتى لو وصلت أكون مركب نجاة ليها مش هتأخر.
أشار له ضاحكا
_طيب الحق وقتك لإنه بدأ ينفذ.
أشار بيده بسلام عاجل وخرج على الفور بينما بقى علي قبالة يونس يتابعه ببسمة هادئة فشقها قائلا بمكر
_من ساعة ما قعدنا وأنا ملاحظ إنك ساكت ومش بتتكلم خالص ده حتى صاحبك بيتكلم وبيضحك أكتر منك.
استند بظهره للمقعد وقال ببسمة ساخرة
_وأيه اللي يخلي الواحد يفرح ويجيله نفس للكلام!
بدأ بدوره بمهارة فتابع على نفس المنوال
_وأنت فاكر إن كل اللي حواليك دول معندهمش اللي يخليهم بحالتك دي أو أبشع منها بس الأغلب بيتناسى اللي بيواجهه وبيحاول يتجاهله عشان يقدر يعيش.
ربع يديه حول صدره وتابعه بقوله المستهزأ
_مفيش شخص بيقدر ينسى كل ده كدب.
مال علي بجلسته للأمام وقال مبتسما
_هي صحيح كدبه بس هما كمان بيحاولوا يشوفوها كده عشان يكملوا الحياة اللي لو وثقوا إن اللي شافوه حقيقة وواقع حياتهم هتتدمر زي ما أنت بتدمر حياتك كده يا يونس.
اتسعت حدقتيه بدهشة
_تقصد أيه!
اتسعت ابتسامته وقال بصوته الرخيم
_اللي شوفته في حياتك أيا كان صعوبته فلو محاولتش تسيطر عليه هيدمر اللي باقي من حياتك وهيخليك محلك سر أول ما تلاقي نفسك واقف تحارب وتبعد عن كل ذكريات المؤلمة دي إعرف إنك اتغيرت وبقيت قوي وقادر تقف قدام نفسك وتهزمها.
رمش بعدم استيعاب شعوره بالارتياح لحديث هذا الشخص أرغمه على سؤاله بذهول
_إنت مين!!
أجابه ببسمة جذابة
_دكتور علي الغرباوي دكتور نفسي وأكتر حد ممكن يساعدك.
نهض يونس عن مقعده هادرا بعصبية
_آه عشان كده آيوب جابك سيادته شايفني مچنون!!!
لم تتلاشى ابتسامته بل تابع ومازال جالسا بثقة وثبات مهيب
_الدكاترة النفسية مش تخصصهم علاج المجانين يا يونس وعشان أكدلك المعلومة كلنا محتاجين لدكاترة نفسية حتى أنا بحتاج لنفس الشيء محدش سليم نفسيا بنسبة مية في المية كلنا جوانا ۏجع مدفون كلنا بننجرح وبنتألم لإننا بالنهاية بني آدمين.
وتابع وقد انتصب بوقفته برزانة
_في اللي بيقدر يتخطى مواقفه الصعبة لوحده وفي اللي بيحتاج لحد يأخد ايده وهنا الفرق.
ارتخت تعابيره المشدودة رويدا رويدا فانحنى علي لسطح مكتبه وجذب قلما وورقة وأخذ يدون رقما أسفل نظرات يونس التي تراقبه.
انتصب بوقفته بعدما ترك الورقة على سطح المكتب وقال
_في ناس حواليك بتحبك وبتتمنى إنك تكون كويس وأولهم آيوب اللي اترجاني أخبي عليك إني دكتور نفسي عشان مشاعرك بس في حالتك وشخصيتك اللي كونت عنها فكرة سريعة لقيت إن الصدق بينا هيكون أسرع طريقة إنك تكون أفضل.
واستطرد مشيرا للورقة
_ده رقم تليفوني أنا راجع لندن بليل لو حابب تكمل معايا اتصل بيا لو مش حابب براحتك محدش هيجبرك لإن لو إنت اللي مختارتش تساعد نفسك بنفسك يبقى لا أنا ولا غيري هيقدر يساعدك.
ومنحه ابتسامة أخيرة قائلا
_اتشرفت بمعرفتك يا يونس... عن إذنك.
وتركه وغادر بينما يونس سقط على المقعد حائرا مرتبكا يشوبه الاختناق لا يعلم ماذا يفعل لكن كل ما يعلمه أنه شعر بالارتياح الحديث لهذا الشخص الذكي!
انتهى الشيخ مهران من تلاوة وارده اليومي بخشوع تام مستغلا بقائه بمفرده بالمنزل بعد ذهاب الحاجة رقية برفقة خديجة للطبيب وتركوا فارس معه فوضع له الألعاب وجلس يقرأ وارده.
تعالت الطرقات ودق الجرس فنهض الصغير يفتح الباب وقف حائرا أمام تلك المرأة مما جعل الشيخ يصدق بالله العظيم وينهض ليرى من القادم.
وقف حائرا أمام تلك الفتاة فسألها باستغراب
_انتي مين يا بنتي وعايزة مين
أدمعت عينيها بړعب مما هي قادمة لفعله فرفعت كفها إليه وفتحته فرأى بيدها سماعتين صغيرتين الحجم تطلع لها وقال باستغراب
_ده أيه مش فاهم!
وحينما دقق النظر لها ثارت معالمه پغضب عارم فأشارت له بالسماعة على أذنيه ففهم بأنها تود أن تتحدث معه والسماعة تلك ما هي الا طريقة ليتمكن من فهم حديثها اندهش بالبداية لرؤيتها بملابس محتشمة وحجابا جعلها رائعة لذا رضخ لها ووضع