السبت 23 نوفمبر 2024

رواية المتاهة القاټلة الفصل التاسع عشر بقلم حليما عدادي

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

-نيته مش خير أبدًا، لازم نأخذ حذرنا منه.

بعد مدة.. رست السفينة على الجزيرة، وقفت السفينة وبدأت تصدر أصواتًا من بين الأشجار، خرج رجلٌ يبدو عليه كبر السن وجسده هزيل، نظر إليهم بتفحص كأنه لم ير بشرًا قبل ذلك، وتحدث قائلًا:

-وصلنا للجزيرة، انزلوا يلا.

أكمل كلامه ونزل راكضًا، خرج خلفه الرجال الذين أصابتهم "ماريا"، ينظرون نحوها بغضبٍ وشړ، لم تهتم لنظراتهم ونظرت إلى "رام" وقالت:

-رام، نعمل إيه؟ ننزل؟

قبل أن يجيبها "رام"، سمع أصواتًا متداخلة، وفجاءة امتلأت السفينة بالرجال، كانت أجسادهم قوية، أحاطوا بهم وهم يقفون في الوسط.

لم يفهم ما يحدث، سحب الفتيات وراء ظهره لكي يحميهن من بطش هؤلاء الوحوش البشرية، وبعد دقائق.. استطاع أن يفهم الأمر، أدرك أنهم وقعوا في مأزقٍ أكبر من المتاهة التي كانوا فيها، أصبح كل ما يخشاه هو أن يحدث شيء للفتيات، تفحص المكان جيدًا علّه يجد مكانًا يستطيعون الفرار منه، لكن لا مكان للهرب، وإن حاول أن يتصرف أي تصرف فسوف يعرضهم للخطړ، لا مفر لهم من هذه السفينة.

استدار نحوهم وتحدث قائلًا:

-محدش يعمل حاجة، هننزل معاهم.

لم يكن الوقت كافٍ للاعتراض أو التفكير، أومأوا برؤوسهم بالموافقة، نزلوا والرجال من خلفهم وأمامهم حتى نزلوا من السفينة، ساروا بهم بين الأشجار والمروج الخضراء، حتى وصلوا أمام بيوت متراصة بجانب بعضها بنظامٍ بلونها الأبيض الناصع، وقفوا أمامها لدقائق حتى خرج رجلٌ هيئته كالقرصان بيده سوط، تفحصهم وهو يدور حولهم، توقف ينظر إليهم لعدة دقائق، تحدث قائلًا:

-أنتوا عارفين أنتوا هنا ليه؟

ألقى سؤاله ووقف ينتظر منهم ردًا.

استجمع "رام" قواه وتحدث بحنق:

-احنا منعرفش احنا هنا ليه.

قهقه الرجل بصوتٍ عالٍ، ضړب الأرض بالسوط عدة مرات، اختفت الضحكة من ثغره، اقترب من "رام" وتحدث:

-أنتوا هنا علشان تخدموني، اللي أقصده أنتوا هنا عبيد ليّ أنا اشتريتكم.

لم يتحمل "رام" أكثر من هذا، اقترب من الرجل حتى لفحت أنفاسه الساخنة وجهه، جز على أسنانه پغضب.. وتحدث قائلًا:

-احنا أحرار مش عبيد، احنا مش هنخدم حد.

ابتعد الرجل عن "رام"، كان غاضبًا من جرأته عليه، نظر إلى رجاله.. كان ينظر إلى "إليف" نظرات أخافتها، تحدث بأمر:

-هاتولي البنت الصغيرة دي، وامسكوا الباقيين.

اقترب أحد الرجال من "إليف"، وقبل أن يصل إليها أمسك "رام" يده بقوة، حتى سمع صوت تكسر عظامها ودفعه بقوة، وقع الرجل على الأرض يتلوى من الألم، تدخل باقي الجنود حتى استطاعوا السيطرة على حركة "رام، وجان"، أمسكوا بهما بقوة وأخذوا "إليف"، كانت تبكي وتحاول الإفلات منهم، لحقت بهم "ماريا" وهي تبكي، أمسكت ذراعه لكن دفعها إلى الخلف بكل قوته، فوقعت أرضًا ورفعت يدها نحو أختها، ودموعها تنزل بغزارة و"إليف" تنظر نحوها تستغيث بها، نظراتها كانت تبوح بما لا تستطيع أن تفعله، تشعر بالعجز وليس بيدها شيء.

"رام" وهو يحاول الإفلات من أيديهم، احمر وجهه وأصبح كأسدٍ مسجون في قفص يزمجر وهو يشعر بالعجز، صاح قائلًا:

-سيبوها، أنا أهو قدامكم اعملوا فيّ اللي انتوا عايزينه.

لم يهتموا لكلامه، أمسك "إليف" من شعرها وهي تصرخ وتنظر إليه بعينين تلألأت فيهما الدموع وجسدٍ يرتجف، كانت تضع يديها على وجهها كأنها تحمي نفسها، نظر الرجل إليها.. كان مستمتعًا بخۏفها وتعلو ثغره ابتسامة شيطانية، تحدث وهو ينظر إلى رجاله:

-هاتولي سکين حاد يلا.

اتسعت حدقات أعينهم بفزع، لكن ليس بيدهم شيء، حاولوا التخلص من الرجال الممسكين بهم لكن لم يستطيعوا، يشعرون بالعجز كعصفورٍ وسط قفص كُسر جناحاه.

لم تعد "ماريا" تتحمل الذي يحدث، حاولت أن تتخلص من الرجل الممسك بها، ومن شدة ڠضبها استجمعت قواها وضړبته بقدمها في بطنه، انحنى بألمٍ وتحول لون عينيه للون الأحمر، رفع رأسه پغضب، حدث هذا في الوقت نفسه الذي مر به الحارس الذي ذهب ليحضر السکين لسيده، سحب الرجل من يده سريعًا، استدار نحو "ماريا"، وقبل أن تفهم ما يحدث غرس السکين في صدرها، فتحت عينيها وفمها پصدمة وخرجت منها صړخة دوت في المكان، تعثرت عدة مرات قبل أن تسقط، آخر شيء سمعته هو صړاخ أصدقائها، هوت أرضًا دون حراك.

انت في الصفحة 2 من صفحتين