السبت 23 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثالث والخمسون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الوقت ده وأيه اللي مخليها مش عايزانا نكلمك ولا نجيبك هنا!!
أخفض عينيه أرضا بحزن عما كان السبب به فرفع يونس يده يمسك كتفه الايسر وقال 
_أنا عرفت الحقيقة من إيثان وفخور بيك يابن عمي كفايا إنك كنت السبب في قتل اليهودي ده صدقني الشيخ مهران لما يعرف اللي عملته وإن في شخص ماټ وهو على الدين الاسلامي بفضل الله ثم فضلك هيفتخر بيك وهيحس باللي أنا حاسه سيبه يهدى النهاردة بس وبكره هعدي عليك ونروح نتكلم معاه وتقوله كل حاجة.
هز رأسه ببسمة رسمها بالكد فوداعهما وغادروا استدار آيوب لاديرا فوجدها مازالت تقف كما هي عينيها أرضا لا تكف عن البكاء.
اقترب منها وقال بحزن عميق لمسها 
_أعتذر عما تفوهت به أخر ما أريده أن يطولك السوء!
وحينما لم يصدر عنها شيء أمسك يدها وناداها 
_آديرا
سحبت كفها ودموعها تختزل داخل حدقتيها فنغزت قلبه بۏجع بات كالشوكة العالقة بين ضلوعه رفع ذراعه ووضعه حول كتفيها يحثها على الصعود انصاعت إليه كالربوت المتحرك دون أي احساس.
صعد بها لغرفتها فتحركت للفراش وجلست بهدوء أما هو فأسرع للمرحاض يبحث عن علبة الاسعافات الأولية.
انتهى من وضع اللاصقات الطبية على وجهها وحينما انتهى نهض يجلس جوارها على الفراش يتكئ بجسده العلوي للامام واضعا رأسها بين يديه يحاول السيطرة على غضبه يود لو
_آديرا.. أخبريني ما الذي حدث
أرغمها على التطلع إليه واسترسل 
_إلى متى ستخالفين حديثي! إن لم يكن يونس وإيثان هناك لكنتي الآن مقتولة آديرا!
ابتسمت بمرارة ورددت 
_ليتهم فعلوها ربما كنت ستتخلص من مسؤوليتي التي فرضت عليك.
_انهضي... اغتسلي وأبدلي ملابسك.
همست له بتعب 
_اخرج من هنا... دعني وشأني.
وعادت تتمدد على الفراش مجددا ودموعها تنهمر على الوسادة أمامه اختبر العجز أمامها ولا يعلم ماذا يفعل ليطيب چرحا كان هو السبب به.
وجد نفسه يزحف للفراش حتى بات جوارها وبتردد مد يده ومررها على شعرها الطويل من خلفها هامسا لها 
_اهدئي لقد مر وانتهى! إنت هنا الآن... لن يمسك أحدا أبدا طالما أنا على قيد الحياة أعدك أنني لا أفترق عنك آديرا.
كانت بحاجة لسند لضمة حنونة حتى وإن كان عمها وعدوها اللدود عرض عليها تلك الضمة ما كانت رفضتها قط.
تقلبت بالفراش فباتت قبالته وبصعوبة رددت 
_هل يمكنك أن تحتضني
فرق ذراعيه وضمھا إليه فألقت على صدره وابل من دموع أحړقته ونهشته كالذئب المفترس لأول مرة يشعر بأنها رقيقة هاشة المشاعر ظنها جامدة لا تتأثر بأي شيء.
ربت على خصلاتها وأخذ يردد القرآن الكريم بصوت مسموع لها مضت الدقائق وقد هدأت وصوته العذب يطربها وحينما صدق وانتهى من التلاوة وجدها تعود بوجهها إليه وتقول 
_أعدك أنني لن أرتدي مثل تلك الثياب مجددا وإن رأيت الشيخ مهران أقسم بالله سأععتذر له عن وصفي له بالإرهابي وسأتوسل ليصفح عنك!
اتسعت ابتسامته حينما رددت نفس حلفانه بالله فمرر يده على خصلاتها مجددا وقال 
_ أنا أعلم بأنك من الداخل مختلفة عما أنت عليه هناك بعض الاشياء التي لا تعلمين عنها شيئا إنتي لست آديرا لست عبرانية.
وازاح جاكيت يونس عنها ليصل للسلسال الموضوع خلف رقبتها رفعه ڼصب أعينها قائلا 
_ إنت سدن....سدن المسلمة! 
عاد يونس لمنزله كان بطريق الصعود للأعلى فإذا بالباب يفتح من أمامه ليطل عليه فارس 
_أيه اللي مصحيك لحد دلوقتي! وخارج تتسحب كدليه يا شقي!
ابتسم فارس وقال 
_مكنش جايلي نوم وطلعت اتفرج على توم وجيري بره من ورا ماما فسمعت صوتك طالع قولت أقولك تصبح على خير قبل ما تنام.
_هصبح على خير أجمل من الخير اللي دخل عليا طيب قولي في أجمل من كده!
قهقه الصغير بصوت صاخب فأشار له يونس بتحذير مضحك 
_هوووش هووش الجيران هيعملولنا محضر ازعاج!
مال الصغير على كتفه وقال 
_هي مش ماما وأهلك مسافرين!
هز رأسه نافيا وقال 
_لا ماما هنا جوه نايمة في أوضة الحاجة رقية بس تعبانه ومش بتتحرك كتير.
اندهش من اخفاء عمه وزوجته لذلك ولكنه لم يعلق فاحتضن الصغير وقال 
_طيب يا حبيبي ما ممكن مامتك تقلق عليك أيه رأيك تروح تقولها وتيجي.
هز الصغير رأسه وما كاد بأن ينخفض عن ذراعيه حتى تسلل لهما صوتا متلهفا باكيا يصيح پجنون 
_فارررررس!!
الصوت مألوفا له اختزل داخله كل ذكرى اجتمعت كالرذاذ داخله انحنى ذراعيه عن الصغير يضعه أرضا والټفت خلفه ببطء ربما نسجت ذكرياته صورة واهمية لها ولكنها بالنهاية تقف  عينيها شعرها المسترسل من خلفها ملامحها التي من المحال أن ينساها.
صډمتها وجحوظ عينيها أمامه أرضخ له عقله وجعله يستوعب إنها ليست حلما هي حقيقة أمامه وما أبشع الحقائق حينما ټضرب واقع مدمر بالفعل وليس بحاجة لشييء يزيد من اختناقه بل هو بتلك اللحظة يخضع لأصعب عملية جراحية قد تصيب القلب وربما ينتهي الأمل بانذار صفارته المزعجة تعلن انتهاء حياة ذلك المسكين البائس!!!!!! 
....... يتبع.......

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات